غاندي النعانعة
جاء في الخبر أن مجلس الوزراء أقر نظام التعلُّم الإلكتروني في المؤسَّسات التَّعليميَّة المدرسيَّة لسنة 2024م؛ وذلك لإدماج التعلُّم الإلكتروني في المؤسَّسات التَّعليميَّة، وتوفير بيئة تعليميَّة تربويَّة تخدم المتعلِّم والمجتمع، ولضمان استمرار التَّعليم في المؤسَّسات التَّعليميَّة في الحالات الاستثنائيَّة الطَّارئة التي تحول دون وصول المدرِّسين والطَّلبة إلى مدارسهم، ولتعزيز استخدام التِّكنولوجيا في المجتمع وتوظيف التقنيَّات الحديثة في خدمة العمل التَّربوي.
ولعل أهمية إقرار هذا النظام الداعم للتعلم الإلكتروني في المؤسسات التعليمية المدرسية الأردنية تأتي في سياق عالم تتسارع فيه وتيرة التطور الرقمي، حيث أصبح التعلم الإلكتروني أداة أساسية في تحديث وتطوير العملية التعليمية، باعتباره خطوة جادة نحو تحقيق التميز التعليمي، ومواكبة متطلبات العصر.
إذ يعكس إقرار نظام التعلم الإلكتروني التزام الحكومة الأردنية نحو تعزيز التعليم وتطويره باستخدام أحدث التقنيات المتاحة، معطيا الفرصة للطلاب والمعلمين للتفاعل مع المحتوى التعليمي الإلكتروني بشتى أنواعه، سواء كان ذلك عن بُعد أو داخل الصفوف الدراسية.
و لا بد أن ذلك سيسهم في توسيع نطاق الوصول إلى التعليم وتقليل الفجوة التعليمية، خاصة في المناطق النائية والمحرومة من الخدمات التعليمية الجيدة، مما يعزز فرص المساواة في التعليم، و الوصول إلى المصادر التعليمية بسهولة وبدون قيود جغرافية.

بالإضافة إلى أن نظام التعلم الإلكتروني يعزز من الابتكار والتفاعل في عملية التعلم، فباستخدام التقنيات الحديثة مثل الوسائط المتعددة والتفاعلية، يمكن أن نستثير الطلاب نحو المشاركة الفعَّالة في الدروس، والأنشطة التعليمية، لا سيما في حالات الطوارئ، و الأزمات، و الكوارث التي تحول دون انتظام عملية التعليم .
و يمكن لنظام التعلم الإلكتروني أن يسهم في تطوير مهارات الطلاب الرقمية، التي أصبحت أساسية في سوق العمل الحديث؛فهو يمنحهم الفرصة لتعلم كيفية استخدام التكنولوجيا، و الذكاء الرقمي و توظيفه في مختلف جوانب الحياة.
و باعتبار الأردن رائدًا في مجال التعليم في المنطقة، يتوقع أن يضمن النظام التعليمي فيه تكاملا مع التكنولوجيا في عمليات التعلم لتعزيز جودة التعليم وتمكين الطلاب من تحقيق إمكاناتهم الكاملة،و هو خطوة مهمة نحو بناء مجتمع معرفي يعتمد على التقنية في جميع جوانب الحياة، ويسهم في تحقيق رؤية الأردن لتطوير قطاع التعليم، وتحقيق التميز .