عقد ملتقى جرش الثقافي الأول حول "طريق الايلاف القرشي"


جراسا -

عقد في مدينة جرش يوم امس السبت، الملتقى الأول الثقافي، بعنوان طريق الايلاف القرشي عبر جرش – رحلة الرسول محمد ( صلعم ) الى جرش، وذلك في قاعة بلدية جرش.

ونظمت الفعالية مبادرة درب الوئام الحضاري، واتحاد المؤرخين في تراث القبائل، والجامعة الهاشمية، وجامعة ال البيت، بالتعاون مع بلدية جرش، وجمعية نشميات الأردن الخيرية، ورابطة صقور الاردن للاصلاح العشائري ، ومنتدى ياجوز الثقافي ، واتحاد الكتاب والادباء الأردنيين ، وجمعية بئر السبع الخيرية ، وعدد من الهيئات الثقافية والجامعات الحكومية والخاصة .

ورحب مصطفى الزبون بالمشاركين بالملتقى الأول واكد على أهمية نشر المعرفة وابراز كنوز مدينة جرش واستخدام أساليب جديده بالترويج لها واشراك المجتمع المحلي في الفعاليات الهادفة للحفاظ على المدينة.

بدوره تحدث العميد المتقاعد مناور الشخاتره راعي الملتقى عن مميزات مدينة جرش واهمية ربط الجانبين الشرقي والغربي من المدينة في حلقة الزائر عبر مسار وادي الذهب ، كما اشار الى أهمية ابراز معالم المدينة وفق خطة استراتيجية.

واوضح ان الأردن ينعم باستقرار في كنف ال هاشم وان ذلك نعمة كبيرة نستغلها في الترويج لمنتجاتنا السياحية وخاصة جرش ، بدوره تحدث رئيس اتحاد المؤرخين في تراث القبائل وانسابها سعد سلامه عن الدور الحضاري الذي اضطلعت به جرش عبر التاريخ ،حيث كانت مركزا لتجمع القبائل ومنطلقا للحضارة ومنارة علم ، وثقافة ، واشعاع حضاري عل مر العصور

وفي الجلسة العلمية التي تراسها الدكتور عدنان لطفي، تحدث استاذ علوم الاثار من الجامعة الهاشمية الدكتور محمد وهيب رئيس اللجنة التنظيمية والعلمية عن حقائق علمية وتاريخية تجعل من مدينة جرش الأولى على مستوى الشرق الاوسط من حيث الابتكار و التميز والريادة حيث استقر الانسان فيها منذ العصور الحجرية من خلال اكتشاف حضارات تل الصوان ،

وأوضح، "ان جرش قد اسست علم الرياضيات وقدمته للعالم اجمع من خلال العلامة الجرشي نيكوماخوس الذي ولد في جرش عام 120 م وتوفي عام 196 م ، وان العالم يحتفل بسيرة هذا العالم الجرشي الجليل في كل عام في جامعاته ومعاهده ومتاحفه المرموقة لغزارة مساهمته في رقي البشرية. كما ان جرش انجبت كبار مهندسي المشرق وخاصة المهندس الجرشي فيثاغور زابيدوس ، حيث يعتبر هذا المهندس ابن زبيد كبير مهندسي المشرق وابتدع نظام الاقواس من الأسفل للأعلى ،واقام المسارح ، والمدرجات وعاونه مهندسو جرش وعمالها المهرة والبنائين على انشاء مدينة جرش / جيراسا خلال العصر الروماني ، حيث ظهر ذلك من خلال نقش كشف في جرش عام 2014 ، ولا زالت جرش حتى يومنا الحاضر من اكثر مدن العالم القديم اكتمالا من حيث العمارة المتصلة حيث يبلغ طول سورها خمسة كيلو مترات ونصف مما يضعها بين اعظم 15 دوله في العالم في أطول اسوار العالم.

وأضاف: قدم الجرشيون ابتكارا نادرا للعالم تمثل في صناعة منشار حجري هيدروليكي يرجع للقرن الرابع الميلادي حيث اكتشف في جرش عام 1926 وحققت بذلك جرش الريادة في الابتكار في المشرق قاطبة ، كما اكدت الاكتشافات الحديثة ان جرش سكت النقود وضربتها باستخدام الذهب ،والفضة ،والبرونز وكان لها عملتها الخاصة باقتصادها المتميز والمتطور ، وخلال العصر البيزنطي كانت جرش منارة الامن والاستقرار لاتباع الديانة المسيحية فاقموا بها وانشاوا عشرات الكنائس وما زالت شاهدة على ارض الايمان والرسالات السماوية ، ونهضت جرش وتميزت أيضا خلال العصور الإسلامية عندما فتحها القائد شرحبيل بن حسنه ، فأقيم بها المساجد داخل المدينة الاثرية والمساكن والاحياء التجارية ، حيث نالت جرش شرف قدوم الرسول محمد ( صلعم ) اليها مرتين في قافلة الايلاف القرشي ووطات قدماه الشريفتان ارضها الطهور ، ويستمر تميز جرش وريادتها عندما وصفها الجغرافي الشهير ياقوت الحموي في كتابه فتوح البلدان بانها مدينة عظيمة ، ولا زال واديها يتميز بشجرة الدلب/ الجلنار النادرة على مستوى العالم ، إضافة الى شجر الصنوبر الحلبي في دبين المتميز والذي يمثل النصف الشمالي للكرة الأرضية ، وختم ان علماء الغرب اكتشفوا حقيقة جرش مبكرا واحبوها حبا شديدا ومنهم علم الاثار الإنجليزي لانكستر هاردنج الذي اوصى ان يدفن في جرش بعد وفاته وهو يرقد فيها اليوم بسلام".

من جهته تحدث الدكتور مهدي العلمي بإسهاب عن استراتيجيات ترويج وتسويق جرش وعن مبادرات وطروحات حديثه وعصريه وعن دور المجتمع المحلي في ترويج المدينه باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ، مشيدا بجهود وزارة السياحة.

وأضاف: جرش كنز كبير واثاره الممتدة اقتصاديا واجتماعيا يجب ان تفيد منها باقي محافظات المملكة.

الدكتور محمود عبد العزيز من جامعة ال البيت تناول الاستقرار المبكر في جرش والعناصر التي جذبت الحضارات الى جرش وكيف استطاع انسان جرش ان يحول هذه المصادر الى قصة نجاح مستمر لتصبح جرش من اهم المدن الجاذبة للاستقرار فيها والتمتع بخيراتها ومصادرها المتنوعة ونسيجها الاجتماعي المميز.

اما الدكتور محمود بن طريف فقد اكد ان جرش انتقلت من المحلية الى العالمية بالارتكاز على الأهمية العالمية لتراثها وارثها الحضاري الذي نافس اعظم مدن العالم التاريخية وتفوق عليها وتربعت جرش على عرش المدن العالمية بلا منازع .

وختم الدكتور عدنان لطفي مؤكدًا ضرورة التركيز على الأنواع الأخرى من السياحة في جرش وخاصة السياحة البيئية في الغابات المنتشرة في ارجاء جرش ، وقرات رسمية اللحام من اتحاد المؤرخين التوصيات التي ركزت على ضرورة الإفادة من نتائج الاكتشافات الحديثة في ترويج جرش باستخدام التقنيات الحديثة.

والقت الشاعره منى الغلاييني قصيدة تناولت امجاد الوطن ومنجزات جرش في عهد ال هاشم .

وقام المشاركون بزيارة الى جرش الشرقية عبر مسار وادي الذهب ،واطلعوا على الحمامات التاريخية كما تجولوا في اسواق جرش القديمة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات