مشكلة في مكافحة مشكلة المخدرات


مما قرأت في العلوم الجنائية انه في مجتمع تسوده المخدرات واصبحت علامة من علاماته الفارقة عبس وتولى رئيس جهاز المكافحة عندما عُرض عليه المساعدة في القبض على اخطر مجموعة من التجار والمروجين.
   كانت هذه حقيقة مشهودة معززة بالدليل، وكان هذا اعلان هزيمة واستسلام لجحافل المجرمين بكل ما تعني الكلمة من معنى.
  والاسوأ من ذلك كان تجاهل مرجعه المباشر وهروبة من سماع تلك الحقيقة وتفاصيل التولي والعبوس.
  عندما يصل الحال الى هذه الدرجه من الانحدار  والتردي يصبح حديث الناس عن خروج ظاهرة المخدرات عن السيطرة حديث صحيح، فتفشل كل وسائل الاخفاء وخداع المرجعيات الاعلى والتلاعب بالبيانات والارقام لإيهامهم بأن الوضع تحت السيطرة، وكانوا فوق ذلك ينسبون لكل من يحاول القاء الضوء على الحقيقة شتى التهم ويقذفونة بالوصم.
  انتهى ما قرأت في العلوم الجنائية.
  اردنيا وحتى لا ندفن رؤوسنا بالتراب علينا ان نظهر حجم مشكلة المخدرات بحجمها الصحيح، ولا بد من القول ان الجزء الظاهر منها قد لا يساوي واحد بالمئه، ذلك ان الاغلبية العظمى من العائلات المبتلاه تخفي ادمان ابنائها حفظا لسمعتها وخوفا من الملاحقة الامنية والقانونية وحتى لا تصبح مصيبتها مركبة.. ادمان وسمعة سيئة وسجون.
  الوضع قلق وليس على ما يرام، والعائلة الاردنية ذات الصبايا هي الاكثر حرصا على اخفاء حالة الادمان خشية العنوسة، ولطالما تسبب الادمان بفسخ خطوبة او خسران الاخت او البنت لفرصة زواج سعيد كانت على وشك الاكتمال.        
واضيف كمتخصص متابع للشأن الامني ان كل البيوت الاردنية إما مصابة او تخشى الاصابة وتضع ابنائها تحت العناية الحثيثة المركزة للنجاة وهذا بحد ذاته احد المنغصات اليومية  المتكررة عل وعسى تجنبهم الوقوع ضحية للآفة المميته.
  في اي دولة في العالم  تتفاقم فيها الظاهرة  وتخرج عن السيطرة تنحدر الاجراءات الداخلية  فيها الى حدودها الدنيا فتعجز ولا تناسب حجم الظاهرة. ويصاب قادة الاجهزة بالخوف والاحِجام والتلكؤ. ويظهر نوع جديد من المكافحة وهو مكافحة مشكلة مكافحة المخدرات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات