المفاعل النووي بين "العلم و السياسة" وثيقة وفاة اكلينيكية للحكومة


هنالك واحد و ثلاثون دولة لديها ( 443 ) من المفاعلات النووية لانتاج الطاقة الكهربائية  و تسعى لاقامة (369 ) مفاعلا خلال خمسه عشر عاما  ، من اصل مائة و ست تسعون دولة في الامم المتحدة  ليس لديها مفاعلات نووية  بل بعضها يعارض تلك  المفاعلات النووية ايا كان الاستخدام .

 و حسب اخر معلومات  في شهر يونيو 2011 ، بناءا على ما نشر في "الايكونومست " عدد 24 مارس 2011 ، و في النيويورك تايمز 25 مايو 2011 (جايمس كانتر ) فأن استراليا (قارة بأكملها ) ، و النمسا و الدانمرك و اليونان و ايطاليا و لاتفيا و لوكسمبورج و مالطا و البرتغال و اسرائيل و ماليزيا و نيوزيلاند و النرويج يعارضان اقامة مفاعلات نووية على اراضيهم .

و اشير هنا الى ملاحظة "معارضة اسرائيل " و التى لديها مفاعل ديمونة . فلماذا الاهتمام اذن بأقامه مشروع المفاعل النووي في "المملكة الاردنية الهاشمية " ليخدم اسرائيل لاحقا شئنا ام ابينا، و لماذا تعارض اسرائيل اذا كان ذلك يقع ضمن أهمية الاتجاه نحو التطور ؟ .

"سلوفانيا " على سبيل المثال لديها مفاعل نووي تذهب نصف استخداماته الى الجارة "كرواتيا " التى ساهمت في التكاليف ، فهل اسرائيل سوف تعتمد على مفاعل "الاردن " و تساهم به حتى تبتعد عن التلوث و تنقله الى منطقة اخرى ؟ ، ام ان الاردن سيبيع "اسرائيل " الطاقة من خلال مفاعل قريب منها سواء الحدود في ايلات او المفرق ؟. و يعتقد البعض ان هذا احد اسباب عدم الاتفاق بعد على الموقع المزمع لإقامة المفاعل النووي (سياسيا )  و لا يوجد سببا اخر ؟ ، ثم من اين الماء ؟ و ايهما افضل نبقى على ماء للشرب و الزراعة ام نستخدمه للتبريد وتوليد الكهرباء ؟.
أن مخاطر المفاعل النووي  هو انتاج نفايات سامه و بعضها مشع للغاية ، و حتى يومنا هذا لا يوجد عالميا ما يفيد انه تم التخلص من تلك النفايات المشعة بأمان مئة بالمائة علما بأن النفايات تبقى لالاف السنوات و ليس عشرات السنين.

اما عن محطة توليد الكهرباء التابعة للمفاعلات النووية  ، فقد اظهرت الدراسات في كل الدول التى اقامت تلك المحطات ان كلفة توليد الكهرباء مكلفة للغاية عندما تؤخذ تكاليف انشاء المحطة النووية رغم ان تكاليف التشغيل ليست عالية ، و بالتالي فأن الكهرباء التى تنتجها محطة توليد الكهرباء مكلفة نسبيا.

و اود ان اضيف ان تصرفات طائشة و حوادث جعلت نفايات في الماضي تلوث الانهار و الارض و المحيطات ، و نذكر هنا حادثة تشرنوبل 1986 عندما انفجرت احد مواسير المفاعل للمياه ارتفعت حرارته و سببا ضغطا ادي الى حدوث الانفجار و نتج التلوث الذي قدره العلماء بأنه اسوء من كارثة القنبلة النووية في نجازاكي و هيروشيما 1945.

 و امريكا التى لديها (104) مفاعل و تقنية عالية حدث بها ثلثي حوادث التسريب و مشاكل النفايات من اصل سبع و خمسون مصيبة في هذا المجال ادت الى سرطانات و عقم و تشوه و تلوث بيئي و غيره منذ عام 1986 وحتى يومنا هذا.

و على الرغم من تحمس بعض العلماء للمفاعل النووي بحجة  ان الطاقة الناتجة افضل من الفحم و الزيوت و النفط الا انها ليومنا هذا لم تستخدم في السيارات بديلا عن البنزين ، و لكن ربما في المستقبل القريب يكون هناك حلا للسيارات يعتمد على تلك الطاقة مثلما التوجه الى انتاج سيارات تعمل بالطاقة الكهربائية .

على العموم ، ان الاردن سبق و ان اشترى تقنيات هواتف ارضية  و كبائن بقيمة تفوق ثلاثمائة مليون دولار في سنوات سابقة  ما لبث ان ظهرت بعدها  تقنية الهواتف الخلوية و دفن الهاتف الارضي و تلاشى و تبخرت الاموال ،و كنت قد  تحدثت عنها ضمن سياق محاضرة بجمعية الشابات المسيحيات في نهاية الثمانينات بعنوان  "الاخفاق و الانفاق في المشاريع الكبري بالاردن "  ، و اليوم ها هو يضاف مقترح مشروعا اخر قيمته عشرة مليارات دينار لوضع الاردن على قائمة "جينس بووك " في المديونية (فرد / دين ) ، و لا احد يحرك ساكنا مع الاعتبار ان هناك تقنيات للطاقة قد تظهر في عصر سريع التطور و الانتقال من درجة عمياء الى درجة تركيب عدسات خارقة للروؤية عن بعد ، و ينطبق ذلك على كل الاختراعات و المشاريع العلمية.

يرى بعض الساسة  ان وزير الطاقة و الثروة المعدنية الدكتور خالد طوقان  ، العالم بالنووي ،و الذي  لا يحمل شهادة التوجيهي العربية من الاردن ، و رفض رئيس حكومة اسبق ان يعينه في الجامعة لهذا السبب السخيف ، بينما درس في لندن في مدرسة ايتون الشهيرة ، و  تخرج في الجامعة الامريكية  بيروت ، و اكمل دراسته في اهم الجامعات الامريكية و هي ماسشوستس في علم الفيزياء و الطاقة النووية ، و عمل على مشاريع الطاقة في السعودية ، و يحلم بمشروع "مفاعل نووي"  انه غير محق و يبحث عن شهره لذاته و ابقاءا لمنصبه في الحكومة على حد قولهم بينما خمس ملايين مواطن و نيف غيره ، ممن يعيشون في "الارض بتتكلم عربي " يحلمون برغيف خبز و مصروف يومي لابنائهم وسداد الدين الذي اربكتهم به بعض حكومات قاصره ، و يتمنون خدمات صحية مؤمنة و بعيده عن التلوث و الامراض المستعصية رافضين المزيد من المديونية و التى جزءا منها في جيوب بعض من كبار المسؤوليين وحساباتهم البنكية و فللهم "العبدونية" و عقاراتهم  و مصايفهم الاوروبية ".

أن حكومة توافق على عشرة مليارات و لديها سبعة عشر مليار مديونية عجز في الموازنة ، و دون ان تظهر بينات الربح و الخسارة و العائد الاقتصادي المدروس لمثل هذا المشروع و اهميته و مخاطره و فائدته ، و تعتقل من يعترض سلميا على المشروع ، و  بهذا الفكر الارتجالي  الغائب عن استراتيجية شاملة  تقتطتع جزء على حساب اخر في تماهي و مواربه ،  هي حكومة تكتب بيدها وثيقة وفاتها اكلينيكا في ظل غياب الحقائق ، غياب الوثائق ، غياب المعلومات عن الشركاء من الباطن و مصادر التمويل ، ومن هو وكيل الشركة الفرنسية وما حجم  تعثراتها و خبراتها ، و اخطار التلوث الناتجة.

مشروع مثل هذا لا يتم عبر طريق "الحوار الوطني " يا معالي الوزير ، و لا يخفف عن مخاطره ، الا اذا كان رئيسه "المصري" ممن يتربعون في سجن طرة على يد ثورة "شباب التغيير ".

الايام القادمة حبلى بما هو اكثر من اشعاع مفترض ، مليئة بكل ما هو جارف للتلوث السياسي .

سلام يا صاحبي.

aftoukan@hotmail.com


 



تعليقات القراء

الجواب بسيط
يعني الشركة اللي بده تشتغل بالمفاعل بدها تستفيد من اليورانيوم الموجود وبتاجر فيه ........
18-06-2011 04:00 PM
جميل
لا فض فوك يا دكتور عبدالفتاح ... لقد أتيت بالمفيد... وأوضحت ما هو واضح.
19-06-2011 12:48 PM
خييير
1- شبه فساد بلمليارات
2-العالم يغلق ونحن نفتح اي انا افهم من البشر الذين اخترعوه
3-ليس له جدوى اقتصاديه لأن في الاردن امكانيات ارخص وانظف واوفررررررر
4-بحاجه الى الماء والناس مش لاقيه تشرب
5-مولود ميت لأنه هناك اجماع وطني على عدم اقمة هذا المشروع
6789000000000000000000
ارجوا من الكاتب السؤال عن خطه الطواىء ان وجدت في حال الكوارث
20-06-2011 12:20 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات