-د إعلام حمزة الشيخ حسين

تبدو الحقائق الواضحة جداً للعيان من خلال القصف الجوي العنيف من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد آهالي غزة المدنيين والتي تبدو ظاهرة جداً من خلال البث التلفزيوني المباشر للقصف ، ومحو أحياء كاملة من المدينة ، وشطب سجلات عائلات بأكملها نتيجة لهذا القصف الجوي العنيف الغير مسبوق خلال فترة زمنية قصيرة، والذي أدى إلى تراكم الالاف الجثث في الشوارع ، وتحت الأنقاض بعكس الذي حدث في العراق على يد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والذي حدث تراكم للجثث خلال سنوات عدة وليس خلال فترة زمنية قليلة كما حدث في غزة .

إن القادة السياسيين في امريكا يقدمون سرداً غير مقنع للجمهور الأمريكي والعالم بأنه لن يكون هناك ضحايا مدنيين يعدون بعشرات الالاف ، وأنهم يوجّهون النصائح لقادة إسرائيل بعدم التعرض لحياة المدنيين الفلسطينين في غزة ، وكأنهم لا يتابعون شاشات التلفزة التي تبث على مدار الساعة الأحداث المؤسفة الناتجة عن العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة. إنهم يستخدمون كافة المصطلحات المتاحة لكي لا يسمون الواقع كما هو ، ولديهم إصرار على ذلك .

العالم كله يتابع ما يحدث في غزة على مدار اليوم ، والساعة وخروج المظاهرات الداعمة لوقف العدوان الهمجي الإسرائيلي على غزة في كافة مدن ، وعواصم العالم إلا دليل حي ، وشاهد على عنف العدوان على غزة ، وضرورة وقفه فوراً لحقن دماء الفلسطينيين في غزة ، إلا أن القادة السياسيين في امريكا، وبريطانيا، وألمانيا ، وفرنسا يتجاهلون هذه الحقيقة التي تبنتها معظم شعوب العالم .

اليوم رآى العالم أن حقوق الانسان ليست عالمية وأن القانون الدولي لحماية الإنسان لا يطبق على الشعوب العربية وباتت منظمات حقوق الانسان والديمقراطية التي تتبناها أمريكا ، والدول العظمى الغربية في خطر لدى الشعوب العربية لكونها تتطبق فقط لدى الدول الغربية ويتم تجاهل تطبيقها في البلاد العربية وهذه غزة خير شاهد على ذلك . حيث تمنع أمريكا قراراً لمجلس الأمن الدولي بوقف الحرب على غزة بممارستها حق النقض الفيتو داعمة بذلك حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة .

إن غزة هذا المكان الذي يأتي منه الشعور بأنه لا يوجد نظام عالمي يستطيع أن يطبق عليه قواعده التي أرساها خلال عقود طويلة ماضية وأن إسرائيل فوق القانون الدولي.

إن حرب غزة اليوم تمثل خطراً داهماً على السلم والأمن الدولي إن اتسع نطاق هذه الحرب ، وشملت دولاً أخرى… وإن لم يتدخل أعضاء مجلس الأمن الدائمين فيه الصين وروسيا لوضع حداً للعدوان الإسرائيلي على غزة فأننا سنشهد تصعيداً خطيراً جداً يهدد منطقة الشرق الاوسط برمتها إن لم يمتد للعالم منذراً بحرب عالمية ثالثة.