الوجبات السريعة التي يتناولها أبناؤنا في المدارس
لاشك أن الحراك السياسي حاليا في الأردن وفّر بيئة خصبة لكتّاب المقالات بحيث أصبح هذا الموضوع يحتل معظم الصفحات, ربماعلى حساب مواضيع لا تقل حساسية عنه, ومنه مثلا ما يتعلق بصحّة أبناؤنا الطلبة في المدارس وخاصة المدارس الخاصة، وما الذي يأكلونه أثناء الدراسة من خلف ظهورنا. فالتغذية جزء أساسي في صحة الطالب ولكن كثير من المشاكل الصحية ترتبط بما يتناوله الإنسان من مأكولات ومشروبات، كما تؤثر التغذية في نمو الطالب وقدرته على الاستيعاب والتحصيل العلمي. لقد بدأ سريان قانون في المكسيك يضع قيودا على بيع الوجبات السريعة في المدارس، وذلك لمكافحة السمنة التي تؤثر على 30% من الأطفال وحوالي 70% من البالغين. ويجبر القانون المدارس، سواء كانت خاصة أو حكومية، على عدم بيع أعداد كبيرة من هذه الوجبات السريعة التي تحتوي على نسبة دهون عالية، فضلا عن إجبار الشركات التي تقدم بعض المنتجات التي يفضلها الأطفال على تصغير حجم القطع. وتحتل المكسيك المرتبة الثانية عالميا فيما يتعلق بالسمنة بين البالغين، بعد الولايات المتحدة الأمريكية. وقد أصدرت وزارة التعليم المكسيكية للمدارس قائمة بـ610 منتجا يمكن بيعها داخل المدارس تحتوي على نسبة عالية من البروتين ونسب منخفضة من الدهون والسكريات، كما يوفر الموقع الإلكتروني الرسمي للوزارة وصفات لتحضير الطعام المغذي والمفيد للأطفال، ودور المؤسسات الصحية بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم من خلال خدمات الصحة المدرسية على نشر الوعي بالغذاء الصحي لطلبة المدارس وذلك بعمل محاضرات وتوزيع منشورات وإعداد لوحات إرشادية عن التغذية الصحية وخاصة أهمية وجبة الإفطار قبل الذهاب للمدرسة، كما وضعت الصحة المدرسية اشتراطات صحية على المقصف المدرسي والمواد الغذائية الموردة له، ويتم التدقيق اليومي عليها من خلال ممرضة المدرسة. وإعداد قوائم بالأغذية المطابقة للمواصفات الصحية. وفي محاولة لمكافحة ظاهرة البدانة المتنامية لدى الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية، يرغب المشرّعون الأمريكيون في منع ما يعرف "بوجبات الطعام السريعة" ومفرداتها من: مياه غازية وشيكولاته والبطاطا المقلية..الخ في مدارسهم. تأتي هذه الخطوة على خلفية تنامي ظاهرة زيادة الأوزان لدى الأطفال، حيث قالت المراكز الأمريكية للتحكم والوقاية من الأمراض إن معدل البدانة والوزن الزائد وصل إلى 18% بين الأولاد و16% بين البنات. بسبب أن مبيعات الوجبات السريعة في المدارس خارج نطاق السيطرة. وهذا يقود الأطفال نحو مستقبل من البدانة والأمراض الناتجة عنها. وتُلزم المعايير هذه المدارس بأن تتبع وجباتها الخطوط الإرشاية بالتغذية والتي تدعو إلى الإكثار من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وأن تحتوي تلك الوجبات على سعرات قليلة من الدهون والسكريات والصوديوم. وقد تأتي خطورة الوجبات السريعه من خلال الأضرار الصحية المتمثلة في أحتواؤها على نسبه عاليه من الدهون المشبعه التي تسبب السمنه وترفع نسبه الكولسترول. وأحتواؤها على كميات كبيره من الصوديوم (الملح) بدون أن يؤثر ذلك على طعمها, هذا يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم وكذلك أمراض الكلى. وكذلك وجود المواد الحافظه فيها يسبب لبعض الأطفال اضطرابات في الهضم. إضافة الى التأثير السلبي على شهيه الأطفال والمراهقين مما يؤدي الى نقص الفيتامينات خاصه فيتامين (أ ) و(ج) والأملاح المعدنيه, مثل الكالسيوم والمغنسيوم. فهذه الوجبات فقيره في محتواها من الحديد مما يؤدي الى انتشار فقر الدم بين ابناء المدارس. يؤكد الدكتور محسن الألفي أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس في بحث له أن الدارسين قد توصلوا مؤخرًا إلى أن تكرار تناول الأطفال للوجبات السريعة بما تحتويه من كميات كبيرة من الدهون ومُكسبات الطعم، يؤثر على كيمياء المخ ويسلبهم الإرادة، فيصبح قرار التوقف عن هذه الوجبات في غاية الصعوبة تمامًا مثلما تفعل السجائر وعقاقير الإدمان. ونظرًا لانتشار مطاعم الوجبات السريعة والجاهزة في مجتمعاتنا العربية، فقد زادت نسبة البدانة في تلك المجتمعات، حيث تقدر نسبة البدانة في مصر مثلا بحوالي 50% بين النساء والرجال. وأوضحت دراسة حديثة للباحثة الدكتورة منى السماحي في جامعة عين شمس أن "بدانة الأطفال" منتشرة في مصر بصورة تدعو للقلق، حيث بلغت نسبة البدانة لدى الأطفال 15% بعد أن كانت في الثمانينيات من القرن الماضي في حدود 6% فقط. وأرجعت هذا لتناول الوجبات السريعة والجاهزة، والأكل بين الوجبات، وإهمال الخضراوات والفاكهة. ولعل وجود بعض النصائح لتقليل مخاطر الوجبات السريعة مثل ضرورة كتابة تحذيرعلى علب الوجبات السريعة- بعدما اشتهرت به علب السجائر- تُلخّص أضرارها، التثقيف الصحي للأطفال والمراهقين في المدارس وفي وسائل الاعلام تبين أنواع الأغذية وعدد الحصص التي ينبغي تناولها من كل نوع, وضع ضوابط لتراخيص المطاعم والمقاصف المدرسية تشمل إضافة الأغذية الطازجة والفواكه والسلطات ومنع بيع المشروبات الغازية والعصائر المحلاة والمعبأة ومراقبتها يقلل من هذه المخاطر. والإستمرار في إعداد الدراسات المفيدة فب هذا الإتجاه. وأخيرا لا بد من وجود فريق متخصص في وزارة التربية والتعليم لهذه الغاية حتى نحافظ على صحة أطفالنا فهم أمانة في رقابنا يجب أن نحافظ عليهم.
adibsar@yahoo.com
لاشك أن الحراك السياسي حاليا في الأردن وفّر بيئة خصبة لكتّاب المقالات بحيث أصبح هذا الموضوع يحتل معظم الصفحات, ربماعلى حساب مواضيع لا تقل حساسية عنه, ومنه مثلا ما يتعلق بصحّة أبناؤنا الطلبة في المدارس وخاصة المدارس الخاصة، وما الذي يأكلونه أثناء الدراسة من خلف ظهورنا. فالتغذية جزء أساسي في صحة الطالب ولكن كثير من المشاكل الصحية ترتبط بما يتناوله الإنسان من مأكولات ومشروبات، كما تؤثر التغذية في نمو الطالب وقدرته على الاستيعاب والتحصيل العلمي. لقد بدأ سريان قانون في المكسيك يضع قيودا على بيع الوجبات السريعة في المدارس، وذلك لمكافحة السمنة التي تؤثر على 30% من الأطفال وحوالي 70% من البالغين. ويجبر القانون المدارس، سواء كانت خاصة أو حكومية، على عدم بيع أعداد كبيرة من هذه الوجبات السريعة التي تحتوي على نسبة دهون عالية، فضلا عن إجبار الشركات التي تقدم بعض المنتجات التي يفضلها الأطفال على تصغير حجم القطع. وتحتل المكسيك المرتبة الثانية عالميا فيما يتعلق بالسمنة بين البالغين، بعد الولايات المتحدة الأمريكية. وقد أصدرت وزارة التعليم المكسيكية للمدارس قائمة بـ610 منتجا يمكن بيعها داخل المدارس تحتوي على نسبة عالية من البروتين ونسب منخفضة من الدهون والسكريات، كما يوفر الموقع الإلكتروني الرسمي للوزارة وصفات لتحضير الطعام المغذي والمفيد للأطفال، ودور المؤسسات الصحية بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم من خلال خدمات الصحة المدرسية على نشر الوعي بالغذاء الصحي لطلبة المدارس وذلك بعمل محاضرات وتوزيع منشورات وإعداد لوحات إرشادية عن التغذية الصحية وخاصة أهمية وجبة الإفطار قبل الذهاب للمدرسة، كما وضعت الصحة المدرسية اشتراطات صحية على المقصف المدرسي والمواد الغذائية الموردة له، ويتم التدقيق اليومي عليها من خلال ممرضة المدرسة. وإعداد قوائم بالأغذية المطابقة للمواصفات الصحية. وفي محاولة لمكافحة ظاهرة البدانة المتنامية لدى الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية، يرغب المشرّعون الأمريكيون في منع ما يعرف "بوجبات الطعام السريعة" ومفرداتها من: مياه غازية وشيكولاته والبطاطا المقلية..الخ في مدارسهم. تأتي هذه الخطوة على خلفية تنامي ظاهرة زيادة الأوزان لدى الأطفال، حيث قالت المراكز الأمريكية للتحكم والوقاية من الأمراض إن معدل البدانة والوزن الزائد وصل إلى 18% بين الأولاد و16% بين البنات. بسبب أن مبيعات الوجبات السريعة في المدارس خارج نطاق السيطرة. وهذا يقود الأطفال نحو مستقبل من البدانة والأمراض الناتجة عنها. وتُلزم المعايير هذه المدارس بأن تتبع وجباتها الخطوط الإرشاية بالتغذية والتي تدعو إلى الإكثار من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وأن تحتوي تلك الوجبات على سعرات قليلة من الدهون والسكريات والصوديوم. وقد تأتي خطورة الوجبات السريعه من خلال الأضرار الصحية المتمثلة في أحتواؤها على نسبه عاليه من الدهون المشبعه التي تسبب السمنه وترفع نسبه الكولسترول. وأحتواؤها على كميات كبيره من الصوديوم (الملح) بدون أن يؤثر ذلك على طعمها, هذا يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم وكذلك أمراض الكلى. وكذلك وجود المواد الحافظه فيها يسبب لبعض الأطفال اضطرابات في الهضم. إضافة الى التأثير السلبي على شهيه الأطفال والمراهقين مما يؤدي الى نقص الفيتامينات خاصه فيتامين (أ ) و(ج) والأملاح المعدنيه, مثل الكالسيوم والمغنسيوم. فهذه الوجبات فقيره في محتواها من الحديد مما يؤدي الى انتشار فقر الدم بين ابناء المدارس. يؤكد الدكتور محسن الألفي أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس في بحث له أن الدارسين قد توصلوا مؤخرًا إلى أن تكرار تناول الأطفال للوجبات السريعة بما تحتويه من كميات كبيرة من الدهون ومُكسبات الطعم، يؤثر على كيمياء المخ ويسلبهم الإرادة، فيصبح قرار التوقف عن هذه الوجبات في غاية الصعوبة تمامًا مثلما تفعل السجائر وعقاقير الإدمان. ونظرًا لانتشار مطاعم الوجبات السريعة والجاهزة في مجتمعاتنا العربية، فقد زادت نسبة البدانة في تلك المجتمعات، حيث تقدر نسبة البدانة في مصر مثلا بحوالي 50% بين النساء والرجال. وأوضحت دراسة حديثة للباحثة الدكتورة منى السماحي في جامعة عين شمس أن "بدانة الأطفال" منتشرة في مصر بصورة تدعو للقلق، حيث بلغت نسبة البدانة لدى الأطفال 15% بعد أن كانت في الثمانينيات من القرن الماضي في حدود 6% فقط. وأرجعت هذا لتناول الوجبات السريعة والجاهزة، والأكل بين الوجبات، وإهمال الخضراوات والفاكهة. ولعل وجود بعض النصائح لتقليل مخاطر الوجبات السريعة مثل ضرورة كتابة تحذيرعلى علب الوجبات السريعة- بعدما اشتهرت به علب السجائر- تُلخّص أضرارها، التثقيف الصحي للأطفال والمراهقين في المدارس وفي وسائل الاعلام تبين أنواع الأغذية وعدد الحصص التي ينبغي تناولها من كل نوع, وضع ضوابط لتراخيص المطاعم والمقاصف المدرسية تشمل إضافة الأغذية الطازجة والفواكه والسلطات ومنع بيع المشروبات الغازية والعصائر المحلاة والمعبأة ومراقبتها يقلل من هذه المخاطر. والإستمرار في إعداد الدراسات المفيدة فب هذا الإتجاه. وأخيرا لا بد من وجود فريق متخصص في وزارة التربية والتعليم لهذه الغاية حتى نحافظ على صحة أطفالنا فهم أمانة في رقابنا يجب أن نحافظ عليهم.
adibsar@yahoo.com
تعليقات القراء
رائع يا دكتور اديب مشكور;-)
1.الللة يرحمك يا عبد الرحيم ملحس شو كنت نظيف وغيرك شووووووووو حرامي !!!!!!!
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
على حياتهم لما تردده عن الامتناع عن شرائها مهما كانت الاسباب ..................
هل يعرفون كم حالة الوفيات التي يتعرض لها شباب اليوم الذين يتناولها الجميع حتى
الفتيات وخصوصآ في سن الشباب .........................................................؟؟؟؟
الوجبات السريعة سم قاتل ...............................................؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟