لا مهرب من الحرب في غزة


جراسا -

نزحت أزهار الريفي والعديد من أفراد عائلتها من شمال قطاع غزة بعدما أنذر الجيش الإسرائيلي سكانه في مطلع الحرب مع حركة "حماس"، لكنها لم تجد الى اليوم مهربا من الغارات والمنازل المدمّرة وسقوط الأقارب ضحايا للقصف.

فجر الجمعة، كان مخيم النصيرات وسط القطاع هدفا لقصف نفذه سلاح الجو الإسرائيلي، أدى الى تدمير سبعة منازل ومبانٍ سكنية، ومقتل 18 شخصا بينهم سبعة من أقارب الريفي (36 عاما)، من ضمنهم ثلاثة أطفال، وفق ما أكد مسؤولون صحيون في القطاع الذي تسيطر عليه حركة "حماس".

في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح الى حيث نقلت بعد إصابتها في قدمها، تحاول الريفي مواساة طفلها محمد البالغ عامين بعدما أصيب في وجهه جراء قصف أدى أيضا الى مقتل ابن شقيقها جود.

وتقول لوكالة فرانس برس: "جئنا في 13 تشرين الأول (أكتوبر) لأن الاحتلال يدّعي أن الجنوب هو أكثر أمنا".

وكان الجيش الإسرائيلي أنذر سكان شمال القطاع بضرورة إخلائه والتوجه جنوبا بعد أيام من اندلاع الحرب مع "حماس" في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، إثر هجوم غير مسبوق شنته الحركة على جنوب الدولة العبرية انطلاقا من القطاع.

وأدى هجوم "حماس" الى مقتل نحو 1,200 شخص معظمهم من المدنيين وقضوا بغالبيتهم في اليوم من الهجوم، بحسب السلطات الإسرائيلية التي تؤكد كذلك أن نحو 240 شخصا تعرضوا للاختطاف.

وتشنّ إسرائيل حملة قصف جوي ومدفعي مكثف على القطاع المحاصر، وبدأت بتنفيذ عمليات برية اعتبارا من 27 تشرين الأول (أكتوبر). وأعلنت حكومة "حماس" الجمعة أن حصيلة القصف بلغت 12 ألف قتيل بينهم خمسة آلاف طفل.



وبحسب مكتب الاحصاء المركزي الفلسطيني، نزح أكثر من ثلث سكان شمال القطاع عن منازلهم. وهؤلاء هم جزء من أكثر من 1,5 شخص تركوا أماكن إقامتهم في غزة منذ بدء الحرب، ما يشكّل أكثر من ثلثي سكان القطاع المقدر عددهم بـ2,4 مليون شخص.

ونجت أزهار الريفي، وهي ربة أسرة، للمرة الثانية من القصف الإسرائيلي على رغم أنها باتت متواجدة جنوب وادي غزة، وهو الخط الذي طلب الجيش من الغزّيين الانتقال الى ما بعده.

نزحت الريفي من منطقة التفاح بشمال شرق غزة بداية للإقامة لدى أقارب في دير البلح، قبل أن تستقر في مخيم النصيرات لدى أقارب آخرين، بعدما طال القصف منزلا قريبا من حيث كانت تقطن.



"في كل مكان ضرب وقصف"
اختبرت ندى أبو حية القصف للمرة الثالثة وهي لم تتجاوز الثامنة من عمرها.

وتوضح لفرانس برس: "كنا في بيت سيدي (جدي) بغزة، وقصفوا البيت. بعدها جئنا الى دير البلح، ضربونا في الدير. بعدها جئنا الى النصيرات".

وتتابع: "في كل مكان ضرب وقصف... ستي ماتت، وأمي ماتت. سيدي استشهد، وعمي يحيى استشهد. قصفوا بيتنا، الدار التي في جوارنا دمروها بالقصف، وكلهم ماتوا".

من جهتها، لا زالت أزهار الريفي غير قادرة على استيعاب مقتل قريبها جود.

وتوضح: "قبل أسبوعين أمه استشهدت، لكن جود كان خاله قد أخذه وأحضره عندي".

وتضيف: "وصل هنا الليلة الى هذه الغرفة... أكل معنا في الليل. قال لي +أمي ماتت، لمن سأقول يا ماما؟+. قلت له +أنا أمك+".

وتتابع: "عند الساعة الرابعة (فجرا) حصل القصف... قصفوا البيت الملاصق لنا، وما شعرت بنفسي الا واذ بسقف الغرفة فوقنا"، مضيفة: "جود استشهد ضحية للإجرام".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات