دور الكذب الإعلامي والنفسي في الحروب!


جراسا -

أحمد الجابر - الحرب الاعلامية والنفسية جزء لا يتجزأ من اي معركة عسكرية، لا بل تعتبر من اقوى المعارك ومن ينجح بكسب جولات فيها يمهد الطريق امام التفوق العسكري، ولنافي الحروب الاعلامية والنفسية جولات ومشاهد ساهمت وبحد كبير بتغيير الواقع على الارض، وخير شاهد غزو قوات التحالف على العراق وكيف استطاعت الولايات المتحدة عبر ماكيناتها الاعلامية اسقاط معنويات الجيش العراقي فعشنا ما عشناه من كذب اعلامي وتضليل ساهم في عكس الحقائق مما ادى للتأثير على النتائج، بالإضافة الى الاكاذيب الاعلامية في حرب فيتنام وافغانستان.

واليوم، ونحن نعيش الحرب الامريكية الصهيونية على غزة نواجه نفس الاكاذيب والتضليل وكان ذلك جليا عندما تورط الرئيس الامريكي بالحديث عن حرق طفل وتبين فيما بعدان الصورة المستخدمة تعود لكلب اسود تم تعديلها، اضافة الى قطع رؤوس الاطفال وتلك الكذبة الاعلامية التي حشدت الغرب كله لمواجهة غزة العزة، ولكن وبعيدا عن الالة العسكرية لماذا يعد التضليل والكذب الاعلامي اثناء الحروب والمعارك ركنا اساسيا من اركان الحرب؟.

عميد كلية الإعلام في جامعة اليرموك الدكتور أمجد القاضي قال إن الحرب النفسية لها أهداف ومن ضمنهم تستخدم كافة وسائل الاتصال والإعلام التقليدية وغير التقليدية خصوصا بالعصر الحالي.

واشار لـ "جراسا" ان لها أدوات تدعمها ومن ضمنها ما يتعلق بالموقف العسكري والقوة العسكرية وقوة الجيش وتأثير الدول الأخرى فيما يتعلق بحرب غزة "طوفان الأقصى" ومواقف هذه الدول الكبرى وربط ما تقوله من قول وفعل.

وأضاف أن الحرب النفسية بشكل أساسي توجه إلى جماهير معينة حتى تقضي على إرادتهم وعلى إيمانهم بأنفسهم ومستقبلهم وهذا ما لوحظ من خلال وسائل الإعلام ومن خلال القادة والسياسيين خاصة بالدول الغربية مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا ومن يدعمهم بشكل وأخر أخف مثل ألمانيا واليابان، مبينا أن الاعلام اليهودي يستخدم الحرب النفسية للتأثير على المستقبل العربي وفلسطين بشكل خاص وبشكل أكثر خصوصية على المرابطين بغزة.

وذكر القاضي أن الاحتلال كان ينجح بالحرب النفسية سابقا عكس الان نتيجة الوعي والإيمان ونتيجة الممارسات اليهودية القذرة التي مورست على الفلسطيني والعنصرية الواضحة، إضافة للإذكاء الصناعي واستخدام السوشل ميديا صارت الناس أكثر قدرة على كشف الأكاذيب والرد عليها وخاصة لما يكون فيها مبالغة وتزيف.

ويعتقد أن في حرب النفسية الذي يستخدمها الاحتلال على غزة بعملية "طوفان الاقصى" أنها على غير المعتاد فشلت بدرجة كبيرة جدا، تزامنا مع وعي الناس وإيمانهم بقضيتها كما أنهم مستعدون للتضحية بكل شيء لتحيق الشهادة أو العيش بأمان وكرامة في دولة فلسطينية مستقلة أو مثل ما هو متفق عليه بالمنظمات الدولية على الاقل على حدود الـ67.

وحول الاكاذيب التي تحملها الحرب النفسية والإعلامية أوضح القاضي أن الحرب النفسية تقوم على معلومات مضللة والتضليل الاعلامي والهيمنة الاعلامية والاقتصادية، مضيفا قائلا "عندما تخاطب عدو لا تخاطب صديق وهي تستخدم مقدمة للحرب وبعد ذلك حتى تجني لا سمح الله إذا انتصار العدو هذه المسالة دائما تكون في مخاطبة الاخرين بدك تستخدم تكنيكيات معينة ومن ضمنها يصير عندهم القلق والرعب والخوف ولا يمكن أن تكون هذه ضمن اشياء معقولة ومتفق عليها لذلك تتم بالكذب والمكان الذي يكون فيه الكذب يكون عنده مبالغة كبيرة وتهويل بالمواضيع.

وأكد أن نتيجة صعف إمكانية الاعلام وعملية الرصد والتحليل سابقا كانت تنطوي على الكثير الأكاذيب حتى في حرب الخليج كان ملاحظ أن الامريكان كم كذبوا والبعض كان يصدقهم.

من جهته استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور حسين الخزاعي أشار إلى أن الحرب النفسية لها دور كبير جدا في عملية التأثير على معنويات المجتمع وعلى احباطهم وزيادة القلق والتوتر عندهم والغضب وعدم العطاء والإنتاج والكسل عندهم والالتزام او التعرض للانهزام وكسر الإرادة والمعنوية.

وأكد الخزاعي لـ"جراسا" أن العدو بركز على الكذب والتضليل وعلى استخدام المؤثرين والصحافة العالمية والمواقع الإعلامية والقنوات الفضائية ومن الممكن يتم شرائهم من أجل بث الدعايات والاخبار الكاذبة، منوها إلى أن المقاومة الفلسطينية تستخدم الحرب النفسية بمهاره وذكاء وفن وبقبول أكثر من الإسرائيلية.

وبين أن الحكومات الإسرائيلية كل الحرب النفسية الخاصة بها مبنيه على كذب ومعلومات وصور مفبركة.

وقال الخزاعي إن المقاومة الفلسطينية بتعطي حقائق وصور أسرى مضيفا أن الحرب النفسية أثرت على الجيش والمجتمع الاسرائيلي خاصة لما شافوا الجنود الي بأسرهم وعدد الأسرى والمناظر على حقيقتها دون اي مبالغة وهروب من الميدان والسماح للإعلامين والصحفيين بدخول ارض الميدان والمعركة عكس اليهود.

وذكر أن جيش الاحتلال يقتل الصحفيين ويأثر على معنوياتهم وأفكارهم، مثنيا على نجاح المقاومة الفلسطينية لحركة حماس، وكتائب عز الدين القسام باستخدام الحرب النفسية بمهاره وخبره في دراسة العدو بالجانب النفسي.
ولفت إلى أن اليهود في استخدام الحرب النفسية دائما يلجئوا للكذب محاولين أن لا يظهر فشلهم أمام مجتمعهم وشعبهم وخوفا على فقدنا مكانتهم ووجودهم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات