كيف تعيش غزة؟!


جراسا -

مصطفى محمد _ رغم الحصار والدمار والتضليل الإعلامي والقصف الهمجي المتوحش على الأبرياء في قطاع غزة، تغيرت القناعات وانكشفت الحقائق وتغيرت الصورة في أعين الشباب العربي وانزاحت الغمامة التي غطت عيونهم وعقولهم وأفكارهم لسنين طويلة حين كان مثلهم الأعلى بلاد الغرب التي نادت على مدى عصور بالحرية والعدالة والصدق والنزاهة والإنسانية والإعلام الصادق الذي لا يخاف سلطة ولا يخشى دولة.

جاءت أحداث غزة الأخيرة لتعري الغرب من لباسهم المنافق وتكشف زيفهم وتضليلهم، وانحيازهم وتطرفهم غير المحدود في صف الإجرام والمجرمين، جاءت غزة لتكشف الأقنعة عن بعض المنظمات الدولية التي أطلقت صرخاتها بالدول العربية عن أهمية حقوق الإنسان والأطفال.

يستغرب العالم الخارجي من حياة سكان غزة المرنة، وقدرتهم على التأقلم مع الظروف الصعبة التي يعيشون فيها، ويتساءل: كيف يمكن للفلسطيني إعادة بناء بيته، وهو يعلم أن "إسرائيل" ستدمره مجدداً، كيف يخاطر الصيادون والمزارعون الفلسطينيون بحياتهم؟ ويرى الفلسطينيون أن مقاومة الاحتلال ضرورة لا مفر منها، بل إنها واجب أخلاقي تجاه أرضهم ووطنهم.

يبذل أهالي قطاع غزة قصارى جهدهم ليعيشوا حياة طبيعية في ظل الحصار المشدد والظروف القاسية الناجمة عنه ويستمدون عزمهم هذا من حاجتهم للتأقلم مع هذه الظروف، وهو ما يعدّ دلالة على قوتهم وتصميمهم على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

نعم، نعلم جيدا أن المعاناة والقهر التي تلاحق الشعب الفلسطيني منذ النكبة الأولى لم تنساها الأمهات بل علموها للأبناء منذ الصغر ليتجاوبوا مع أي صراع مستقبلا، اليوم ننظر إلى الأمهات الفلسطينيات وكأنهن أقوى الأقوياء وقدرة تحملهن لا شي يمكن أن يوصفها فهي تودع عائلتها بين أسيرا وشهيدا وتبقى صامدة ،فالأم الفلسطينية مربية لأجيال دافعت ولا تزال عن فلسطين تدافع، وحملت على عاتقها تنشئة جيل التحرير، بما يتلاءم مع متطلبات كل مرحلة.

وفي الوقت ذاته، يواصل "الكيان الصهيوني" ممارسة كل وسائل العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين، باستمرارها في فرض الحصار المشدد على غزة، والقصف العشوائي لقطاعات مختلفة من القطاع وان عرقلة وصول القوافل الطبية والغذائية وانقطاع الماء والكهرباء أو مايعرف ب"العقاب الجماعي" هو تكتيك انتقامي يستخدم في الحروب منذ زمن بعيد وتم تطويره عبر العصور يتعارض مع قواعد القانون الدولي الإنساني هدفه كسر الطرف الآخر وجعله يستسلم، وهذا هدف فرض الحصار على غزة حيث يعتقد الجيش الإسرائيلي أنه من شأن هذه الوسيلة المجحفة ان تشكل أداة ضغط على المقاومة الفلسطينية وارضاخ الشعب الفلسطيني.

وبحسب قواعد القانون الدولي الإنساني لا سيما المادة 541 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف 1977 الذي نص على "يحظر تجويع المدنيين كأسلوب من اٍساليب الحرب" والمادة 702 منه أكدت على انه "على أطراف النزاع وكل طرف سام متعاقد أن يسمح ويسهل المرور السريع ودون عرقلة لجميع إرساليات وتجهيزات الغوث والعاملين عليها والتي يتم التزويد بها وبهم وفقاً لأحكام هذا القسم حتى ولو كانت هذه المساعدة معدة للسكان المدنيين التابعين للخصم."



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات