جراسا -

امتزجت دموع الفرح والحزن ليلة امس الاول في ليلة الفرح الوحداتية التي اضاءت فيها نجومه ليلتها حقق الاخضر انجازا جديدا للكرة الاردنية وبلغ دور الثمانية من بطولة كأس الاتحاد الاسيوي على حساب فريق شورتان الاوزبكي العنيد والقوي وعلى مرأى من جماهيره العاشقة التي ضربت مثالا يحذى حذوه في مساندة النجوم وحثهم على بذل اقصى الطاقات لبقاء الهامات مرفوعة عاليا.
دموع الفرح كانت للعرض الفني القوي الذي قدمه نجوم الوحدات وعبورهم الى دور الثمانية من البطولة لتمتزج هذه الدموع بدموع الحزن بعد ان تناهى الى مسامع الجماهير خبرا يؤكد رحيل صانع الابداع والاعجاز الوحداتي المدير الفني دراغان تاليتش الذي قرر حزم امتعته والعودة الى بلاده عقب انتهاء عقده التدريبي مع الاخضر.
ولعل التحية التي خص بها نجوم الفريق مدربهم الكبير عقب نهاية المباراة امام جمهورهم كانت دليل واضح على ان دراغان قد انهى مهمته رسميا مع الاخضر بهامة عالية وفخر كبير بأن يكون المدرب الاول في تاريخ الكرة الاردنية الذي ينهي موسما كاملا في البطولات كافة من دون ان يتعرض الى الخسارة بل امتد هذا الانجاز لينسحب على البطولة الاسيوية التي وصل فيها الاخضر الى دور الثمانية من دون خسارة.

على قدر اهل العزم
بالفعل كان نجوم الوحدات على قدر اهل العزم امام شورتان, فالفريق الضيف كان صعبا للغاية ولعب بطريقة مقفلة وبقدرات بدنية كبيرة جدا ولولا قدرة نجوم الاخضر على تطويع مهاراتهم الفردية في خدمة العمل الجماعي لربما ضاعت فرصة التأهل وحتى وان كان الفريق يلعب على ارضه وبين جماهيره.
ومما لا شك فيه ان الهدف المبكر الذي سجله فنان الوحدات وافضل لاعب محلي في الموسم الكروي رأفت علي ساعد الفريق على اللعب بثقة كبيرة بحيث لم يتأثر بهدف التعادل الذي هز شباك قنديل من قدم سلطانوف بقذيفة اوروبية هائلة.
وهنا يحسب للاعبي الوحدات قدرتهم على تنفيذ افكار مدرهم دراغان الذي اثبت مجددا انه قارىء جيد للمباريات فالاداء كان سلسا وسريعا للابتعاد عن الالتحامات الفردية مع لاعبي شورتان الاقوى جسديا وبالتالي تمكن الوحدات من قيادة الالعاب وفق الدفة التي يريدها لينجح في الشوط الثاني عبر المدافع المتألق عبد اللطيف البهداري في تسجيل التفوق بمتابعة رائعة لعرضية الفنان رأفت الذي كاد ان يسجل في اكثر من مناسبة الا ان براعة الحارس الاوزبكي حالت دون ذلك.
تدخل دراغان جاء في مكانه ووقته فبعد ان عجز ابو حويطي وشلباية عن اختراق الدفاع والتسجيل رغم جهودهم الكبيرة التي ارهقت دفاع شورتان جاء التبديل الذي اجراه دراغان بالزج بكشكش ليكون تحولا حقيقيا في مجريات اللعب فعندها تضاعفت قوة الوحدات الهجومية الامر الذي اجبر الفريق الضيف على اللعب بطريقة دفاعية بحت لدرجة ان قنديل حارس الوحدات غاب عن مشهد المباراة طويلا وليتمكن مدافعو الوحدات من المشاركة بفاعلية في عمليات البناء والاسناد حتى تمكن البهداري من خطف هدف الفوز الثمين.

اللاعب الحاسم
ومع ان نجوم الوحدات كانوا نجوما بكل ما في الكلمة من معنى الا ان اللاعب الحاسم في الفريق الاخضر كان الجمهور الغفير الذي زحف بكثافة الى ستاد الملك عبد الله وآزر النجوم كما يجب, الامر الذي اجبر نجوم الفريق على الارتقاء بمستواهم وتحمل مسؤولياتهم تجاه هذا الجمهور لادخال البهجة الى قلوبهم في ليلة كان قمر الوحدات فيها بدرا.
تشجيع الجمهور الاخضر المثالي وحماس اللاعبين على ارض الملعب جعل مشهد الفرح الوحداتي يتكامل وتعيش اسرة كرة القدم الاردنية فرحة التأهل الى الدور الثاني ليبقى الاخضر الممثل الوحيد للكرة الاردنية في البطولة الاسيوية.
(العرب اليوم)