الدحدوح بين الحزن والصمود .. فليخسأ الاحتلال


جراسا -

أحمد الجابر - "بنتقموا منا بالأولاد معلش" جملة صغيرة قالها مراسل قناة الجزيرة الزميل الصحفي وائل الدحدوح في وداع نجله الذي استشهد برفقة عدد من أفراد عائلته في قصف صهيوني استهدف منزلا نزحوا من مخيم النصيرات إلى جنوب قطاع غزة.

الخامس والعشرون من أكتوبر، يوم لم يكن سهلا على الصحفي وائل أثناء نقل الحقيقة والمأساة التي تحل على قطاع غزة من القصف الوحشي الذي تشنه قوات الاحتلال الصهيوني على الهواء مباشرةً ليأتي خبر فقدان زوجته آمنة وابنه محمود البالغ من العمر 16 عاما، وابنته شام ذات الأعوام الستة، وكذلك حفيده آدم وهو رضيع قدم إلى الدنيا قبل 45 يوما، ليصبح عدد من فقدهم خلال الحروب نحو 20 من أقاربه بينهم إخوته وأبناء عمومته.

نزحت عائلة الدحدوح كغيرها إلى منطقة ظنتها آمنة وفقا لوعود جيش الاحتلال ليستهدفها القصف، ليؤكد مجددا أنه لا يوجد مكان آمن بالقطاع المحاصر الذي يرزح تحت نيران الإحتلال منذ 20 يوما.

بين الحزن والسخرية المريرة في حديث تلفزيوني ربط الصحفي وائل بين استهداف الأطفال والنساء في منطقة آمنة، وبين وصف جيش الاحتلال لنفسه بأنه جيش أخلاقي، مشيرا إلى أن دموعه إنسانية لا دموع جبن وانهيار، قبل أن يضيف "فليخسأ الاحتلال".

كان يوم أمس موعد آخر مع ألم في فقدان عدد من عائلته الذي مبتعد عنهم بسبب ضرورات العمل في ساحة صعبة، مؤكدا في حوار صحفي سابق أن "دور الأب مفقود في مهنة الصحافة.. فعندما يحتاجك أولادك يفتقدون وجودك، وهذا شيء مؤلم جدا".

معانة الدحدوح كشأن كل الفلسطينيين بسبب الاحتلال الصهيوني، فقد قضى في سجونه 7 أعوام من عمره بعدما تم اعتقاله عام 1988 بسبب مشاركته في الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

نيران الاحتلال الصهيوني لا تكف عن قتل الصحفيين في غزة وفلسطين ففي الحرب الاخيرة استشهد نحو 25 صحفيا في غزة وإصابة آخرين إضافة لاستهداف ذويهم ومنازلهم وأماكن عملهم في القطاع وفلسطين، وكان قد استهدف الاحتلال في مخيم جنين خلال العام الماضي الزميلة الصحفية مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة.

ويتنقل الزميل وائل برفقة جلة من الزملاء الصحفيين في غزة صباحا وظهرا ومساءا وليلا بين مستشفى قصفه الاحتلال إلى أنقاض منازل دمرها واستهداف الالف من الفلسطينيين بالقصف المتواصل لتقديم تغطية للعدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة منذ ثلاثة أسابيع.

وكان بدا وائل حياته المهنية مراسلا لعدة وسائل إعلام فلسطينية قبل أن يلتحق بمكتب الجزيرة في فلسطين مراسلا في عام 2004، ثم أصبح مديرا لمكتب الجزيرة في غزة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات