خطاب امريكي بنكهة استعمارية!!


خرج علينا الرئيس الا مريكي بخطاب الوصاية الاخير،على العالمين العربي والاسلامي، مزهوا كطاووس،كأننا لم نبلغ مرحلة النضج بعد ان اقنع الديمقراطيين والجمهوريين،خصوما وحلفاء، بالاجهاز على الشيخ (بن لادن) بفيلم امريكي( آكشن) يتميز بالاثارة على الطريقة الهوليودية،ويغلب عليه الغموض والضجيج،ليتركك في النهاية على مفترق طرق،لاتدري اي طريق تسلك،ولااي جهة تتوجه، لتتوه في نهاية العرض في جملة من الالغاز والاحاجي،فلاتدرك بعدها ان ما شاهدته هو حقيقه ام سراب.وهذه حالة السياسة الامريكية لاتعرف وجهها من قفاها منذ الاسود ابراهام لينكولن محرر العبيد،حتى الخلاسي اوباما الذي سّود البيت الابيض بافعاله المشينة،وسياساته المتذبذبة.

خطاب اوباما لايحمل جديدا ،بل هو تكريس لسياسات قديمه تعمل امريكا جاهدة للحفاظ عليها، بعد حالة الرعب التي دبت في اوصالها نتيجة الثورات العربية المعاصرة تحت عناوين مناوئة لسياساتها ، فامريكا التي لم تتدخر جهدا،في يوم من الايام للتدخل في شؤون دول المنطقة العربيه غير آبهة بحاجة شعوبها للديمقراطية الا بالقدر الذي يخدم مصالحها ،ومصالح طفلهاالمدلل "الكيان الصهيوني" .

في خطابه العنتري الفوقي، حاول الرئيس الامريكي ان يوهمنا بأنه ملهم الثورات العربيه والداعم لها، مستخدما لغة التهديد، لكل من يستعمل العنف ضد الشعوب العربية ،ومتجاهلا عنف الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربيه بسلاح امريكي،ومال امريكي،وتغطية امريكية.

اوباما في آخر تقليعاته السياسية، انذر النظام السوري بالتعرض لتحدي من الداخل والعزله من الخارج اذا لم يتنح او يتغير، موحيا بأن صرخات الشعب السوري وانتفاضته على نظام الحكم بالهام من البيت الابيض،ومنه شخصيا كعراب للحرية والديمقراطية وتحرير الشعوب .

صديقي ابو محمود، الذي كان اول من صفق وهتف للثورات العربيه مزهوا بكل نصرا حققته على طريق الحريه والمساواة والديمقراطيه والاصلاح لمحارية الفساد آثرالصمت في محاولة لفهم مايحدث بعد ان دخل ما يسمى المجتمع الدولي بقيادة راعية الارهاب الدولي امريكا على خط الثورات العربيه بغطاء من الانظمة العربيه، وطلب بعض الثوار من المارينز وحلف الناتو القتال عنهم بالوكالة ،لانهم لا يريدون من الثورة الا جني المناصب دون تضحيات، فاستغلت امريكا وحلفاؤها حاجتهم، واستباحت ثروات ومقدرات الشعب الليبي في حرب ضد طاغيتها، ليس الهدف منها اسقاطه وتخليص الشعب منه، ولكن لتدمير مقدرات الشعب الليبي التي هي جزء من مقدرات الامه العربيه، وابقاء الخاصرة المصرية على الحدود مع ليبيا مشتعلة لاشغال مصر عن انجاز مهماتها الثورية ثورتها وبالتالي جر باقي الشعوب العربيه الطامحه للحريه لتحذو حذو ثوار ليبيا والاسعانه بما يسمى المجتمع الدولي بقياده امريكا لاسقاط انظمتها

صديقي ابو محمود ينظر الى ما يدور في سوريا، وذلك التصعيد المتسارع ضد النظام هناك ،ما هو الا محاوله لاسقاط النظام السوري الذي يعمل على تلبيه حاجات شعبه المشروعه في الحريه والديمقراطيه والاصلاح،ولاحظنا انه كلما حاول السيطره على بؤرة توتر تُفتح الستارة على بؤرة توتر جديده،الغريب في الامر ان لغه السلاح من المعارضه على خلاف الثورات العربيه التي انتصرت في مصر وتونس هي اللغه التي تخاطب بها النظام .فهل كانت قرارات المجتمع الدولي استباحه ليبيا بحجة دعم الثوار مقدمه لاتخاذ قرارات مماثله لاستباحة انظمه عربيه اخرى، وخصوصا تلك التي تغرد خاج السرب الامريكي وعلى راسها سوريا، فكانت ليبيا كبش فداء يقدمه المجتمع الدولي متذرعا بحاجه الشعوب للحريه والديمقراطيه والاصلاح وبغطاء من الشعوب العربيه. علما ان الثورات العربيه التي انتصرت ضد الطغاه في تونس ومصر انتصرت باراده جماهيرها وليس بتدخل امريكا وحلفائها.

سوريا التي تعتبر اخر حصون الممانعه العربيه ،والداعمه الابدية للمقاومه في فلسطين ولبنان والعراق ،هي اليوم هدفا امريكيا صهيونيا، وطنا وشعبا ونظاما وعلى النظام السوري الذي كان دائما من افضل الانظمه العربيه التي تجيد اللعبه السياسيه ان يتنبه لما يحاك ضده من مؤامرات ويجنب سوريا العروبة وشعبها السقوط في الفخ والاستجابة الفورية لتطلعات شعبه في الحريه والاصلاح والديمقراطيه، لان سوريا حره ديمقراطيه ستكون اقوى اذا ما التحم شعبها ونظامها ولعل الرئيس السوري الذي يحظى باحترام كبير من شعبه وشعوب الوطن العربي ، يدرك ان اسدا في قطيع من الاسود افضل الف مرة له ولشعبه ولامته في مقارعة الصهاينة ومواجهة الامريكان وعملائهم في المنطقة........




تعليقات القراء

yasmeena
حمدالله على السلامة يا ابو محمود واخيرا رجعت مقالاتك الشامله والمتبعه لكل احداث الوطن العربي اللامسه لما يعنايه الوطن العربي من كيد ومؤامرات من الامريكان والصهاينه اتنمى من الشعوب ان تنظر للامور بعقل ناضج ومتفهم للمكائد التي وقع فيها وان ييعي الاستغلال الواقع عليه

اتمنى للشعب الليبي الحريه المطلقه المتحرره من نظامها القديم والمتجدده بثورتها بعيدا عن خدع الغرب.
سوريا مهد الحضارات ورمز العروبه والثقافه والاديان بقيادتها العظيمة الله يحكميكم وترجع سوريا احلى واجمل من الاول

كل الاحترام استاذ يونس دائما مبدع
20-05-2011 10:49 PM
توفيق الدهلوي
أقترح على الرؤساء الامريكان مراجعة مجموعه من كتابنا الذين لا يقرأ لهم أحد قبل اعداد اي من خطاباتهم . وحبذا لو ضموا اليهم الدكتور عزمي بشاره الي ابتدأ في ( الجزيره ) بمسلسل ما يجب وما هو محظور على امريكا . الكل يستوطون حيط امريكا ويمنحون صك الشهاده لأبن لادن ومشكلة امريكا انها تأخذهم على قدر عقولهم . أمريكا تقدم الدعم لموازنتنا وتقف معنا ضد من يتمنون الحاق الاذى بنا .... يا كتاب .. وحدوا الله
21-05-2011 01:16 AM
زياد البطاينه
الاستاذ الكريم هاهي الحقيقة وهذا هوالواقع واسمح لي ان اتبك لاقول رايي في مقاله دفعتني لاختيارها بارك الله فيك
21-05-2011 10:11 AM
منصور عبيدات
تحية كبيرة لك ولموقع جراسا المميز هلى هذا المقال المتميز ....شكرا لكل احرار العرب ....صديقكم الدائم ابو احمد عبيدات
21-05-2011 07:54 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات