شركات تجنيد المرتزقة في العالم


جراسا -

لفتت مجموعة «فاغنر» أنظار العالم، إلى ظاهرة «خصخصة الحرب» بتوظيف عسكري لشركات عسكرية خاصة تجاوز عددها عشرات المئات، من بينهم 75 شركة في روسيا، و543 شركة عسكرية خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، حسب إحصائية وردت في كتاب «عقيدة الصدمة»، للكاتبة الأمريكية نعومى كلاين.

وكشفت «نعومي» عن تغلغل الشركات العسكرية الخاصة وتعاقداتها فى أمريكا، عندما وصلت تعاقدات البنتاغون مع الشركات الخاصة بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول، إلى 270 مليار دولار، بارتفاع قدره 137 مليار دولار، كما ارتفعت تعاقدات الاستخبارات الأمريكية مع الشركات الخاصة إلى 42 مليار دولار، أى أكثر من الضعف، وارتفع عدد الشركات العسكرية الخاصة إلى 543 شركة بعد كانوا شركتين فقط قبل هجمات سبتمبر/ أيلول.

وترجع جذور جيوش المرتزقة، إلى العصور الوسطى، مع ظهور جيوش «كوند ويترو» الإيطالية، إلا أنهم أصبحوا اليوم معروفين باسم الشركات العسكرية الخاصة، والتي أصبحت تنشأ مثلما تنشأ الشركات التجارية، وتهدف لتحقيق أرباح طائلة، وهناك طلب متزايد على خدماتها، مقابل تقديم الخدمات العسكرية للدول التى تطلبها، وتقديم خدمتها لغير الحكومات أيضًا، وتقديم الحماية للأفراد والممتلكات.




أول ظهور لشركة أمنية في العالم بالولايات المتحدة عام 1946، وأسسها محاربون قدامى، وأطلقوا عليها اسم “داين كورب”، وفي الستينيات، أسس العقيد البريطاني ديفيد ستيرلينج شركة أمنية تحت اسم “ووتش جارد إنترناشونال”.

وزادت شهرة الشركات الأمنية بعد غزو العراق 2003، وظهر دورها في حماية شخصيات ومنشآت مدنية وعسكرية مقابل عقود بمليارات الدولارات دفعتها الإدارة الأميركية.

ويشير الخبير اليكسندر فوترافيرس، المدير بقسم العلاقات الدولية بجامعة ويبستر في جنيف، ورئيس تحرير المجلة العسكرية السويسرية، إلى أن الجيوش الأوربية والأمريكية بدأت منذ تسعينات القرن الماضي في اللجوء الى خدمات شركات عسكرية خاصة لتنفيذ المهام التي لم تعد قادرة على القيام بها، خاصة في القارة الأوروبية.

والشركات العسكرية الخاصة هي شركات ملتزمة بأداء وظائف عسكرية مختلفة، وتنقسم إلى ثلاثة أنواع:

الأولى شركات عسكرية خاصة تقدم خدمات القتال على الأرض.. والثانية شركة استشارات عسكرية خاصة تتمثل مهامها الأساسية في الاستشارات والتدريب.. والثالثة شركات تختص بالخدمات اللوجستية العسكرية الخاصة.


والملاحظ أن اعتماد الدول على تلك الشركات، كان بهدف تقليص ميزانيات الدفاع بعد تخفيضها لميزانياتها العسكرية، كما حدث في عدد من الدول الأوروبية،وخفضها لعدد جنودها، واضطرتّ لترحيل بعض مهامها إلى شركات عسكرية خاصة. لكن هذه الشركات التي غالبيتها أمريكية، تتقاضى أجورا باهظة، مثلما يؤكد ذلك الكسندر فوترافيرس، الخبير في الشؤون العسكرية.

ويشيرجوزيف ستيغليتس في كتابه «حرب الثلاثة تريليون» الصادر في عام 2008، إلى أن نفقات هذه الشركات أعلى بمرتين الى اربع مرات مما تكلفه الجيوش الرسمية. وبالنسبة لبعض المهام الخاصة التي تمت في العراق قد يتراوح الفارق ما بين مرة واحدة و 10 مرات.

«وثيقة مونترو»

وفي محاولة لتقنين أوضاع وسلوكيات الشركات العسكرية الخاصة، اعتمدت الحكومة السويسرية في نهاية عام 2005 تقريرا حول الشركات العسكرية، والشركات العسكرية الخاصة. وكلفت وزارة الخارجية بالشروع في نقاش على المستوى العالمي من أجل احترام القانون الانساني الدولي وحقوق الإنسان من قبل الشركات العسكرية والأمنية الخاصة التي تنشط في مناطق النزاعات المسلحة.

ويُعتبر إصدار ما عرف فيما بعد بـ «وثيقة مونترو» أول مكسب وإنجاز تتحصل عليه وزارة الخارجية السويسرية واللجنة الدولية للصليب الأحمر في مسعاهما المشترك.، حيث عقدت 58 شركة أمنية خاصة اجتماعا في 9 نوفمبر/ تشرينم الثاني 2010 من أجل التوقيع على ميثاق سلوك دولي تتعهد بموجبه باحترام حقوق الإنسان والقانون الانساني الدولي، وفي يناير 2013 ، وقعت 592 شركة عسكرية خاصة على ميثاق السلوك . وهناك تقديرات لحجم مبيعات هذا القطاع بحوالي 100 مليار دولار سنويا.



وفيما يأتي أبرز الشركات العسكرية الخاصة في العالم

«شركة «باتريوت»: واحدة من الشركات العسكرية الخاصة، والمنافسة لمجموعة فاغنر في الاستقطاب والعمليات العسكرية، وتعتبر من أبرز المتعاقدين مع وزارة الدفاع الروسية، وجهاز المخابرات العسكرية،
«بلاك ووتر»: تأسست فى العام 1997 من قبل ضابط البحرية الأمريكى السابق إريك دين برنس، وهي شركة أميركية سيئة السمعة بعد عدد من الحوادث البارزة، بما فى ذلك مقتل 14 مدنيًا عراقيًا برصاص مقاوليها فى بغداد عام 2007، مما أدى إلى غضب العراقيين وتوتر العلاقات بين العراق والولايات المتحدة
شركة «جى فور إس» البريطانية للخدمات الأمنية، تأسست عام 2004، وتوصف بأنها أكبر «جيش خاص» فى العالم، مقرها الرئيسى فى كرولى الواقعة جنوب لندن فى ويست ساسكس.
شركة فاغنر التي كانت علي مدار سنوات مضت أحد الأذرع العسكرية الطولي للكرملين خارج حدود الدولة الروسية.
شركة «داينكورب» وتأسست فى العام 1946، وهى واحدة من أكبر الشركات الأمنية الخاصة فى العالم، توظف نحو 17 ألف شخص، وقدرت عائداتها عام 2010 بنحو 4 مليارات دولار، وهى جزء من الرابطة الدولية لعمليات السلام.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات