جراسا -

رصد خبراء عسكريون «أصغر تفاصيل» التطورات على جانبي ممر سوالكي، والذي يربط روسيا بمنطقتها المعزولة «كالينينغراد»، واحتمال سيطرة روسيا على الممر وعزل دول البلطيق عن بقية دول الناتو.

وحذر رئيس الوزراء البولندي، ماتيوش مورافيتسكي، أن هذه القطعة من الأرض تشكل نقطة شديدة الضعف في دفاع الناتو، ويمكن لروسيا، من الناحية النظرية، أن تنشط هناك.
ويرى محللون وخبراء عسكريون، أن منطقة «كالينينغراد»، وممر «سوالكي»، أخطر مناطق اشعال الحرب العالمية الثالثة حيث يصطدم الناتو مع روسيا مياشرة.



كالينينغراد اللغم الأوروبي لحرب القارات


ويرى السياسي الأميركي البارز والأمين العام للمجموعة الأطلسية النيابية، د. وليد فارس، أن كالينينغراد تمثل اللغم الأوروبي لحرب القارات، وقد تتحول إلى أكبر فتيل لصراع مدمر لا يمكن إيقافه إذا بدأ.

ويقول وليد فارس، إن كالينينغراد مقاطعة بين بولندا وليتوانيا على بحر البلطيق، والمعزولة جغرافياً عن الأراضي الروسية شرقاً، لا يمكن للروس أن يصلوا إليها براً إلا عبر خط الحدود البولندية – الليتوانية الذي يمتد من غرب أوكرانيا. وارتكازاً على التقارير الميدانية وقراءة الخرائط الجيوسياسية، فالمعادلة الأعمق لسيناريو حرب محتملة جديدة شمال أوكرانيا، لن يعود إلى أسباب أوكرانية أو مالية نفعية، بل إلى ملف جغرافي – تاريخي غارق بين الدولة الروسية والدولة البولندية، وهو الصراع حول مستقبل كالينينغراد.

الكرملين والمخططون الاستراتيجيون الروس قلقون من قيام بولندا وليتوانيا اللتين «تحاصران» كالينينغراد جغرافياً بـ «اجتياح» المقاطعة في عملية خاطفة إذا اندلعت حرب بين الدولتين من ناحية، وبين بيلاروسيا وروسيا من ناحية ثانية.

وفي الوقت نفسه، للمفارقة، تخشى بولندا وليتوانيا أن روسيا هي التي تخطط لهجوم خارق عبر حدود الدولتين لتربط بيلاروس بكالينينغراد، كما حصل في القرم عام 2014 وفي أوكرانيا عام 2022


أخطر مكان على وجه الأرض



ووفقًا للصحفية الإيطالية «جيورجيا بونامونيتا»، فإن قلق وارسو بشأن ممر سوالكي ليس عرضيًا، ذلك أن العديد من المحللين العسكريين الغربيين يعدونه «أخطر مكان على وجه الأرض».

يبلغ عرض ممر سوالكي حوالي 65 كم، ويقع بين ليتوانيا وبولندا. وتفصل هذه المنطقة بين منطقة كالينينغراد الروسية وبيلاروس.
ويخشى الغرب من أن يصبح ممر سوالكي «مقصلة» لدول الناتو، ستحرم روسيا دول البلطيق من الدعم البري الأطلسي بمناورة واحدة وستحصل على اتصال مباشر مع كالينينغراد.

يعبر الممر خط سكة حديد واحد وطريقان سريعان. ووفقًا للغرب، تستطيع روسيا السيطرة الكاملة تقريبًا على المنطقة بقطع هذه الطرق.