أول قمة لإنقاذ «رئة الأرض»


جراسا -

أخيرا التفت العالم إلى «غابات الأمازون»، التي تمثل «رئة الأرض» أو «رئة البشر»، بعد اختل التوازن البيئي على وجه الأرض، مهددا «تنفس» الوجود الإنساني، حيث تعد غابة الأمازون المطيرة حوضًا رئيسًا للكربون، وتتميز بإمكانية امتصاص كميات ضخمة من ثاني أكسيد الكربون، وهي وظيفة حاسمة في المعركة الدولية ضد تغير المناخ الذي بات سببا رئيسا للكوارث والأحوال الجوية السيئة في العالم.

وعلى حافة الخطر العالمي المحدق بالبشرية، اتفق قادة دول أمريكا الجنوبية، اليوم الأربعاء، على إنشاء تحالف خاص لمكافحة إزالة الغابات في منطقة الأمازون.




حماية «جدار الحياة»
الاتفاق صدر خلال قمة في مدينة بيليم البرازيلية؛ عقدت على مدى يومين (أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء)، وهي أول قمة تعقد لمناقشة قضية حاسمة تتمثل في كيفية حماية «جدار الحياة» المتمثل في غابات الأمازون، التي باتت على مدار السنوات الأخيرة كابوسا يؤرق العالم بفعل اختفاء كميات كبيرة من الأشجار واندلاع الحرائق المفتعلة على نطاق واسعة، وهو ما يشكل تهديدا على التنوع البيولوجي في العالم.

وتتولى البرازيل التي تستضيف القمة المسؤولية الأكبر وعبء الحفاظ على الأمازون؛ نظرًا لأن 60% من الغابة المطيرة توجد في البرازيل.
وقدم الرئيس البرازيلي لويز ايناسيو لولا دا سيلفا، منذ توليه مهام منصبه، تعهدات قوية بخفض عمليات إزالة الغابات في الأمازون إلى الصفر بحلول 2030، وذلك بعد الدمار واسع النطاق والتنمية غير المنظمة للغابات خلال الفترة الماضية.

ووصف لولا القمّة بأنّها «نقطة تحوّل»، وقد بحثت التحديات التي تواجهها المنطقة، وطرح حلول ملموسة لإنقاذ الأمازون، تلك البقعة الخضراء في أمريكا الجنوبية.






وجمعت القمة، لدول الثماني (البرازيل، وبوليفيا وكولومبيا والبيرو، والإكوادور، وسورينام، وغويانا، وفنزويلا)، وهي الدول الأعضاء في منظمة معاهدة التعاون في (منطقة) الأمازون التي أنشئت عام 1995 لحماية هذه المنطقة الشاسعة التي تضم نحو 10 في المئة من التنوع البيولوجي على الكوكب.

ودعيت إلى القمة دول غير أعضاء في منظمة معاهدة التعاون في (منطقة) الأمازون، خصوصا فرنسا التي تقع غويانا الفرنسية التابعة لها في منطقة الأمازون.

ومدينة بيليم الساحلية البالغ عدد سكّانها 1,3 مليون نسمة، سوف تسنضبف أيضا مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 30) عام 2025.
ويعدّ موقع مدينة «بيليم» رمزا مهماً، إذ إنها عاصمة بارا، الولاية التي سجلت أعلى معدل لإزالة الغابات في البرازيل العام الماضي.






صدر عن القمة صوت مسموع للعالم «لا يمكننا السماح ببلوغ الأمازون نقطة اللاعودة.. وإذا تمّ بلوغ نقطة اللاعودة، فإنّ الأمازون ستُصدر كمّية كربون أكثر ممّا تمتصّه، ما سيؤدّي إلى تفاقم ظاهرة احترار الكوكب».

وأعلنت الأمينة العامة لمنظمة معاهدة التعاون في (منطقة) الأمازون، ألكسندرا موريرا، أنّ القمة أصدرت إعلانا مشتركا تضمّن إجراءات جريئة ومشدّدة لحماية الغابات المطيرة.

وبينما أكد الرئيس البرازيلي، أن الأمر لن يقتصر على رسالة سياسية: إنها خطة عمل مفصّلة للتنمية المستدامة في منطقة الأمازون حيث يعيش نحو 50 مليون شخص.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات