هل تشفي المصالحة الفلسطينية صداع ألأردن
بالرغم من ألإنتكاسات المتعددة لمحاولات المصالحة الفلسطينية إلاّ أنها تحققت بإسلوب يدعوا الى الفخر والتفاؤل بأنها ستكون بمثابة هدم أول حاجز في الطريق الشائك نحو حُلم تحقيق الدولة الفلسطينية والذي هو بمثابة خطوة أولى ستقود نحو إرساء حجر الأساس لظهور دولة فلسطينية حقيقية وموحّدة قادرة على مواجهة التحديات والضغوط الاسرائيلية والعالميّة إن شاء الله, علاوة على أنه سيكون البرهان القاطع للمشككين بأن الشعب الفلسطيني هو القادر على مداواة جراحه مهما اتسعت وأنه الشعب القادر على إتخاذ القرارات الصعبة في الأوقات الحرجة, وقد تم هذا الإنجاز المشرّف بفضل وعي الأخوة الفلسطينيين وقناعتهم الأكيدة بأن هذا العقد بين الأُخوة قد وجب إنجازه بكل أمانة. فالتوقيع على اتفاق المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس وجميع الفصائل الأخرى جاءت خطوة متأخرة للغاية طوال شهور عديدة ، حتى صار هذا الاتفاق شبه مستحيل ، ولكن أحداث العالم العربي من تونس إلى مصر وليبيا صعودا الى اليمن ثم سوريا ولاندري الى أين ذاهب بنا قطار التغيير السريع، كان وراء تفعيل المصالحة ، إذ كوّن ذلك قناعة عند الفلسطينيين شعروا من خلاله أن ثورات الربيع العربي خلخلت قضيتهم بحيث لم تعد تحظى بالمقعد الأمامي بين صفوف القضايا العربية المزدحمة, ولاعلى جدول أعمال العواصم العربية والعالمية التي تواجه برنامجا حافلا بالقضايا المحلية والإقليمية. والسؤال الذي يراودني وربما يراود الكثيرين منا هو هل أن الفرق المتصالحة قادرة على إتخاذ قرارات مستقبلية مصيريّة تحت ضغوطات مختلفة تمهّد الطريق لولادة دولتهم المنتظرة دون حدوث تصدّعات في البنيان الذي صُّمم بهندسة مصريّة عربيّة متقنة وبتنفيذ دقيق مخلص من الفصائل والسلطة الفلسطينية؟.
يعاني ألأردن حاليا من صعوبات إقتصادية وخلل ديموغرافي نتيجة الهجرات المتتالية التي فرضتها الأزمات الأقليمية المتتابعة والتي ألقت بضلالها على ألأردن إبتداء من القضية الفلسطينية والهجرات المتعددة التي حرمت الشعب الفلسطيني حقّه في العيش الكريم بأرضه والحروب العراقيّة التي أجبرت الملايين من ألأخوة العراقيين على الهروب من مدنهم وقراهم طلبا للأمن والأمان ولقمة العيش, فإنّه من المُؤمّل أن تُعيد هذه المصالحة الكريمة لملمة بعض ألأوراق المبعثرة في هذا ألإقليم, إذ أن الانقسامات العميقة داخل المعسكر الفلسطيني لم تؤثر فقط على خطوط التصدعات المختلفة التي تعمل من خلال نسيج الأردن الإقتصادي الاجتماعي السياسي ، بل لقد تسببت أيضا في إنهيار التوافق الذي كان موجودا بين النخب الفلسطينية بعضها ببعض في فلسطين وألأردن على حد سواء. ولعل هذه المصالحة من شأنها أن تساعد الاردن على معايرة نطاق عملية الإصلاح الاقتصادي وكبح جماح مؤشرالنمو الديموغرافي الذي يصعد بمعدلات لم يسبق له مثيل قياسا بدول العالم المتحضّر. والمساعدة على خلق فرص عمل للشباب العاطل عن العمل، وغيرها كثير. إلآّ إننا ومن صميم قلوبنا نبارك لأهلنا في فلسطين وأينما كانوا هذه المبادرة العظيمة, لعلّها تكون بمثابة جلسة كيماوي تشفي صداع الأردن الذي وصل الى حد السرطان. وتبقى حقيقة واحدة أن الدم ألأردني – الفلسطيني قد اختلط ويجب علينا أن نُحسن إستخدامه.
adibsar@yahoo.com
بالرغم من ألإنتكاسات المتعددة لمحاولات المصالحة الفلسطينية إلاّ أنها تحققت بإسلوب يدعوا الى الفخر والتفاؤل بأنها ستكون بمثابة هدم أول حاجز في الطريق الشائك نحو حُلم تحقيق الدولة الفلسطينية والذي هو بمثابة خطوة أولى ستقود نحو إرساء حجر الأساس لظهور دولة فلسطينية حقيقية وموحّدة قادرة على مواجهة التحديات والضغوط الاسرائيلية والعالميّة إن شاء الله, علاوة على أنه سيكون البرهان القاطع للمشككين بأن الشعب الفلسطيني هو القادر على مداواة جراحه مهما اتسعت وأنه الشعب القادر على إتخاذ القرارات الصعبة في الأوقات الحرجة, وقد تم هذا الإنجاز المشرّف بفضل وعي الأخوة الفلسطينيين وقناعتهم الأكيدة بأن هذا العقد بين الأُخوة قد وجب إنجازه بكل أمانة. فالتوقيع على اتفاق المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس وجميع الفصائل الأخرى جاءت خطوة متأخرة للغاية طوال شهور عديدة ، حتى صار هذا الاتفاق شبه مستحيل ، ولكن أحداث العالم العربي من تونس إلى مصر وليبيا صعودا الى اليمن ثم سوريا ولاندري الى أين ذاهب بنا قطار التغيير السريع، كان وراء تفعيل المصالحة ، إذ كوّن ذلك قناعة عند الفلسطينيين شعروا من خلاله أن ثورات الربيع العربي خلخلت قضيتهم بحيث لم تعد تحظى بالمقعد الأمامي بين صفوف القضايا العربية المزدحمة, ولاعلى جدول أعمال العواصم العربية والعالمية التي تواجه برنامجا حافلا بالقضايا المحلية والإقليمية. والسؤال الذي يراودني وربما يراود الكثيرين منا هو هل أن الفرق المتصالحة قادرة على إتخاذ قرارات مستقبلية مصيريّة تحت ضغوطات مختلفة تمهّد الطريق لولادة دولتهم المنتظرة دون حدوث تصدّعات في البنيان الذي صُّمم بهندسة مصريّة عربيّة متقنة وبتنفيذ دقيق مخلص من الفصائل والسلطة الفلسطينية؟.
يعاني ألأردن حاليا من صعوبات إقتصادية وخلل ديموغرافي نتيجة الهجرات المتتالية التي فرضتها الأزمات الأقليمية المتتابعة والتي ألقت بضلالها على ألأردن إبتداء من القضية الفلسطينية والهجرات المتعددة التي حرمت الشعب الفلسطيني حقّه في العيش الكريم بأرضه والحروب العراقيّة التي أجبرت الملايين من ألأخوة العراقيين على الهروب من مدنهم وقراهم طلبا للأمن والأمان ولقمة العيش, فإنّه من المُؤمّل أن تُعيد هذه المصالحة الكريمة لملمة بعض ألأوراق المبعثرة في هذا ألإقليم, إذ أن الانقسامات العميقة داخل المعسكر الفلسطيني لم تؤثر فقط على خطوط التصدعات المختلفة التي تعمل من خلال نسيج الأردن الإقتصادي الاجتماعي السياسي ، بل لقد تسببت أيضا في إنهيار التوافق الذي كان موجودا بين النخب الفلسطينية بعضها ببعض في فلسطين وألأردن على حد سواء. ولعل هذه المصالحة من شأنها أن تساعد الاردن على معايرة نطاق عملية الإصلاح الاقتصادي وكبح جماح مؤشرالنمو الديموغرافي الذي يصعد بمعدلات لم يسبق له مثيل قياسا بدول العالم المتحضّر. والمساعدة على خلق فرص عمل للشباب العاطل عن العمل، وغيرها كثير. إلآّ إننا ومن صميم قلوبنا نبارك لأهلنا في فلسطين وأينما كانوا هذه المبادرة العظيمة, لعلّها تكون بمثابة جلسة كيماوي تشفي صداع الأردن الذي وصل الى حد السرطان. وتبقى حقيقة واحدة أن الدم ألأردني – الفلسطيني قد اختلط ويجب علينا أن نُحسن إستخدامه.
adibsar@yahoo.com
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
وبعدين معاكو .والله ماحنا عارفين ياقرعة من وين انبوسك .
اولا : في الديمقراطية فهي اهم مطلب للجماهير العربية.
ثانيا: رحيل الانظمة بخيرها وشرها لبدء مرحلة جديدة.
ثالثا : الوحدة العربية من المحيط الى الخليج
رابعا : تحرير فلسطين.
اشكر الكاتب على ماقدم.
ولكن لدي سؤال بسيط ولانني بصدد كتابة بحث عن هذا الموضوع
هل الفصائل الفلسطينيه في جميع تركيبتها سوف تكون في مستوى هذه المصالحه وما هو تاثيره على
ايران وحزب الله في لبنان .
وشكرا للدكتور اديب على هذا المقال الذي يفتح ابواب كثيره في التركيبه المستقبليه للوطن العربي .
مدحت انيس - الاهرام
ان رجل حر الكلمه والرأي ونريد المزيد
والله اشتقنالك يا باشا مقال ممتاز بس قطعتنا من محاضراتك للنادي نريد زيارتك .
الى الامام ونريد المزيد والمزيد .
يسعدني جدا اطلاعكم على مقالي هذا وباقي المقالات وهي وجهة نظر شخصية ومن الطبيعي جدا أن تجد من يوافقك الرأي ومن لا يوافقك. وفي مثل هذه الحاله (عدم الموافقه ) وللفائده نأمل منهم إيضاح وجهة نظرهم بطريقة علمية بعيدة عن التعصب سواء كان ضمن قائمة التعليقات أو من خلال البريد الألكتروني الخاص بي حتى نعيش بيئة حوار مفيدة تتناسب ومفاهيمنا والشكر لكم جميعا
ونشكرك على هذا الجهد القيم وفقكم الله
كل الاحترام والتقدير لك فلقد عرفتك رجلا صادقا في مواقفك وفي رايك نوافقك الراي فنحن جميعا سعداء بالمصالحه الوطنيه الفلسطينيه ونرجو لاخواننا الفلسطينيين كل التوفيق وان تتوحد كلمتهم في الوقت الذي هم فيه الان غي امسّ الحاجة للوحده وان فرقتهم هي اكبر عون لعدوهم في هذا الوقت وفي كل الاوقات ،نحن الاردنيين يسرنا ان نسمع الاخبار الطيبه عن اخواننا الفلسطينيين ونتمنى ان تكون زوبعة الخلاف قد انتهت ليعودوا بقوه الى قضيتهم الاساسيه فلسطين ،وليست قضيتهم هي قضية الخلافات والانقسام والتشرذم فنتمنى ان تكون هذه قد انتهت والى الابد .
اقدم احترامي مرة اخرى لاخي وزميلي الباشا الدكتور اديب الصرايره محمد سعيد العوايشه
ونحن يا سيدي مع اي مصلحه ما بين المختلفين
وان شاء الامه العربيه كلها تتوحد وتتصالح
وان تكون المصالح واحده والاهداف واحده
واشكرك يا سيدي على جهدك ووقتك
and we hope to communicate your opening to all people
:-)