جراسا -

صفعتان کبيرتان تلقاهما النظام الإيراني أخيراً، الأولى بفشل مخططه الهادف إلى الحيلولة دون إجراء التجمع السنوي لـ"إيران الحرة" لهذه السنة في العاصمة الفرنسية باريس، والثانية کانت بعقد التجمع والنجاح الباهر الذي حققه والذي أثار الجزع والکآبة في أوساط النظام. وما جعل النظام في حالة تخبط وحيرة قاتلة هو أن العالم کله قد أصبح على اطلاع ودراية کاملة بالدور والتأثير الکبير للمعارضة الإيرانية على مسار الأوضاع والأمور في إيران، لا سيما في الانتفاضة الأخيرة التي عصفت بالنظام بصورة لم يسبق لها مثيل.

شكل دعم برنامج النقاط العشر الذي طرحته الرئيسة المنتخبة من المقاومة الإيرانية مريم رجوي نقطة التقاء بين الكلمات التي ألقيت خلال مؤتمر "إيران حرة" الذي انعقد في باريس أخيراً بمشاركة أکثر من 500 من الشخصيات العالمية.

وحققت الأرضية السياسية التي تتحرك عليها المعارضة الإيرانية المتمثلة ببرنامج النقاط العشر التفافاًأممياً حول نضالات الشعب الإيراني لإحداث التغيير في البلاد، ما يضع سياسات العواصم الغربية على المحك ويحشر الملالي العاجزين في زاوية ضيقة تمهيداً لإخراجهم من المشهد السياسي إلى غير رجعة.




صدور مشروع قرار في مجلس النواب الأميركي بشأن “إدانة الحكومة الإيرانية لقتل سجناء سياسيين عام 1988 وانتفاضات السنوات الأخيرة، بما في ذلك انتفاضات 2018 و2019 و2022 والدعوة من أجل العدالة لضحاياها”، يعتبر نموذجاً حيوياً ولافتاً للنظر بهذا الاتجاه، خصوصاً أن مشروع القرار قدمه 40 نائباً من الحزبين بمبادرة من الجمهوري لانس جودن من اللجنة القضائية ورئيس التجمع الديموقراطي لحقوق الإنسان ستيف كوهين. وهذا بحد ذاته يثبت أن "مجاهدي خلق" معارضة نوعية لا تکتفي بتوجيه ضربات موجعة للنظام داخلياً، بل وحتى توجه له ضربات على الصعيد الدولي وتحت الحزام.

التجمع السنوي العام لـ"إيران الحرة" في هذه السنة کان أشبه ما يکون باصطفاف دولي ضد النظام، إذ کان تجمعاً استثنائياً، لا سيما لحشده أکبر عدد ممکن من الساسة المرموقين على الصعد الدولية والعربية والإسلامية، خصوصاً أنه عُقد بعد خوض مواجهة سياسية مع النظام نجمت عن إلحاق الهزيمة به وانعقاد التجمع لأربعة أيام متتالية في باريس. واللافت للنظر أن مجلة "شٶون إيرانية" الصادرة عن مرکز الخليج للدرسات الإيرانية، الصادرة في مصر ويرأس تحريرها د. شريف عبد الحميد أصدرت عدداً خاصاً لتغطية النشاطات والفعاليات التي جرت خلال التجمع السنوي الدولي الأخير للتضامن مع نضال الشعب والمقاومة الإيرانية من أجل الحرية وإسقاط النظام الإيراني من 30 حزيران (يونيو) إلى 3 تموز (يوليو) 2023.

هذا العدد تناول في ضوء فعاليات هذا التجمع الدور والتأثير الفعال للمقاومة الإيرانية في تطوارت الحوادث الجارية ومن أنها البديل القائم للنظام، وقال ضمن الافتتاحية إن "المنطق الإنساني يخبرنا بأن تحولاً تأريخياً لمصلحة الشعب والمقاومة الإيرانية يوشك على الحدوث".

وحوى هذا "الملف السياسي" الذي شمل تغطية مهمة للنشاطات والفعاليات التي أُجريت خلال الأيام الأربعة لهذا التجمع، وکذلك استعراض جهد ونشاطات المقاومة الإيرانية ورئيستها السيدة مريم رجوي في تحشيد الدعم والتأييد الدولي لنضال الشعب والمقاومة الإيرانيين من أجل الحرية وإسقاط النظام.

وتناولت المجلة أيضاً مشارکات الساسة الغربيين في المناقشات التي جرت خلال اجتماعات التجمع السنوي بخصوص المعلومات المضللة التي تحکم سياسة الغرب تجاه إيران، وتناولت المجلة أيضاً مشارکات الشخصیات الغربیة والعربیة والآسیویة في المناقشات التي جرت خلال اجتماعات التجمع السنوي ودعمها للبدیل الدیموقراطي، کما رکزت المجلة أيضاً على التظاهرة الحاشدة التي جرت في باريس من أجل إيران حرة، بالإضافة إلى أن المجلة سلطت الأضواء على تأکيد المشارکين في هذا التجمع على خطة مريم رجوي ذات النقاط العشر کبرنامج سياسي لإيران المستقبل.