إسبانيا أمام اختبار «أزمة بلوكيو»


جراسا -

لا يزال المشهد السياسي الإسباني، أمام ترجيحات وتوقعات حول تداعيات عودة اليمين إلى السلطة على حساب كتلة رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز، والتوقعات تقترب من نتائج استطلاعات الرأي بعد إغلاق مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة مساء الأحد. وتدور التساؤلات داخل الدوائر السياسية في مدريد حول محور رئيس:

هل يتم تشكيل حكومة ائتلافية في ظل أنه من المرجح أن تواجه إسبانيا أسابيع من المفاوضات الائتلافية، والتي قد تؤدي إلى ما يسمى بـ «بلوكيو»، وهو مأزق سياسي حدث مرتين من قبل بعد انتخابات 2015 و2019. وفي كلتا الحالتين، اضطر الناخبون إلى الإدلاء بأصواتهم للمرة الثانية لحل المأزق.
مأزق «الجمود السياسي»


وبحسب الدوائر السياسية الغربية، فإن إسبانيا تواجه حالة من الجمود السياسي، بعد أن فشل اليمين في تحقيق «نصر حاسم متوقع، إذ لم يظهر فائز واضح في الانتخابات العامة في البلاد، حيث لم تترك نتائج تصويت، الأحد، لكتلة اليسار أو اليمين طريقاً سهلاً لتشكيل الحكومة.

وبعد فرز 100% من الأصوات، حصل الحزب الشعبي (يمين وسط) على 136 مقعداً، وحزب ېفوكس» (يمين متطرف) على 33 مقعداً من أصل 350 في مجلس النواب.
وأظهرت النتائج حصول حزب العمال الاشتراكي الحاكم على 122 مقعداً، وحزب سومار اليساري الراديكالي على 33 مقعداً، وهي نتائج أقل بكثير من 176 مقعداً لازمة للفوز بأغلبية.

وبعد الفوز بأكبر عدد من المقاعد، سيواجه الحزب الشعبي بزعامة، ألبرتو نونيز، أولى الصعوبات في محاولة حشد عدد كافٍ من الأصوات في البرلمان، للفوز بالتصويت على منصب رئاسة الوزراء. لكن تحالفه مع حزب «فوكس» سيجعل من الصعب الحصول على دعم من أي فصيل آخر.

ولدى الاشتراكيين بقيادة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز المزيد من الخيارات، لكنهم يواجهون مطالب غير مستساغة من الأحزاب الانفصالية في كتالونيا.
ويمكن أن يشمل ذلك الإصرار على استفتاء على الاستقلال، ما قد يؤدي إلى نوع من الفوضى السياسية التي حدثت في عام 2017 عندما حاول إقليم كتالونيا الانفصال عن إسبانيا آخر مرة.

“ضبابية سياسية”


وترى صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أن إسبانيا انزلقت إلى حالة من «الضبابية السياسية»، بعد فشل اليمين واليسار في تأمين مسار واضح لتشكيل حكومة على الرغم من فوز حزب الشعب المعارض بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان.

ووفقاً للصحيفة البريطانية، يترك هذا المأزق رابع أكبر اقتصاد بالاتحاد الأوروبي في حالة من الجمود السياسي، ويفتح الباب لأسابيع أو شهور من مفاوضات فوضوية بشأن تحالفات التصويت أو إعادة الانتخابات، كما حدث خلال أعوام 2015-2016 و2019.

ويرى مراقبون أن فوز اليمين في رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، يشكل ضربة قاسية لأحزاب اليسار الأوروبية. وسيكون لذلك طابعا رمزيا كبيرا لأن إسبانيا تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي
وكانت استطلاعات قد أفادت بأن حزب الشعب سيكون قادرا على تشكيل حكومة من خلال التحالف مع حزب «فوكس» اليميني المتطرف. ومن شأن سيناريو كهذا أن يعيد اليمين المتطرف إلى السلطة في إسبانيا للمرة الأولى منذ نهاية ديكتاتورية فرانكو قبل نحو نصف قرن (1975).

انتكاسة لإسبانيا وللمشروع الأوروبي
ويرى رئيس الوزراء المنتهية ولايته، بيدرو سانشيز، أن تشكيل حكومة ائتلافية بين الحزبين «ليس فقط انتكاسة لإسبانيا على صعيد الحقوق بل انتكاسة خطيرة للمشروع الأوروبي»، وأن البديل الوحيد لحكومة لحزب الشعب و«فوكس» في السلطة هو الإبقاء على الائتلاف اليساري الحالي الذي شكل في 2020، بين حزبه الاشتراكي واليسار الراديكالي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات