لا اخفي بأنني مللت ثرثرة قلمي لأنه كما يقال وليس كل ما يقال صحيحا بأنها مجرد كلام في كلام ... لكنني استميحكم عذرا !!! فالأجراس تنذر بالطوفان وتصيح بان " الدخول مجانا وخمرتنا لا تسكر "...!!!

للكتابة مشكلتها الكبيرة خصوصا في مجتمعنا فأنت مجبر أن تنال استحسان الجميع ... !!!
ومهادنة الجميع حسب مفاهيمهم لكتاباتك وتأويلهم وفهمهم لها ...!!!
فان أرادوك " لبراليا " ستكون رغم عن انفك حتى لو لم تكن تعلم معنى هذه الليبرالية .
وان أرادوك "علمانيا " فلا راد لسطوتهم سوى الاستسلام لها ... !!!
ويا خوفي تطلع الليبرالية هي نفسها العلمانية واطلع في نهاية الأمر رجل " ميح " ...

رغم أنني لم ادخل محكمة في حياتي ولم أرى قاضيا أو محاميا يرتدي ثياب العدالة إلا في الصور وشاشات التلفاز ولم تطاء قدمي مخفرا للشرطة أو مركزا امنيا ...
وفي حياتي لم ارفع دعوى على احد وفي حياتي لم ترفع علي دعوى من احد ...
المحقق الوحيد الذي واجهته في حياتي كان محقق الأسرة والدي رحمه الله وأحيانا والدتي .
العصا الوحيدة التي انهالت علي ضربا كانت عصا التعليم والمعلم والسلاح الوحيد الذي حملته في حياتي ( سلاح القلم ) كان ولا زال سلاحا موجها نحو الحقيقة ولربما الحقيقة المرة والمغيبة وبفعل فاعل !!!

على اعتبار أن في آذانهم وقر فهم لا يسمعون واصبحوا يمشون بلا عيون وأدمنوا شرب المورفين لدي رغبة " بالتحريض " لا اخفي بان لدي رغبة باعتقالي والزج بي بالسجن تحت أي تهمة كانت حتى وان كانت التحريض ضد مكافحة الفساد والإفساد والمفسدين علني حينها أحظى برعاية وزيري الداخلية والصحة ويتم نقلي لخارج البلاد للعلاج على اعتبار بأنني رجل أعيش في قرية جنوبية نائية وأعاني من مشاكل صحية كثيرة !!

يا الله مفارقات تبعث على السخرية ومشهد سريالي يحمل في طياته دعوة مفتوحة " للبكاء والنواح واللطم " وبالمجان ، لجنة تقرر في ساعات ضرورة سفر شاهين بقصد العلاج ولا أريد أن اتهمهم بقصد الفرار والنقاهة لا سمح الله ... وآخرون يلقون وجه ربهم رغم مرور أشهر في محاولة لمقابلة لجنة طبية ترفض منحهم تقريرا بعدم توفر العلاج بالمستشفيات الأردنية بحجة عدم الإساءة لسمعة البلاد طبيا أمام العالم كما حصل مع ابني رحمه الله قبل اقل من شهرين !!!

المهم يا سادة كان يا مكان .. ليس في قديم الزمان ولا في بلاد العجائب رغم إننا احدها والحمد لله والذي لا يحمد على مكره سواه ولا في سالف الأوطان بل قبل أسابيع تعد على أصابع النسيان بان شغل الرأي العام والشارع الأردني بمغادرة خالد شاهين البلاد بقصد العلاج وأظن والظن عند العرب بمعنى اليقين بأننا لن نفرح بلقائه مرة أخرى وأظن أيضا بان من سمح له بالمغادرة يعلم علم اليقين بان عودة الرجل للبلاد مستحيلة ...!!!

يوم جدد من أيام الأردنيين أسوة بيوم الحب وشم النسيم وأول نيسان والاستقلال المجيد وعيد العمال ... قد لا يعجبنا العجب ولا حتى الصيام في رجب ... معذرة فانتم لا تعلمون ولا تفهمون علم الفتاوى والاجتهاد السنا أمة احل لها مثنى وثلاث ورباع ؟ فكيف ننتظر أن يسمع لنا من النداء والخطاب الأول ؟ اعتقد بان من وثقنا بهم لا ضمير لهم إذا لا بأس أن" تطلقوا مطالبكم ثلاثا " فهم أنفسهم من اغتالوا الإصلاح ...!!!



قد يطول علينا الليل لكن اعلموا سيأتي الصبح أسرع مما يظنون فالإصلاح مقبل لا محالة ولو بعد حين الم أخبركم بان في التأخير الخيرة لأننا والحمد لله والذي لا يحمد على مكروه سواه اعتدنا في التسوف والتأجيل حسب القاعدة التي نتعمدها : لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد .. بل إلى العام القادم ولا بأس في التأجيل أكثر من مرة على اعتبار قول نتعمده ففي التأخير خيرة .. ونحن خيرة الخيرة .
طيلة الأسابيع الماضية وما رافقها من قيل وقال التزمت صمتي وحاولت أن اقنع نفسي بما ارتكب مع السجين شاهين لكنني لم استطع لأنني وببساطة انقلبت على ظهري ألف مرة وقهقهت وانأ استمع للنكتة وأظن بان الكثير من العقلاء لم ولن يقتنعوا بمثل هذه النكتة مهما حاولا مرارا وتكرارا بمبررات ما انزل الله بها من سلطان .

المهم ليعلم من يعلم ومن لا يريد أن يعلم – أن نبقى صامتين " مخروسين " خوفا من سطوة احدهم ، فهذا لن يحدث آبدا مهما كانت التضحيات فالوطن وثرواته اغلي واسمى من الأشخاص حتى وان ظنوا بان لهم حصانة الأنبياء .
وتقول العرب – اضحك للدنيا تضحكلك ..!! قلت لها : نعم نقول ذلك ..!! فقالت : وانأ أقول اضحك على نفسك .. تضحك نفسك عليك !!.

ختاماً نقول : أن مكافحة الفساد واستغلال الوظيفة الرسمية يحتاج أيضا إلى دعم شعبي لتتمكن الحكومة من أدائها الوظيفي ، لذا ندعو القوى المعارضة وجميع الراغبين بالاعتصام أن يقوموا باعتصامهم ليس ضد الحكومة بل دعماً للحكومة للتمكن من تفكيك خلايا الفساد وتمرتسها خلف متاريس تظن أنها لها حصانة الأنبياء لتحميها من المساءلة أمام الله والشعب والوطن ...!!!

أتوسل إليكم ان أنا أغضبتكم اخفضوا أصواتكم وصراخكم وتذكروا بأنني أخبرتكم بان الدخول مجانا وخمرتنا لا تسكر ...!!!! لو كنت أعيش الجاهلية حينها سيكون لدي الرغبة بان أتوجه للحانة !!!


والله المستعان على ما نحن فيه من بلاء وابتلاء ..

Tawarh1010@yahoo.com