إلى رئيس الوزراء بشر الخصاونة


أول امرأة تعرضت للسبي من آل البيت هي زينب بنت علي .. أخت الحسين ، وشقيقة ( العباس) ...زينب أم اليتامي ، زينب الصابرة ، زينب المحتسبة ... يومها اقتيدت للشام لمجلس يزيد وأمام عينها أحضروا رأس الحسين ..شقيقها وأجمل فتية آل البيت ...يومها صاح أحدهم في مجلس يزيد حين كان يتحسس بعصاه الرأس وقال : ( لاتدس هاتين الشفتين فإني قد رأيت رسول الله يقبلهما ) ...
في معركة الطفوف وشهادة آل البيت ... في الموقعة التي قطع فيها الشمر ( رأس الحسين) قيل أن الماء لن تقبل توبته ، والتراب لن تقبل منه توبة .. وحتى النخل ... وقد ظلت دماء الشهداء تسأل هناك عن زينب ، كيف اقتيدت للشام ... سبية من آل البيت .
دولة الرئيس .
سنة ١٩١٠ لم تكن تركيا فقط هي التي أسالت دمنا ،فقد كان الشمر حاضرا ... ذبحوا كل رجالاتنا ...رموا الناس من فوق سور القلعة ... ومابين الطريق للشام والطريق لمعان يتوحد الألم ، بندر والدة حابس اقتيدت هي الأخرى للسجن ... حافية القدمين ، مع بنات عمها وزوجات الثوار ، مشت في البرد ...حافية ، كليمة حسيرة ، سجينة ... وكان حابس في بطنها جنينا ... وحين أخرجن من الكرك قيل أن الرصاص .. كان يستهدفهن .. كانت تركيا تريد ذبح كل ذكر ، وتخيل كيف حمت كل امرأة طفلها وتلقت الرصاص في الظهر ..
ليست صدفة ان يأتي جعفر ليختار تراب الجنوب مرقدا له ، ليس صدفة أن يكون جعفر بن أبي طالب...أول شهداء الأمة ومن عطر تراب الكرك بالدم الخضيب .
دولة الرئيس العزيز ..
كلما قرأت قصة زينب في معركة الطفوف ... تذكرت هية الكرك وبندر .. وتذكرت أن مسارات الحزن تولد مع كل جنوب في هذه الأرض وكأن كربلاء هي القدر ... والمنعرج والمصير .
الكرك ما بين صرخة عليا الضمور ، وبين بندر تقرأ ... ما بين الدم الخضيب الزاكي .. وبين الشهادة والتاريخ تقرأ ...
الكرك تقرأ من عيون عليا (أم الذبيحين) ... وبندر السجينة الأسيرة التي أنجبت ريحان هذه الأرض وفتاها المقاتل حابس ...
الكرك لا تقرأ من مقولة : ( ما بحرث البلد غير عجولها ) ولا يجوز أن تقرأ هكذا ، كان الأجدى ان تلتقي بوجهائها وكبارها ...وأن تلتقي بالشماغ والوجه الأسمر .. وان تلتقي بكنائسها ورهبانها ...
قيل عن كربلاء .. أن الماء ما زال يطلب التوبة من تراب مرقد العباس ، ونحن لن نقبل أيضا توبة لأسوار القلعة .. التي من عليها ذبح أحلى فتيتنا ..
دولة الرئيس العزيز ..
الكرك لا تختصر بجملة : ما بحرث البلاد غير عجولها .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات