الاحتفال الذي انقلب مأتماً


جراسا -

لا شك بأن النظام الإيراني واجه کابوساً في انتفاضة 16 أيلول (سبتمبر) 2022، التي استمرت لأشهر عديدة، وبعدما وصلت أوضاعه الى حالة يرثى لها الى الحد الذي صار کالمريض الميٶوس منه، وبشکل خاص بعدما صار واضحاً له بأن الشعب في حالة ووضعية "استراحة محارب"، ويدرك بأن وعود خامنئي بتحسين الأوضاع الاقتصادية والسعي لتحسين العلاقات مع بلدان المنطقة والعالم، لم تعد تهم الشعب بشيء لکونه قد تعود على الوعود والعهود العسلية التي تکون في النهاية بصلية. ولذلك فقد کان بحاجة الى حدث وتطور غير عادي يحرف أنظار الشعب والعالم عنه حتى إشعار آخر، وقد وجد ضالته في توجيه ضربة سياسية ـ إعلامية لمجاهدي خلق خصوصا وإنه قد ذاق على يديها الامرين.

إعلان الحکومة الفرنسية عن حظر التظاهرة الضخمة من الايرانيين الاحرار في الاول من يوليو(تموز) والذي جاء على أثر المکالمة الهاتفية التي أجراها رئيس النظام الايراني ابراهيم رئيسي مع الرئيس الفرنسي واستغرقت 90 دقيقة، کانت الضالة المنشودة للنظام. ولذلك لم يکن بغريب أبداً أن يرى العالم النظام وکمن أقام احتفالاً بنصر مٶزر حققه لمجرد حظر تظاهرة (وهو أمر يجب أن نلاحظه بدقة). هذا الاحتفال الذي حاول النظام وبصورة مخطط لها سلفاً جعله إشعاراً للشعب الايراني بأن من يناهضه حتى لو کان في أقصى الارض فإن النظام سوف ينال منه!

نعم، بهکذا أسلوب غريب وملفت للنظر قام النظام بالسعي من أجل استغلال هذا الحظر، حتى إنه قد أوحى ليس للشعب الايراني فقط وإنما للعالم أيضا بأن مجاهدي خلق قد أصبحت في خبر کان، وإن على الدول التي يتواجد فيها أعضاء للمنظمة أن تقوم بتسليمهم للنظام، و"الاحتفال" غير العادي هذا الذي کان مستمراً حتى صبيحة يوم ال30 من حزيران (يونيو) 2023، قد شمل النظام وأجهزته الاعلامية وحتى خطب الجمعة. لکن في صباح يوم الجمعة، انقلب هذا الاحتفال الى مأتم بعد أن أعلن القضاء الفرنسي ببطلان قرار الحکومة بحظر تظاهرة الايرانيين الاحرار، وإنها ستقام في موعدها المحدد.

عودة رئيسي ونظامه الى المربع البائس الذي انطلق منه لکي يحقق أکثر من هدف، هو في الحقيقة عودة سوف تکلف النظام کثيراً وتجعله في موقف هزيل ويدعو للسخرية والتهکم، إذ بالاضافة الى أن ما تحقق هو بمثابة نصر سياسي مبين لمجاهدي خلق على النظام، فإنه سيزيد الطين بلة للنظام بأن تجعل الانظار من جديد تترکز عليه، وبطبيعة الحال، فإننا إذا ماأخذنا بنظر الاعتبار إن فشل مخطط النظام بحظر التظاهرة يعتبر في حد ذاته انتصاراً سياسياً لمجاهدي خلق، وهو بالضرورة يعتبر هزيمة فضائحية شنعاء للنظام، فإننا يجب أن لاننسى أبدا بأن هذا التطور قد تزامن مع دعم وتإييد غالبية 25 برلماناً و117 رئيساً ورئيس وزراء سابقين لخطة مريم رجوي ذات العشرة نقاط. والاهم هنا هو إن الشعب الايراني استقبل خبر هزيمة النظام هذه بفرح غامر، والنظام يعلم بأن هذا التطور من شأنه أن يضاعف من معنويات الشعب وتجعله يصر أکثر على المواجهة حتى التغيير.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات