السر في بقاء النظام السياسي الاردني إلى الآن


خلال الثلاثة شهور الماضية من حركات التحرر العربي أو الربيع العربي أو ما تبقى من السنوات العجاف في التاريخ العربي ولمن كان يراقب الاصوات التي كانت تخرج من خلال الفضائيات العربية ، نجد أن هناك أصوات واشخاص خرجوا من رحم الخراب وبدأوا في التحليل وفلسلفة مجريات الامور في أوطانهم والاوطان العربية التي عصفت بها رياح التغيير ، والملفت في الأمر أن هؤلاء جميعهم معارضون لأنظمتهم السياسية ، ولهم في بلاد الغربة عشرات السنوات ، وفجأءة جيء بهم كي يفسروا ويحللوا ويقاتلوا عن كل شهيد سقط أو سيسقط في ساحات التغيير العربية ، وهؤلاء الاشخاص لم يتركوا شيء إلا وقالوا وتقولوا به ، وتجاوزوا بذلك جميع المحرمات.

وفي خضم هذه الحالة من الفوضى في التصريحات والتحليلات سنعرج على الأردن ، فبعد الاحداث الدامية سواء على دوار الداخلية أو في مدينة الزرقاء وكيف رغبت بعض القنوات الفضائية العربية أن تصيد بالماء العكر وترتب الاحداث كما تشاء ، ولكن هذه الفضائيات لم تجد لها معارضين أردنيين للنظام في الخارج كي تتحدث معهم ويغنوا على موالها ويقطفوا زهور الربيع العربي حتى ولو كان ذلك على حساب دماء المئات أو الأف من المواطنين العرب ، إذا ما السر في ذلك ؟ ، هو شيء بسيط وغير موجود في أي قاموس سياسي عربي ، وهو أن النظام الحاكم في الاردن وعلى فترات حكمه الطويلة لم يمارس أي نوع من القمع أو الطرد أو اصدار أحكام إعدام بحق أي معارض له ،ولعل في تجربة المعارض ليث شبيلات مثال واضح لهذا النهج .

وقد قام النظام السياسي الاردني بإحتواء معظم رموز المعارضة وأشركهم في القرار السياسي من خلال تسلمهم للمناصب الوزارية والحكومية الأخرى ، ولعل في ذلك سر يصعب على الأنظمة العربية الأخرى أن تمارسه ، فنحن في الأردن ليس لنا معارضة للنظام تقيم في الخارج ،وإن وجدت معارضة داخلية فهي معارضة لحكومات متعاقبة وليس معارضه لنظام سياسي ، وبالتالي لم تجد فضائيات الفتنة العربية لها باب لفتحة على ما يحدث في الاردن ، و نجد أن أي حوار يتم مع أي معارض أردني يتم من الأراضي الأردنية وفي هذه الحالة ليس من مصلحة هذه الفضائيات أن تتحدث مع أي معارض أردني حول ما يدور في الوطن من أحداث لأن الجميع يعلم أن ابواب الحوار مفتوحة للجميع ،وان هذا المتحدث الأردني لايستطيع أن يصيد في الماء العكر للواقع الأردني كون الإعلام وحريته مكفولتان من قائد البلاد نفسه ، وفي تجربة الصحافة الإلكترونية الأردنية أكبر دليل على ذلك ، ومن خلال جولة بسيطة للفضاء الإلكتروني والبحث في الصحافة الإلكترونية العربية سنجد أن الأردن يوجد به أكثر من موقع إخباري إلكتروني لايسيرهم أحد أو قانون سوى أنهم يملكون شعور موحد تجاه حاكم البلاد وقائدها ، وقد حرمت هذه القنوات من المطبلين والمزمرين لأننا في الأردن كلنا نطبل ونزمر على نغم واحد هو الولاء للوطن وحبه .

ونهاية لهذه الحقيقة الأردنية نجد أن النظام السياسي الحاكم في الأردن وجد الطريقة لتحقيق الاستقرار منذ سنوات وهو ليس بحاجة لأي جهة كي توجهه في إدارة شأن البلاد ، فإلى كل الأردنين يكيفنا هذا التاريخ فخرا كي نقف وقفة إحترام لأنفسنا ولوطننا الكبير الذي أتسع للجميع ، ولم يغادره أحد من أبنائه للخارج مطرودا أو مغضوبا عليه ؟؟
 
 



تعليقات القراء

ash70
حفظ الله الأردن ومليكها ، وأبعد عنها كيد الغادرين ، وسلام لها من ضفتها الغربية التي اشتاقت لضمها في حضنها ، ووطنيو الوحدة من أهلها ينتظرون مقدمها .
07-05-2011 12:47 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات