بعد 61 عاما .. كوبا تعود للأضواء «الساخنة»


جراسا -

يبدو أن رياحا ساخنة بدأت تهب على سواحل البحر الكاريبي، في الفناء الخلفي للولابات المتحدة الأميركية، مع حدث يعيد للذاكرة اشتعال أزمة الصواريخ الكوبية يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول 1962 بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي، إثر اكتشاف الأميركيين نشر صواريخ نووية سوفياتية بشكل سري على الأراضي الكوبية، التي تفصلها مسافة 90 ميلا بحريا عن سواحل فلوريدا الأميركية.

وراقب العالم منذ إعلان هذا الاكتشاف أول مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، التي جعلت العالم يقف 13 يوما على حافة حرب نووية كانت ستعصف بالبشرية وتدفع بالحياة على الأرض نحو المجهول.
والقصة على أول سطر ـ حاليا ـ لتكرار المشهد، مع بداية التحرك الأميركي، الأسبوع الجاري، لمنع اتفاق كوبا على بناء مركز تدريب عسكري صيني في الجزيرة، مما يشكل خطرا قائما يتربص بالأمن القومي الأميركي.

مخاوف أميركية من منشأة تجسس صينية
وكشفت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية، أن كوبا وافقت على السماح للصين ببناء منشأة تجسس في الجزيرة يمكن أن تسمح للصينيين بالتنصت على الاتصالات الإلكترونية عبر جنوب شرق الولايات المتحدة، حسبما قال مصدران مطلعان على المعلومات الاستخباراتية للقناة الفضائية الأميركية.

وقال أحد المصدرين إن الولايات المتحدة علمت بالخطة في الأسابيع الماضية، ومن غير الواضح ما إذا كانت الصين قد بدأت بالفعل في بناء منشأة المراقبة.
والمصدر الثاني المطلع على المعلومات الاستخباراتية قال لشبكة «سي إن إن»، إنه قد تم إبرام صفقة من حيث المبدأ ولكن لم يكن هناك أي تحرك بشأن بناء المنشأة.
قلق واشنطن من وجود القوات الصينية في كوبا
وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أمس الثلاثاء، بأن بكين تخطط لإنشاء منشأة تدريب جديدة في كوبا، لرفع احتمالات وجود القوات الصينية على أعتاب أميركا، لكن إدارة بايدن تسارع لإحباط طموحات الصين في منطقة البحر الكاريبي.

وقالت الصحيفة الأميركية، إن الصين وكوبا تتفاوضان من أجل إنشاء منشأة تدريب عسكري مشتركة جديدة في الجزيرة، مما أثار قلق واشنطن من أنها قد تؤدي إلى تمركز القوات الصينية، إلى جانب أنشطة «عمليات أمنية واستخباراتية» أخرى على بعد 100 ميل فقط من ساحل فلوريدا، وفقا لما أفاد به مسؤولون أميركيون سابقون.

«المشروع 141» الصيني
ونقلت الصحيفة الأميركية، عن مسؤولين أميركيين، إن منشأة عسكرية جديدة يمكن أن توفر للصين منصة إيواء القوات بشكل دائم في الجزيرة وتوسيع نطاق جمع المعلومات الاستخبارية، بما في ذلك التنصت الإلكتروني، ضد الولايات المتحدة.

أما المسألة الأكثر إثارة لقلق الولايات المتحدة، فهي أن المنشأة المخطط لها هي جزء من «المشروع 141» الصيني، وهو مبادرة من «جيش التحرير الشعبي» لتوسيع قاعدته العسكرية العالمية وشبكة الدعم اللوجستي.
وكشفت مصادر البيت الأبيض لوسائل الإعلام الأميركية، أن التواجد الصيني في كوبا كان على طاولة مباحثات وزير الخارجية بلينكن في بكين، ولكنه فشل في تأمين موافقة الصين على الاقتراح الأميركي باستئناف الاتصالات العسكرية لتجنب سوء .التفاهم، كما أثار مخاوف الولايات المتحدة بشأن أنشطة الاستخبارات الصينية في كوبا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات