الكرملين نظام مصمَّم ضد الانقلابات


جراسا -

رغم فشل محاولة العصيان المسلح من جانب يفغيني بريغوجين، مؤسس مجموعة فاغنر، ورغم تراجعه وعودة قواته إلى قواعدها، فإن الدوائر السياسية والعسكرية في الغرب، لا تزال تعيد قراءة ما حدث وتبني تحليلاتها وتوقعاتها على مؤشرات لم تعد خافية عن واقعة «تمرد طباخ الرئيس».
وترى صحيفة صنداي تايمز البريطانية، أنه حتى لو نُزع فتيل هذه الأزمة، بفضل وساطة الرئيس البيلاروسي لوكاشنكو، فإن الضرر قد وقع بالفعل، وعندما يسجل التاريخ عملية سقوط بوتين، فإن لعبة النهاية ستبدأ من هذه الأزمة.

يفغيني بريغوجن مؤسس مجموعة فاغنر يقف مع جنديين - رويترز

وقالت الصحيفة: ما إنْ أثير الحديث عن زحف قوات «فاغنر» تجاه العاصمة موسكو، حتى سارع معلّقون إلى عقد مقارنات بين بريغوجين وۑبينيتو موسوليني، وزحفه إلى روما، على أن بريغوجين ليس في وضع يمكّنه من تحقيق ذلك، فضلًا عن تحقيق انقلاب ناجح، وذلك رغم تشتّت القوات الأمنية الروسية على نطاق واسع.

إن العقبات التي تعترض نجاح مثل هذا التمرد أو الانقلاب هي عقبات صعبة، فنحن إزاء نظام مصمَّم ضد الانقلابات، في ظل العديد من الوكالات الأمنية الروسية التي تراقب ويعارض بعضها بعضًا، فضلًا عن مرابطة وحدات عسكرية نخبوية عديدة على تخوم العاصمة موسكو.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن بوتين مغرم باستدعاء وقائع تاريخية ومطابقتها بالوقائع الجارية، وقد ظهر ذلك جليًّا في تعبيره «طعنة في ظهر بلادنا وشعبنا».. وأراد بوتين عبر ذلك تشبيه بريغوجين بالجنرال لافار كورنيلوف، القائد العام لجيش الإمبراطورية الروسية في الحرب العالمية الأولى، والذي قاد انقلابًا فاشلًا، ما أضعف شوكة الروس في تلك الحرب، تمامًا كما تركت محاولة بريغوجين الانقلابية الفاشلة أثرًا في الحرب ضد أوكرانيا، التي تفيد تقارير أن قواتها تضاعف الجهود لاسترداد مدينة باخموت من أيدي الروس.

ويشير الكاتب البريطاني في صحيفة صنداي تايمز، مارك غاليوتي، إلى أن بريغوجين لم يكن يومًا ضمن بطانة بوتين، لكنه مع ذلك يفعل ما يحتاج الكرملين إليه، من تشكيل الكتائب الإلكترونية التي يُعتقد أنها أثرت في الانتخابات الأميركية عام 2016، إلى تدشين قوات فاغنر شبه العسكرية.

ويضيف أن الرئيس الروسي يواجه أخطر تحدٍّ له منذ 23 عامًا في السلطة، وهذه الأزمة لا تعدّ فقط خيانة شخصية، بل تتعدى ذلك إلى كونها وضعت شرعيته ومصداقيته على المحك.
ركائز نظام بوتين
يرى الكاتب أن نظام بوتين يرتكز على ثلاث ركائز أساسية هي:

شرعيته الشخصية، وسيطرته على جهاز الأمن، وقدرته على حل المشكلات المستعصية. وقد تراجعت هذه القدرة من جانب بوتين، وها هي شرعيته تتلقى ضربة جديدة، في حين أن وحدة وولاء الجهاز الأمني باتا موضع تساؤل.

وتخلص الصحيفة إلى القول بأن بوتين ربما استطاع نزع فتيل هذه الأزمة أو مجابهة التحدي الراهن، ولكنه سيعاني ما قد يصير على المدى البعيد «جُرحًا قاتلًا».



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات