اسمع بالتحول الرقمي كثيرا, هل أستطيع أن اصبح عبدالهادي الرقمي؟ مثلا بدلا من كتابة اسمي على المقال, استطيع أن أكتب (اتش 654) مثلا, والأحزاب من الممكن أن تتحول إلى رقمية.. حزب (522) وحزب (989)...الخ.

التحول الرقمي يعني الإستغناء عن الكثير من الوظائف, يعني أيضا زيادة نسب البطالة.. يعني أيضا زيادة أرباح شركات الإتصالات والبرمجة, يعني أيضا قابلية الإختراق لأنظمة المؤسسات.. يعني أيضا, في حالة انقطاع الكهرباء تتعطل المؤسسات..

يذكرني التحول الرقمي بقصيدة أمل دنقل: (أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. فهل ترى؟ هي أشياء لا تشترى!).. بالمقابل لنعترف أن التحول الرقمي يقضي على الرشوة, لنعترف أنه يزيد سرعة إجراء المعاملات.. ويقضي على البيروقراط المترهل.. ولنعترف أيضا أنه لغة العصر والتعبير عن كفاءة المؤسسات.

التحول الرقمي يحتاج لجيل مؤهل, فحين تتحول المؤسسات إلى هذه الخدمة.. على المؤسسات ذاتها أن تدرك أن من هم في جيلي ولدوا وعاشوا وتربوا على القلم والورقة, تعودوا مراجعة المؤسسات.. تعودوا أن يبحثوا عن معاملاتهم ويستلمونها باليد, وتعودوا أيضا على المعاملة الورقية... هذا يعني أن الإنتقال التدريجي للتحول الرقمي أفضل من الإنتقال المفاجئ, لأنك تحتاج لشعب مؤهل على التعاطي مع التكنولوجيا مع اللاب توب والموبايل والكمبيوتر.

يجب أن لا يكون التحول الرقمي بديلا عن البيروقراط بل رديفا له, فأنت في لحظات الحرب والطوارئ.. في لحظات الهجوم السيبراني, تعود فورا إلى النمط البيروقراطي القديم... لأن التكنولوجيا في مرحلة ما تكون قابلة للإنهيار وهذا ما يحدث يوميا في المؤسسات التي حكمت التقنية في معاملاتها.. حين نرى الحرب السيبرانية بين الصين وأمريكا, ندرك حجم هشاشة وضعف التكنولوجيا ونعود للحديث عن الأمن السيبراني...

في النهاية كل الروايات العظيمة في العالم, كتبت بالقلم وعلى الورق.. كل القصائد الخالدة كتبت بذات الطريقة, وكل القادة العظام.. ولدوا من الأرحام ولم يولدوا من شاشات أجهزة الكمبيوتر، كل نوتات المقطوعات الموسيقية التاريخية كتبت أيضا على الورق..

والأردن حتى الأردن يكون أجمل حين يكتب بدمع العين, لا بخطوط الكمبيوتر.