أشهد امام الله وأمام التاريخ بأنكم يا اهل مخيم البقعة من الرجال الاحرار الذين نصروا الاردن في عز الازمات , فقبل اكثر من 18 عاما كنت موظفاً في احدى مدارس البقعة التي خدمت بها 3 اعوام , كنت خلالها على احتكاك مباشر مع اهل المخيم الطيبين , وفقضيت بينهم فترة اعتز بها ما حييت , وذات مرة حاول البعض الاصطياد في الماء العكر امامي وراهنت عليكم منذ ذلك الحين بأن مخيمكم يعج بالاحرار الصادقين.
وهأنا اقطف ثمن مراهنتي عليكم بعد 18 عاما , حين وقف رجالكم وعشائركم في وجه التكفيريين الذين اختاروا مخيمكم للاعتصام لاهداف في نفس يعقوب , ولكنكم اثبتم بوعيكم وحسكم الوطني ان الاردن ليس للامن فقط ولا للمخابرات فقط , بل لجميع احراره يدافعون عنه بكل الوسائل المتاحة, ووعيكم كان افضل وسيلة متاحة لقتل المؤامرة المدبرة على ارض مخيمكم البطل .
نعم يا احرار مخيم البقعة فقد اثبتم للعالم وللمتربصين بهذا الوطن انكم لستم رخيصون كما اعتقد من اراد تنظيم الاعتصام عندكم تراق دماءكم ولا احد يسأل عنكم , فعشائر الوطن كلها تقف خلفكم , وقد سمعت العشرات من ابناء العشائر يريدون تجهيز انفسهم للذهاب الى مخيم البقعة ليشبكوا اياديهم بأياديكم لمنع المغرضين من الاعتداء عليكم ,ولرسم صورة جميلة من التلاحم والوطنية والتآخي , انتظر المغرضين عكسها حين اختاروا مخيم البقعة مكانا لبث سمومهم بأسم الدين .
شكرا لكم يا رجال مخيم البقعة لأنكم احبطتم بوقفتكم المشرفة اعمال عنف كان التكفيريين يريدونها في مرابعكم , ظناً منهم أنكم لقمة سائغة سريعة الذوبان في بلعوم الخيانة , ولكنني اقول باسم كل احرار الاردن , اننا بتلك الوقفة التي رسمتموها لن نخشى خراطيم الخيانة المملؤوة بالحقد الازلي على اردنكم الغالي , الذي يضاهي بأمنه مليارات الدولارات التي يتباهى البعض علينا بها .
الحمد لله والشكر لكم بعده يا نشامى مخيم البقعة , لانكم ارحتم رجال الامن من المعاناة وارحتم بلدكم الاردن من ان يكون علكة تمضغ في افواه رجال الاعلام في برامج الجزيرة وغيرها ,فما فعلتموه يا رجال مخيم البقعة وسام على صدر كل حر اردني سيذكره التاريخ لكم كلما حاول معتد ان يدوس على كرامة وطنكم .
فعندما اعلن مدير الامن العام انه على استعداد لاستبدال الامن الناعم بالامن الخشن كان يراهن على امثالكم , كما راهن على اهل الزرقاء , ويراهن على اهالي المحافظات الاخرى , فالامن الشامل لم يعد مسئولية رجل الامن وحده , بل بات شراكة مع المواطن , ولعل افضل انواع الامن هو الذي نصنعه بأيدينا من خبز القمح النقي, لذا فاننا نقول الف تحية للاهل في مخيم البقعة الذين قرروا حسب ما افادني صديق في المخيم ان اهله قد قرروا تشكيل فيلق للاطاحة بالتكفيرين إن داسوا ارضه, ليكون درس لكل من تسول له نفسه العبث بأوراق خبيثة عفا عنها الزمن, فعندما اختار التكفيرين البقعة اختاروه لمخطط في اذهان العملاء ولكن هيهات هيهات.
وقفة للتأمل :" لقد علمنا التاريخ درسا واحدا على الاقل , هو ان الفقراء والضعفاء يتعرضون للاستغلال ما لم يكونوا مُنَظمين , ولا يُستثنى من ذلك النظام العالمي الجديد الراهن , فكثيراً ما رأينا فقرنا وضعفنا يُستغلان بأسم مبادئ عظيمة طنانة , فشكراً لاهل مخيم البقعة الاحرار ,لانهم علمونا بوقفتهم البطولية في وجه التكفيريين أن التحرر لا يأتينا معونة من الغرب".
Quraan1964@yahoo.com
*عضو اتحاد الكتّاب والادباء الاردنيين