في اليوم العالمي لحرية الصحافة .. 3 تحديات تواجه مستقبل المهنة


جراسا -

يحتفل العالم اليوم باﻟذﻛرى الثلاثين لليوم العالمي لحرية الصحافة، حيث ﻣرت 3 ﻋﻘود من التقدم ﻓﻲ مجال تمكين الصحافة الحرة وﺣرﯾﺔ التعبير ﻓﻲ جميع أنحاء اﻟﻌﺎﻟم بعد إعلانه في عام 1993.
ورغم ذلك تتعرض ﺣرﯾﺔ الصحافة وﺳﻼﻣﺔ الصحفيين وﺣرﯾﺔ التعبير للهجوم بشكل متزايد في العديد من دول العالم، كما يتعرض الصحفيون لمتاعب المهنة من تحديات ومخاطر جسدية ونفسية.

وأكدت منظمة اليونسكو، في تقرير لها، أنه رغم الجهود المتزايدة التي تُبذل على الصعيد العالمي، لا تزال مهنة الصحافة محفوفة بالمخاطر.

وقد ألقت السنوات الأخيرة الضوء على كلٍ من الدور الحيوي الذي يضطلع به الصحفيون في الحفاظ على التدفق الحر للمعلومات وعلى المخاطر الكبرى (القديمة والجديدة) التي تعترضهم. وفي جميع أنحاء العالم، يتعرّض الصحفيون للموت أو التحرش أو السَجن أو العنف لمجرد قيامهم بعملهم.

وكشف التقرير أنه من أصل كل 10 حالات قتل للصحفيين، تبقى 9 حالات غير محسومة قضائيًا، مؤكدا أن التهديدات الأخرى الموجّهة للصحفيين، سواء على شبكة الإنترنت أو خارجها، تزداد يوما بعد بوم.

فقد بلغت حالات سَجن الصحفيين مستويات غير مسبوقة، فيما حفّز العنف والتحرش على الإنترنت الصحفيين على اتباع نهج الرقابة الذاتية، وفي بعض الحالات الهجمات البدنية.







حرية الصحافة

وفي تقرير منفصل، أكدت اليونسكو تراجع حرية الصحافة بشكل ملحوظ خلال السنوات الخمس الماضية، حيث شهد حوالي 85% من سكان العالم تراجعًا في حرية الصحافة في بلادهم. وقالت دراسة أجراها “معهد أصناف الديمقراطية”، أنه تمّ استخدام إجراءات مكافحة فيروس كورونا لتبرير الانتهاكات الكبيرة المرتكبة بحق حرية الصحافة في 96 بلدًا من أصل 144 بلدًا، وإضافة إلى ذلك، ووفقًا لبيانات اليونسكو، لا يزال هناك 160 بلدًا على الأقل يملك قوانين للتشهير الجنائي. وقد تمّ اعتماد أو تعديل 57 قانونًا ولائحة على الأقل في 44 دولة منذ العام 2016، وهي تحتوي على عبارات مبهمة للغاية أو عقوبات غير متناسبة تهدد حرية التعبير وحرية الصحافة.

ضحايا المهنة

وأكدت منظمة “مراسلون بلا حدود” مقتل 1668 صحفياً خلال العقدين الماضيين في العالم، وتحديدا بين عامي 2003 و2022، أي بمعدل 80 صحفياً سنوياً.

وأضافت أن العراق وسوريا تحتلان المراتب الأولى في قائمة أخطر الدول لهذه المهنة.

وأوضح التقرير أنه بمقتل ما مجموعه 578 صحفياً خلال 20 عاماً، سُجّل في هاتين الدولتين اللتين تشهدان نزاعاً وحدهما سقوط أكثر من ثلث المراسلين الذين قتلوا”.

ويشكل الرجال أكثر من 95% من هؤلاء القتلى. وخلال العقدين الماضيين، تعود “أحلك الأعوام”، حسب التقرير، إلى عامي 2012 و2013، إذ “قتل 144 و142 صحفياً على التوالي، لا سيما بسبب الصراع في سوريا”.

وتعتبر أوكرانيا من الدول الأكثر خطرا على مهنة الصحافة، ووفقا لأحدث بيانات صادرة عن الأمم المتحدة، تم التأكد من مقتل 7 صحفيين في الحرب الأوكرانية، منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير، وكان عام 2014 آخر لحظة شهدت مقتل عدد كبير من الإعلاميين في أوكرانيا، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم.





انكماش سوق الصحافة

تحد آخر يواجه الصحافة حول العالم، وبخاصة الصحافة الورقية، حيث شهد هذا القطاع انكماشاً كبيراً خلال السنوات الأخيرة.

فيومًا بعد يوم، تضطر كبرى وسائل الإعلام العالمية إلى التفكير في سبل جديدة ومبتكرة لخفض التكاليف، فى إطار التحديات التى تواجه الصحافة المطبوعة بعد تراجع عائدات الإعلانات فى مختلف أنحاء العالم لصالح الصحافة الرقمية.

وعلى سبيل المثال، نجد أنه منذ عام 2005، وحتى عام 2021، أغلقت 2200 صحيفة مطبوعة في الولايات المتحدة أبوابها، وانخفضت أعداد الصحفيين العاملين في الصحف المطبوعة الأمريكية إلى النصف تقريباً، كما تبحث العديد من المؤسسات الصحفية التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة عن مشترين.



أنطونيو غوتيريش

تحذير الأمم المتحدة

ومن جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إلى ضرورة أن تتوقف التهديدات والاعتداءات ضد الصحفيين واحتجازهم وسجنهم بسبب قيامهم بعملهم، مؤكدا أن العالم يقف إلى جانب الصحفيين في سعيهم إلى الدفاع عن الحقيقة.

وحذر أنطونيو غوتيريش من أن الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام يُستهدَفون بصورة مباشرة أثناء قيامهم بعملهم الحيوي، سواء أكان ذلك على الإنترنت أم خارج نطاقها.

وقال: “لقد غدا تعرضهم للمضايقة والترهيب والاحتجاز والسجن أمورا اعتيادية”.

وأضاف قائلا: “قتل ما لا يقل عن 67 من العاملين في مجال الإعلام في عام 2022 – وهي زيادة مدهشة بنسبة 50 في المائة عن العام الذي سبقه. وتعرض ما يقرب من ثلاثة أرباع الصحفيات للعنف على الإنترنت، وتعرضت واحدة من كل أربع صحفيات للتهديد الجسدي”.

وقال غوتيريش إن الأمم المتحدة وضعت قبل 10 سنوات خطة عمل بشأن سلامة الصحفيين الهدف منها هو حماية العاملين في وسائل الإعلام ووضع حد للإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحقهم، داعيا العالم- بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة وفي كل المناسبات التي يحل فيها- إلى أن يتحدث بصوت واحد للتصدي لتلك الجرائم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات