إنقاذ الأردن …نداء إلى الملك وشرفاء ورجالات الأردن !؟


اليوم ، في الأردن ، هناك حقيقة لايمكن أن ينكرها أي متابع أو مراقب للشأن الداخلي الأردني ، وهذه الحقيقة تتمثل بحالة غير طبيعية من سياسات افقار وتجويع ممنهجة فرضت على المواطن العربي الأردني ،بعد بيع جزء كبير من مقدرات وثروات الداخل الأردني "فوق الأرض وتحت الأرض " ، ومن باب انهاك الشعب العربي الأردني ، واليوم بات هناك حقيقة واضحة ومضمونها أن على الشعب أن يتحمل مديونية كبيرة قاربت أو تجاوزت حاجز الـ 50 مليار دولار ،والتي لايعلم عنها غالبية الشعب "من أين جاءت؟ وكيف جاءت؟ وأين صرفت؟! "،ويتحمّل عبئها الآن مليون ويزيد من الشباب العاطلين عن العمل أو يعملون بأجورٍ زهيدة جدّاً، يتحملُ أعباءها شعبٌ يرزح ليل نهار تحت ظلم التجويع الممنهج الذي فرضتهُ سياسة الإفساد والفساد في الداخل الأردني.




وهنا وعند الحديث عن ملفات وتعقيدات الداخل الأردني، فهذه التعقيدات لايمكن أن تحل بتغيير حكومة وبمجيء حكومة تحمل نفس نهجها ، أوبحوارات ولقاءات"عقيمة – هدفها أشباع الإعلام بالصور فقط لاغير" ،ولابقرارات تتعلق بالديمقراطية وحكومات الأحزاب،فتعقيدات الداخل الأردني ،تتعلق بمجموعة ملفات داخلية ، "فقر، بطالة، فساد، غياب لكل مفاهيم العدالة، توريث مناصب، تجويع وإفقار ممنهج و…ألخ، «فهذه سياسة ممنهجة تفرض على الأردنيين؟؟!!!… ، فأزمات الأردن وشعبه اليوم، دخلت ببداية نفقٍ مظلم، ولا نعرف ما النهاية المأساوية التي سيوصلنا إليها هذا النفق، فاليوم لم تعد تُجدي سياسة تكميم الأفواه بالأردن، ولا ممارسة الترهيب والتخويف الأمني، أو سياسة إرضاء «س» وحرمان «ص».. هذه السياسات بمجموعها لم تعد تُجدي، فاليوم تراكم هذه الأزمات بدأ يمسُ هوية الوطن الأردني، وبدأ يمسُ بُنية المجتمع وهيكلية المفاهيم الوطنية الثابتة، ولهذا فإن الصمت على هذه الممارسات كلّها في هذه المرحلة، هو خطيئةٌ وخطيئة كبرى بحقّ الأردن.






ونحن هنا عندما نتحدث عن الفساد ،فنحن هنا نتحدث عن لوبيات" اقتصادية – سياسية - إعلامية " تشكلت بالعقود الثلاثة الأخيرة وبدعم وتوجيه خارجي وانخرطت بمجموعها بسياق مشروع مركب الأهداف والعناوين "هدفه تفكيك بنية الأردن بكل مفاصله "الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية والاخلاقية ... تمهيداً لأنهاك الأردن خدمة لمشروع صهيو - أمريكي كبير يرسم للمنطقة بمجموعها "،وتمددت أذرعها بكافة مفاصل الدولة الأردنية "واستطاعت بمرحلة ما ،الاطباق شبه الكامل على كل مفاصل القرار الأردني "الداخلي والخارجي ".





وهنا يتحتم علينا أن نتحدث بالحقيقة المرة والمؤلمة ،وهي أن هذه اللوبيات قد نجحت إلى حد كبير بمشروعها داخل الأردن ، فـ اليوم الشعب العربي الأردني بدأ يعيشُ حالة من الاغتراب في وطنه الأم، وذلك نتيجةً لارتباطه بمتغيرات وإفرازات الواقع الذي يعيش فيه، وكل ذلك بسبب سياسات الإفساد والفساد،ولقد أفرزت قضايا الفساد والإفساد ظواهر خطيرة في صفوف فئات عدّة من المجتمع الأردني، وهنا تبرز ظاهرة الإحباط والقبول به لدى الشباب، وهي أخطر ما يمكن أن يواجههُ المجتمع، نتيجة إفرازات الواقع المعيشي وتراكم الكبت الذي أصبح مركباً ومعقداً للغاية في ظل انخفاض العامل الديني الذي يعملُ على تحصين المجتمع، ويحوّله لقوّة ممانعة ترفض الفشل.

ختاماً، ونحن هنا نناشد الملك تحديداً ، ومن مازلنا نراهن على وطنيتهم وحكمتهم وعقلانيتهم من رجالات الوطن الأوفياء وهم كثر وتم تهميش دورهم ، وكانوا في مرحلة ما صمام أمان للأردن وللنظام الأردني أن يدركوا بشكلٍ كامل، أن الدولة الأردنية، تعيشُ اليوم بكلّ مكوناتها وضعاً خطيراً جدّاً وبظواهر لا يمكن أن يُسكت عنها، لأن السكوت عنها بهذه المرحلة، خطيئةٌ وجريمةٌ كبرى لا تغتفر بحقّ الأردن وشبابه ومجتمعه وأرضه ومستقبله وهويته، ولهذا بات لزاماً على الجميع ،ان يتحركوا لأنقاذ ما يمكن أنقاذه ،وتصحيح ما يمكن تصحيحه ،وما يصلح لليوم قد لا يصلح للغد.


*كاتب وناشط سياسي- الأردن.

hesham.habeshan@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات