أمير حرب بوتين يخطط للاستيلاء على السلطة؟


جراسا -

يختار القائد السابق في مرتزقة "فاغنر" مارات غابيدولين المكان الذي يجلس فيه بعناية، ويستقر على أريكة واضعاً المخرج الأقرب نصب عينيه. ويتحرك بؤبؤا عينيه الداكنان باستمرار وهو يتذكر ماضيه.

وقبل الوصول إلى الريفييرا الفرنسية، حيث يسعى إلى الحصول على لجوء، كان غابيدولين اليد اليمنى لمؤسس "فاغنر" يفغيني بريغوزين، وهو أمير الحرب الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال غابيدولين، الذي عمل لصالح "فاغنر" في سان بطرسبرغ بعد قتاله في سوريا، حيث اتُهمت بارتكاب الفظائع، كجزء من دعم الكرملين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، إن بريغوزين رجل في غاية الخطورة، ولا يجب الاستهانة به، مشيراً إلى أنه عديم الرحمة، ويتمتع بذكاء خارق.
ونسبت صحيفة "التايمز" البريطانية إلى غابيدولين قوله إن بوتين يستدعي بريغوزين بانتظام لإجراء محادثات خاصة، ويسعى الأخير إلى بناء قاعدة قوات خاصة في السياسة.

وكجندي مظلي سابق، لم يتمكن غابيدولين من الانضمام إلى الجيش الروسي بسبب سجله الإجرامي. وقبل قبوله في المرتزقة، كان عليه أن يجتاز اختباراً روتينياً لكشف الكذب.

وأضاف المقاتل، الذي فر من المجموعة عام 2019، أن بريغوزين سيرضى بأن يبقى "كلب حراسة" لدى بوتين، ولن يخطط لخلافته. وأكد أن الرئيس الروسي لن يتردد في تدمير "فاغنر"، ما أن يشعر أنها قد تشكل تهديداً له.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان بريغوزين قد يحل مكان بوتين، قال غابيدولين: "لن يتمكن من تولي السلطة لأنه لا يملك القاعدة التي يحتاج إليها للقيام بذلك. لذا، فهو يسعى جاهداً إلى إنشاء اتحاد سياسي، وربما يحاول أخذ مكان زعيم الحزب الليبرالي الديموقراطي المتطرف الراحل فلاديمير جيرينوفسكي.

والواقع أن جيرينوفسكي، الذي توقع غزو أوكرانيا في نيسان (أبريل)، توفي عن عمر يناهز 75 سنة. وكان قد وصف بأنه "ترامب روسيا".

ورغم المشاورات الدائمة بين بوتين وبريغوزين، تحدث غابيدولين عن ثقة محدودة بين الرجلين.

وشبه "فاغنر" بالشرطة السرية، التي أقيمت في عهد "إيفان الرهيب" الذي حكم روسيا عام 1547، وقمعت المعارضة من خلال الترهيب والضرب والإعدام وغيرها من وسائل الوحشية.

وقال غابيدولين إن بوتين يستفيد من عقلية الشعب الروسي، معتبراً أنه "لا يتعلم من تاريخه".

وظهرت قسوة بريغوزين مؤخراً عندما ابتهج في مقطع فيديو يصور قتل العنصر في المجموعة يفغيني نوزين، الذي انشق إلى أوكرانيا، بواسطة مطرقة.

وقال غابيدولين إن فرحة بريغوزين الواضحة بالقتل كانت محاولة لتوسيع سلطته، وإظهار أن لدى المجموعة قوانين خاصة أعلى من أي قوانين أخرى، فضلاً عن توجيه رسالة إلى جميع الخونة.

ورغم الفظاعة المزعومة في سوريا وإفريقيا، ذكر غابيدولين أن المرتزقة صارت اليوم أكثر خروجاً عن القانون، مع استمرار القتال في أوكرانيا.

ويتلقى المجند في التدريب 1000 جنيه إسترليني شهرياً، والمشارك في منطقة الحرب 2000 جنيه إسترليني، فيما يتقاضى الضباط رواتب أعلى. وتقابل المهام الناجحة مثل الاستيلاء على تدمر من تنظيم "داعش" على مكافأة قدرها 9000 جنيه إسترليني للفرد، وتصل إلى 25000 جنيه إسترليني للقادة. وتسدد المجموعة تعويضات عن الإصابات وحالات الوفاة.

ويزعم غابيدولين أن "فاغنر" تجند السجناء للمشاركة في الحرب على أوكرانيا، في وقت تولي مهمات طويلة الأمد لأفضل رجالها.

ونُشرت مذكرات غابيدولين في روسيا لتصل إلى ناشر فرنسي، وتناولت بريغوزين عن قرب، عندما كان مساعداً في المكتب الرئيسي لمجموعة "فاغنر" في سان بطرسبرغ عام 2017. وذكرت إن رئيس "فاغنر" يزعم أنه دائماً على حق، ولا يمكن الاعتراض على قراراته، مشيراً إلى الخوف السائد داخل المجموعة.

ويشعر غابيدولين بأنه مستهدف، ليس بسبب محتوى مذكراته، بل بسبب الموقف الذي يتخذه للتحذير من مخاطر المجموعة على المجتمع الروسي.
وخلص إلى أن استخدام المرتزقة في أوكرانيا هو علامة على فشل روسيا ومؤسساتها، وإشارة إلى أن قواتها العسكرية لم تكن جاهزة للحرب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات