«المثلية الجنسية» على خط المواجهة بين روسيا والغرب !!


جراسا -

تصدر «مجتمع الميم»، والموقف من «المثلية الجنسية»، واجهة الصراع بين روسيا الاتحادية والاتحاد الأوروبي، واشتعلت المواجهة بالاتهامات والانتقادات الساخنة المتبادلة، عقب تصويت برلمان روسيا الاتحادية (الدوما) بالإجماع على قانون يحظر الترويج لـ «مجتمع الميم» في روسيا.. ليثير القرار الأخلاقي غضب الغرب، ويعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه لاعتماد روسيا قانونا يحظر الترويج للمثليين !!

روسيا تحظر الترويج لـ «المثلية الجنسية»
كان مجلس «الدوما» الروسي، أقر الخميس الماضي ـ 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري ـ بالقراءة الثالثة مشروع قانون يحظر الترويج لـ «مجتمع الميم» في روسيا، ويغلّظ عقوبة التحرش الجنسي بالقصّر.. ويجرم القانون الجديد الدعاية والإعلام والموارد الإلكترونية والكتب والأفلام والإنتاج المسرحي الذي يعتبر حاويا على مثل هذه «الدعاية»

وتجلب الانتهاكات عقوبة الغرامة التي تتراوح بين 100 ألف إلى مليوني روبل (1660 إلى 33 ألف دولار) وفي بعض المخالفات، قد يواجه الأجانب عقوبة السجن 15 يوما قبل ترحيلهم.

«المثلية الجنسية» في قائمة الممنوعات للأطفال
وتعد موافقة الخميس تمهيدا لتمرير القانون بسهولة إلى الغرفة العليا للبرلمان ومنها إلى الرئيس فلاديمير بوتين لتصبح قانونا يحظر الدعاية للمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسية، وإعادة تحديد الجنس في الإعلانات والكتب والأفلام ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى تضمين هذه المعلومات في قائمة الممنوعات للأطفال.

الاتحاد الأوروبي ينتقد روسيا ويهاجم قانونا يحظر الترويج للمثليين
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه على خلفية اعتماد مجلس الدوما الروسي، قانونا يحظر الترويج للمثليين ومزدوجي الميول الجنسية ومغايري الهوية الجنسية..وقالت دائرة العمل الخارجي الأوروبي في بيان: «يتضامن الاتحاد الأوروبي مع المواطنين الروس المحرومين من حقوقهم الإنسانية».

وحذر الاتحاد الأوروبي، من أن اعتماد مثل هذه القوانين يساهم في «التحريض على رهاب المثلية الجنسية وتعزيز قمع الخطاب النقدي والبديل» !!

كندا تهاجم روسيا
وبادرت كندا بتوجيه اتهامات «حادة» لروسيا، وحذرت من أن القانون الروسي يمثل انتهاكا لحقوق الإنسان، ويعد صورة من صور التسلط والعنف الرسمي..وترى الدوائر السياسية في موسكو ان مواقف الغرب فتحت جبهة معادية لروسيا إلى جانب «جبهة أوكرانيا» بالدفاع عن «السقوط الأخلاقي» والميول الجنسية الشاذة!

ومن جهة أخرى أكدت السفارة الروسية لدى أوتاوا، أن السلطات الكندية تخلط بين مفهومي الميول الجنسية الفردية وحقوق الإنسان، وتحاول تشويه صورة روسيا، لتبنيها قانون حظر الدعاية للمثلية الجنسية.
خلط متعمد بين الشذوذ الجنسي وحقوق الإنسان
وأشارت السفارة إلى البيان الذي نشرته وزارة الخارجية الكندية عبر موقعها الإلكتروني حول تبني روسيا لقانون حظر الدعاية للمثلية الجنسية، موضحة «أن كندا وعددا من الدول الأخرى التي تدعم الأجندة النيوليبرالية تشوه صورة القيم والمبادئ الإنسانية التقليدية، وتخلط عمدا بين مفاهيم الميل الجنسي الفردي و حقوق الإنسان العالمية».

خلط السياسة بالشذوذ الجنسي !
وأكدت السفارة الروسية لدى كندا، أن الترويج للعلاقات غير التقليدية، تنتهك حقوق المواطنين الروس الذين يريدون حماية أنفسهم وأطفالهم من فرض مبادئ غريبة دخيلة على قيمهم الروحية والأخلاقية، مشيرة إلى أن التفضيلات الفردية للمواطنين البالغين وعلاقاتهم الشخصية ليست مسألة سياسة، فعلى أي أساس يتم اقحامها في السياسات الدولية، وفرضها على الآخرين.

وأوضح البيان أن روسيا لا تتدخل في السياسة الكندية المحلية، كونها من اختصاص السلطات الكندية والشعب الكندي، ونأمل أن تحترم السلطات الكندية القوانين الروسية، وإرادة المواطنين الروس في الحفاظ على قيمهم التقليدية وتعزيزها والتعبير عنها.

بوتين ينتقد التعددية الجنسية لدى الغرب.. لا يعرفون ما هي «الأم»
ومن جانبه.. انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التعددية الجنسية لدى المجتمعات الغربية، مشيرا الى أنهم لا يعرفون حتى ما هي «الأم»، إنهم يعتبروها «الوالد رقم 1 أو رقم 2».. وأشار إلى حقيقة أنه «في كثير من الأماكن في الغرب لا يعرفون حتى ما هي «الأم»، ويتم تحديد الجنس هناك بالعشرات. ما نوع التحولات الموجودة هناك، حتى أنني لا أفهم ما الذي يتحدثون عنه، هذه ليست ثقافتنا على الإطلاق، إنها رمز مختلف تماما من نوع ما».

وقال بوتين، إن الناس في روسيا يعيشون وفقا لقيم مشتركة، وهذا متأصل في شعوب روسيا الاتحادية.
وأضاف بوتين: بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، بدا للكثيرين منا أن حياة جميلة ستبدأ الآن، وغدا سنعيش مثل باريس أو مكان آخر، على الرغم من أنه اتضح الآن أن الكثيرين لا يريدون العيش في باريس، في الحقيقة هناك ثقافة غريبة ومختلفة.

الحرب على قطر
كانت وسائل الإعلام الغربية قد شنت هجوما على قطر لحظرها شعارات المثليين في مونديال قطر 2022 وتمت ممارسة ضغوط غربية دفاعا عن «الشذوذ الجنسي»، ولكن قطر أصرت على موقفها استنادا إلى مقدسات أخلاقية يؤمن بها العرب والمسلمون.. وقبل ساعات، قال الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»: إنه لن يتم إيقاف المشجعين الذين يعرضون ألوان قوس قزح «الداعمة للمثلية» من قبل موظفي الأمن في مونديال قطر.

وكان عدد من الدول والسياسيين، وكذلك اتحادات رياضية أوروبية، انتقدوا بشدة الحظر، الذي هددت خلاله الفيفا، الدول المنتهكة للحظر بعقوبات رياضية.
ولوح الاتحاد الدولي للعبة سابقا، بفرض عقوبات صارمة على اللاعبين في حال خرقهم للوائحه، بارتداء الشارة المصممة للتعبير عن التضامن مع الأشخاص المثليين جنسيا، في نهائيات كأس العالم في قطر.

وبحسب ما قالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، ، فقد أبلغت الفيفا اتحادات كرة القدم أن شعار «حب واحد» الملون بألوان قوس قزح الخاص بالمثلية الجنسية لن يتم حظره في الملاعب خلال ما تبقى من مونديال قطر 2022، مشيرة أن الفيفا تلقى ضمانات من الحكومة القطرية بهذا الخصوص.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات