جراسا -

ي ظل انقسام حاد بين الأمريكيين، تجرى اليوم انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، والتي تتسم بأهمية كبرى، لكونها تشكل استفتاءً على سياسات الرئيس جو بايدن.. وفي حقيقة الأمر فإن لتلك الانتخابات تأثيرات كبيرة في مسار السلطة الأمريكية وقراراتها المستقبلية، حيث يتنافس المرشحون من الحزبين الكبيرين (الديمقراطي والجمهوري) على كل مقاعد أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435 نائبا، ونحو ثلث أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 100، وحكام 36 ولاية من أصل 50.

ومن المقرر أن تحدد انتخابات التجديد النصفي، الحزب المسيطر على الكونجرس: هل يكون الحزب الديمقراطي الحاكم أم الحزب الجمهوري الذي يجلس في مقاعد المعارضة.


وعلى الرغم من أن الديمقراطيين يسيطرون في الوقت الراهن على مجلسي الشيوخ والنواب، إلا أنهم مهددون بفقد الأغلبية في مجلس النواب. كما أنهم يصارعون بكل قوة من أجل الحفاظ على الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، وفقا لنتائج أحدث استطلاعات الرأي لانتخابات التجديد النصفي.

وبينما اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الديمقراطي الأسبق، باراك أوباما، أن الانتخابات معركة من أجل الديمقراطية.. يرى الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب، أن أمن وسلامة البلاد على المحك.
وحذر بايدن جمهور الناخبين من أن الفشل في استعادة الديمقراطيين الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب قد يؤدي إلى فرض قيود صارمة على الحق في الإجهاض وخفض الإنفاق على الرعاية الصحية.. وقال ترامب لجمهور الناخبين: إذا أردتم الأمن والسلامة لأسركم، فعليكم توجيه كل صوت إلى الإطاحة بالديمقراطيين من مناصبهم..وإذا أردتم اضمحلال وسقوط الولايات المتحدة، فعليكم التصويت لصالح الديمقراطيين الأصوليين. أما إذا أردتم وقف الدمار الذي تتعرض له البلاد، فعليكم التصويت لصالح الجمهوريين في موجة حمراء عملاقة.




اختبار مهم للمستقبل السياسي للرئيس بايدن وترامب
ويؤكد مراقبون ومحللون في واشنطن، أن هذه الانتخابات التي تنظم قبل عامين على الانتخابات الرئاسية، ستتحول في الواقع إلى استفتاء على أداء الرئيس الأمريكي جو بايدن.. وخلال أكثر من 160 عاماً، نادراً ما أفلت حزب الرئيس من هذا التصويت العقابي..كما أن هذا الاقتراع يحمل اختباراً مهماً بالنسبة للمستقبل السياسي لدونالد ترامب، الذي ألقى بنفسه في الحملة الانتخابية عبر تنظيم الكثير من التجمعات في أنحاء البلاد.
وبالنسبة لهذين الرجلين اللذين يتطلعان إلى الترشح لانتخابات عام 2024، يمكن لنتيجة «الانتخابات النصفية» أن تنذر بإعادة مشهد الانتخابات الرئاسية التي جرت سنة 2020.

وأظهر استطلاع لـ «إبسوس»، انخفاض شعبية الرئيس بايدن إلى 39%. ووفق استطلاعات الرأي الأخيرة، فإن المعارضة الجمهورية تملك فرصة في الفوز بعشرة أو 25 مقعداً إضافياً في مجلس النواب، وهي أكثر من كافية لتحصل على الغالبية..وفيما لا تزال الاستطلاعات أكثر غموضاً في ما يتعلق بمجلس الشيوخ، يبدو أن الجمهوريين سيحققون تقدماً هناك أيضاً.

ولايات متأرجحة.. لمن تذهب الأصوات في انتخابات الكونجرس؟


وأصبح الحديث داخل واشنطن، عن الولايات المتأرجحة (6 ولايات) وهي : أريزونا، وجورجيا، وميتشيغان، وبنسلفانيا، وويسكونسن، ونيفادا، والتي ستحدد السيطرة على مجلس الشيوخ ومجلس النواب وحكومات الولايات.. وبالتالي فإن ما يحدث في تلك الولايات سيؤثر على قضايا مثل حقوق الإجهاض والسياسة الخارجية والتعليم وأزمة المناخ.

وبينما جرى تصنيف 20 مقعدا في انتخابات الكونجرس على أنها تتأرجح بين مرشحي الحزبين في انتظار الحسم بصناديق الاقتراع. ويرى مراقبون لأجواء انتخابات التجديد النصفي، أن هناك 28 جمهوريا من المتوقع أن يعودوا إلى مجلس النواب الأمريكي، علما بأن الحزب الجمهوري يحتاج إلى 5 أعضاء فقط لنيل الأغلبية في المجلس.