هل يستخدم إيلون ماسك «سلاح تويتر» للسيطرة على أمريكا؟


جراسا -

لطالما كانت وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي ساحة تنافس قوي بين اليمين واليسار في الولايات المتحدة، وعادة ما كانت الغلبة لمن يسيطر على هذه المنصات.

من هنا جاءت حالة الجدل داخل الولايات المتحدة وحتى عالميا، عقب استحواذ الملياردير إيلون ماسك على موقع «تويتر» الذي يوصف بأنه موقع الصحافة الشعبية الأكبر في العالم بأرقام تجاوزت مليارا و300 مليون مستخدم.

وتصاعد الجدل أكثر فأكثر بعد إقدام ماسك على حل مجلس إدارة تويتر، ليصبح المدير الوحيد للشركة فيما وصف بأنه بداية لتغيير السياسات، كل ذلك قبيل انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس وقبل الانتخابات الرئاسية في 2024، ما أثار قلق الديمقراطيين، بسبب تراجع شعبية جو بايدن حاليا.

فماسك هو ذاك الرجل، الذي ينتقد بايدن ليل نهار، ويعلن دائما أنه يخطط للتصويت لرئيس جمهوري عام 2024، كما أنه معروف بميله للرئيس السابق دونالد ترامب، وكان قد أعرب عن رغبته في إعادة حساب ترمب العازم على خوض الانتخابات المقبلة.

لكن صفقة تويتر ليست وحدها مبعث القلق، فالتأثير الجيوسياسي للملياردير ماسك يتنامى بسرعة مخيفة، فالرجل بات يملك شركات «تسلا» و«سبيس إكس» و«بورينج» و«نيورا لينك» و«أوبن أيه آي» ولديه مصالح داخل دول تعتبرها الولايات المتحدة تهديدا.

فمثلا، أزمة الصين وتايوان شكلت مخاطر جمة على أعمال ماسك، لأن شنجهاي الصينية بها منشأة تنتج نحو 50% من سيارات تسلا، وهي ثروة لا يمكن لرجل الأعمال الأمريكي التضحية بها، لذلك تتحدث وسائل إعلام أمريكية عن صعوبة فصل آراء ماسك عن مصالحه التجارية، و تصفه صحيفة «نيويورك تايمز» بأنه ممثل فوضوي جديد على مسرح السياسة العالمية.


ديكتاتورية تويتر

قال جبريال صوما، عضو الهيئة الاستشارية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إن تويتر خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة كان أشبه بديكتاتورية منها ديمقراطية أمريكية.

وأضاف في مداخلة هاتفية من نيوجيرسي لبرنامج «مدار الغد» أن «رئيس الولايات المتحدة أُلغي حسابه على مدى الحياة، حتى في أصعب الحالات بالولايات المتحدة، بإمكانك أن تلجأ للقضاء، لكن وجدنا أن هناك أعدادا كبيرة، خصوصا من الحزب الجمهوري، قررت إدارة تويتر منعهم من استعمال الموقع، وهذا كان السبب الرئيسي الذى دفع إيلون ماسك أن يشتريها، وقرر إعادة الديمقراطية الفكرية إلى الولايات المتحدة».

وتابع: «الديمقراطيون هم الذين كانوا يؤمنون التغطية لتويتر وفيسبوك لنشر ما يراد نشره حتى لو لم يكن صحيحا، فابن جو بايدن متهم باستغلال وضع والده حينما كان نائبا للرئيس باراك أوباما، وقام بعمليات تجارية مع الصين وموسكو وأوكرانيا وعدد آخر من الدول، FBI تدخل وطلب من تويتر وفيسبوك ألا يشيروا إلى هذا الأمر لأنها خطة روسية لإفشال بايدن، لكنها لم تكن كذلك، وإنما كانت خطة لمنع نجاح ترامب في الانتخابات وهذا ما حصل».


محاولات لاستقطاب الاهتمام

قال الكاتب والباحث السياسي، أندريه أنتيكون، إنه يعتقد أن من ساهم في فشل الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة هو بايدن نفسه والحزب الديمقراطي، بسبب السياسية التي أدت إلى ارتفاع أسعار البنزين والمشاكل الداخلية الكبيرة.

وأضاف في مداخلة هاتفية من موسكو لبرنامج «مدار الغد» أنه «إذا ما عدنا إلى الأزمة الأوكرانية، فإن الناخبين في الولايات المتحدة يتساءلون لماذا تقدم أمريكا عشرات المليارات من الدولارات بدون أي نتيجة، إذ إن روسيا صامدة بل وتتقدم».

وفيما يتعلق بوصول الجمهوريين إلى السلطة، قال: «أود أن أذكر أن دونالد ترامب عندما كان رئيسا للولايات المتحدة، لم يكن في الإعلام ما يسمى الأزمة الأوكرانية، لأن أمريكا أغلقت عينيها عن هذه الأزمة، وكان هناك هدوء نسبي في الجبهات، لكن عندما وصل بايدن إلى السلطة، لم يمض سوى أسبوعين أو 3 أسابيع وكان هناك تصعيد في الجبهات، ومع مرور الزمن شاهدنا مزيدا من التصعيد، حتى أجبرت روسيا لبدء عمليتها العسكرية».

وعن رأيه فيما عرضه إيلون ماسك على تويتر، حين قال إنه يدعو العالم إلى الاعتراف بضم روسيا للقرم، قال: «ماسك هو رجل الأعمال، ويحاول أن يستقطب الاهتمام إلى شخصيته وإلى تويتر، لكنه ليس صاحب قرار، نحن في روسيا نهتم بأعماله، ونعلم أنه شخصية بارزة».

وأضاف: «ماسك إن كان يريد أن يقوم بخطوة سياسية، فمن الممكن أن يقتح حسابا جديدا لترامب، هذا سيكون أمرا مسيسا، لكن حاليا نحن نتحدث عن الصفقة التجارية، وكل التصريحات بخصوص القرم والأزمة الأوكرانية هي محاولات لاستقطاب الاهتمام فقط، خصوصا في ظل وجود ترامب بالبيت الأبيض، وفي ظل سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس الأمريكي».


هل يميل إيلون ماسك إلى الجمهوريين؟

رد الخبير الاستراتيجي الديمقراطي، مايكل سيكستون، على سؤال عما إذا كان الجمهوريون سيحظون بمكاسب بعد استحواذ إيلون ماسك على تويتر، فقال إن «أعتقد أن من المهم جدا أن نأخذ بالاعتبار أن الجمهوريين والديمقراطيين في الولايات المتحدة منقسمون، أعتقد أن تويتر يمكن أن يلعب دورا كبيرا في دعم الجمهورين، طالما أن هناك ميولا من تجاه ماسك لدعم الجمهوريين»

وبسؤاله عما إذا كان إيلون ماسك جمهوري الهوى من الناحية السياسية، قال: «يبدو ذلك، من الصعب أن أجزم بذلك، لكن الأمر يبدو كذلك، ويبدو أن ماسك يميل إلى الجمهوريين بشكل أكبر، وهناك حساسية كبيرة من هذا الأمر»، مضيفا: «يمكننا أن نبالغ في القول إن قلنا أنه جمهوري الهوى، لكننا لسنا متأكدين، وعلينا أن نتنبأ بالكثير من الأمور، فهناك بعض التغريدات التي أطلقها يمكن أن تشير إلى ذلك، وهناك تغريدات أخرى أبعدته عن هذا الموقف بكثير، لذلك فإن الحوار السياسي سوف يظهر أكثر هويته الحقيقية».


هل يخفف تويتر القيود على خطابات الكراهية والعنصرية؟

في الجزء الثاني من حلقة اليوم، يطرح برنامج «مدار الغد» سؤالا عما إذا كان تويتر سيخفف القيود على خطابات الكراهية والعنصرية، بعد تغريدة السماح بالكوميديا.

«الكوميديا باتت مسموحة في تويتر»، تغريدة لـ إيلون ماسك ضمن تصريحات أثارت مخاوف من تخفيف القيود المفروضة على الأخبار الزائفة وعلى خطاب الكراهية والعنصرية، وعلى الفور أقدمت وسائل إعلام أمريكية على مهاجمة ماسك، كما ظهرت في أوروبا حالة من التأهب لأي سياسات تتعارض مع قواعد تنظيم الشبكات الاجتماعية، بعدما غرد المشرف على السوق الرقمية الأوروبية تييري بريتون قائلا: «العصفور سيحلق في أوروبا وفق قواعدها».

تويتر وأمن الولايات المتحدة

الكاتب الصحفي أريك هام، قال إنه في الولايات المتحدة منذ أن حاز إيلون ماسك على تويتر، فالرأي العام كان متعلقا باستخدام هذه الوسيلة لأعمال خطابات كراهية، وهذا أدى إلى مخاوف تمت إثارتها، لأن تويتر يتم النظر إليه على أنه نظرية أمن وسلامة للبلاد.

وأضاف في مداخلة هاتفية من واشنطن لبرنامج «مدار الغد»: أنه «فيما يتعلق بروسيا، فإن أمريكا تؤيد وتدعم القوات الأوكرانية ضد موسكو، والآن في واشنطن نحن نرى أن ماسك يؤيد روسيا، وبالنسبة لهذه المنصة المهمة التي يمتكلها وغيرها من المنصات، حتى فيسبوك، فإنها تلعب دورا كبيرا جدا كغيرها من الآلات التكنولوجية، لذلك تنظر الولايات المتحدة إليها بعين الاعتبار، وتأخذ على عاتقها التدقيق في هذه المنصات، وتعتبر أن تويتر يهدد أمنها».


الصدام مستمر بين تويتر وأوروبا

قال ناصر زهير، رئيس قسم العلاقات الدولية بمركز جنيف للدراسات الدبلوماسية، إن أوروبا اهتمت بشكل كبير جدا بنبأ استحواذ إيلون ماسك على تويتر، لأنها تدرك جيدا أن ماسك لم يقدم على شراء تويتر من أجل الاستثمار فقط، لكنه أتى من أجل تغيير شيء ما، هذا التغيير سيثير الكثير من الضجة، وسيعبث بالقوانين الموضوعة حاليا، سواء في الولايات المتحدة أو في الاتحاد الأوروبي، وسيكون هناك حالة من الصدامية، لذلك هم يترقبون كل خطوة يقوم بها إيلون ماسك خلال هذه الفترة.

وأضاف، في مداخلة هاتفية من باريس لبرنامج «مدار الغد» أن «تجربة الاتحاد الأوروبي مع شبكات التواصل الاجتماعي، وخصوصا الأمريكية، ليست بالتجربة الجيدة، فدائما ما كانت هناك صدامات عدة، فيما يتعلق بتطبيق المعايير الأوروبية في هذه المنصات، إلى جانب الانتقادات التي كانت دائما ما توجهها دول الاتحاد الأوروبي لحذف المحتوى المحرض على الكراهية او المحتوى المتطرف، ولذلك هم كانوا دائما في حالة صدامية»

وتابع: «أعتقد أنه ستكون هناك حالة من الترقب والحذر والصدام أيضا مع تويتر خلال الفترة المقبلة، ولكن سيصلون إلى نتيجة او آلية للتوافق بين الحلول الأساسية».



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات