نتائج الانتخابات الإسرائيلية تكرس لـ«منظومة الأبرتهايد»


جراسا -

أثارت نتائج الانتخابات الإسرائيلية، قلقا بالغا في الأوساط السياسية الفلسطينية، التي اعتبرت تلك النتائج ضربة مؤلمة لما تبقى من عملية السلام واتفاق أوسلو الذي قضت عليه السياسات الإسرائيلية المتعاقبة.

واعتبر الفلسطينيون أن نتائج الكنيست تعكس تطرفا في الشارع الإسرائيلي بعد صعود الأحزاب اليمنية المتطرفة إلى سدة الحكم خاصة بن غفير الذي حصل على نحو 14 مقعدا في الكنيست .

تصعيد العدوان والاستيطان
ويخشى الفلسطينيون من أن وجود نتنياهو على رأس الحكومة الإسرائيلية الجديدة توطئة لمزيد من التصعيد العسكري ضد الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى تعميق الاستيطان والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية ومصادرتها لصالح مخططات الاستيطان التي لا تتوقف في القدس والضفة الغربية.

وتدلل نتائج انتخابات الكنيست التي أجريت أمس ونُشرت اليوم، الأربعاء، وأظهرت حصول كتلة نتنياهو على 65 مقعد، على تبديد آمال الفلسطينيبن في العودة إلى المفاوضات من جديد بعد أن ضرب نتنياهو أثناء فترة وجوده في الحكم كل المساعي لتحقيق حلم الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، بعد تخليه بشكل قاطع عن المفاوضات واتفاق أوسلو.



تكريس الأبرتهايد
وقال مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، إن صعود الفاشية هو أخطر نتائج الانتخابات الإسرائيلية والتي أظهرت أن المنظومة الحاكمة في إسرائيل انتقلت من العنصرية المتطرفة إلى العنصرية الإجرامية.

وأضاف البرغوثي، أن حصول الأحزاب الفاشية التي يقودها (بن غفير وسموتريش) على المركز الثالث وزيادة أصواتهم بنسبة 150% يعني أن المستعمرين المستوطنين في الضفة الغربية أصبحوا قوة حاسمة في الانتخابات الإسرائيلية وهم يقررون السياسات الإسرائيلية، بما في ذلك طموحات بن غفير للتطهير العرقي ضد الفلسطينيين وضم الضفة الغربية.

وأكد البرغوثي أن نتائج الانتخابات و عودة نتنياهو تعني التكريس النهائي لمنظومة الأبرتهايد العنصرية و الموت الأكيد لما سمي “حل الدولتين” و تكريس واقع دولة واحدة بنظام أبارتهايد وتمييز عنصري.

وأوضح البرغوثي، أن هذه النتائج تؤكد أن اتفاق ونهج أوسلو مات ودفن إلى الأبد ولا حل أمام الشعب الفلسطيني إلا التوحد على نهج كفاحي مقاوم يناضل لتغيير موازين القوى ويسعى ليس فقط لإنهاء الاحتلال بل وإسقاط كل نظام الأبارتهايد والتمييز العنصري الإسرائيلي في كل فلسطين التاريخية وبناء قيادة وطنية موحدة لقيادة ذلك النضال.

وأكد البرغوثي أن البديل لقتل حل الدولتين ليس تكريس نظام دولة أبارتهايد واحدة بل دولة ديمقراطية مع إسقاط كل نظام الأبارتهايد العنصري.

وأضاف: “إن الأطراف الدولية التي تصمت على الجرائم الإسرائيلية وتسمح لإسرائيل بأن تكون فوق القانون الدولي وتمنحها الحصانة من المحاسبة، وتستمر في نهج المعايير المزدوجة كلما تعلق الأمر بحقوق الشعب الفلسطيني مسؤولة عن تشجيع الاتجاهات العدوانية العنصرية في إسرائيل وتعمق التوجه نحو الفاشية”.

وأردف: “العالم مطالب اليوم بفرض العقوبات والمقاطعة على نظام الأبارتهايد و الاحتلال والتطرف العنصري الذي يسمح لحزب فاشي بأن يقرر السياسات الإسرائيلية.



حكومة مستوطنين
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بسام الصالحي، إن انتخابات الكنيست تعكس الواقع الحقيقي في إسرائيل من زيادة الاتجاه اليميني الأكثر فاشية في إسرائيل.

وأضاف: “لا شك أن النتائج التي ستأتي بمثل هذا الائتلاف ستزيد من السلوك العدائي حيال الشعب الفلسطيني وستضيف المزيد من التطرف على إجراءات الاحتلال”.

وأكد الصالحي أن حكومة نتنياهو “ستكون حكومة مستوطنين بشكل كبير، وبدون شك نتيجة هذا التشكيل الحكومي ستزداد الحالة العدوانية ضد الشعب الفلسطيني والتطرف في الإجراءات التي يمارسها الاحتلال”.

وتابع: نعتقد أن على المجتمع الدولي أن يتدخل من أجل مقاطعة هذه الحكومة التي فيها إرهابيين لا يقلون عن أي تنظيمات إرهابية موجودة في أماكن أخرى في العالم”.

وطالب الصالحي كافة القوى الفلسطينية باستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام لمواجهة مخاطر الحكومة الإسرائيلية وطريقة تعاملها مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.



مجتمع يميني فاشي
واعتبرت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، أنّ نتائج الانتخابات الأولية داخل الكيان الصهيوني لا تحمل جديدًا، فهي تعبير جلي عن الخارطة السياسيّة الحزبيّة فيه، وتعكس التوجهات اليمينيّة والفاشيّة للمجتمع الصهيوني العنصري.

وأكَّدت الشعبيّة، في بيان صادر عنها اليوم الأربعاء، أنّه لا فرق بين معسكري اليمين المتصارعين في ضوء تشابه برامجهما ومواقفهما وخصوصًا من القضية الفلسطينيّة، ولكن صعود الأكثر عنصرية من المتطرفين والفاشيين وتقدّمهم في هذه الانتخابات، وتغلغلهم في مؤسسات صنع القرار السياسي “الإسرائيلي” يوجّه صفعة قوية للمراهنين على أي حلولٍ سلميةٍ مع الكيان الصهيوني المتطرّف.

ورأت الشعبيّة، أن برامج الأحزاب الصهيونيّة القائمة على العنصرية ومشاريع الاستئصال والتهويد والاستيطان ظلّت على الدوام ثقافة سائدة، ومرتكزًا لحكومات الاحتلال المتعاقِبة للاستمرار في جرائمها ضد شعبنا الفلسطيني، وتكريس واقع الاحتلال على الأرض.

وأكدت أنه على امتداد قيام هذا الاحتلال لم نشهد أي تغير في السياسة الصهيونية، فقد كان هناك دومًا تنافس بين الأحزاب على تحقيق الأهداف الصهيونية القائمة على الإرهاب والعدوان ومصادرة الأرض.

الوحدة والمقاومة
من جهتها اعتبرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية، أياً كانت، لم تكن في رهانات شعبنا الفلسطيني، وأن خيارنا الواضح والصريح، والذي رسمه شعبنا بوحدته الميدانية، وأصالته الوطنية، وصموده وثباته، هو خيار المقاومة الشعبية والمسلحة، بدلاً من الرهانات التي أكدت فسادها على مدى ثلاثين عاماً ولم تعد على شعبنا وقضيته إلا بالضرر الفادح”.

وأضافت الجبهة: إن “الرهان على العامل الوطني الفلسطيني، هو الرهان الأكثر جدوى، وهو الأكثر قوة، والأكثر جدارة لشق الطريق أمام قضيتنا وللظفر بحقوقنا الوطنية المشروعة، كاملة غير منقوصة”.

ودعت الديمقراطية، إلى العمل بما تم التوافق عليه في الحوارات الوطنية وآخرها حوار لمّ الشمل في الجزائر، بإنهاء الانقسام، وإعادة بناء المؤسسات الوطنية في منظمة التحرير، وفي السلطة بالانتخابات الحرّة والنزيهة، لإعادة بناء نظامنا السياسي.

ودعت إلى احترام قرارات الشرعية الفلسطينية في المجلسين الوطني والمركزي، بوقف العمل بالمرحلة الانتقالية لاتفاق أوسلو، والتحرر من كل التزاماته واستحقاقاته السياسية والأمنية والاقتصادية وغيرها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات