تشكيل منصات دولية بديلة لنظام القطب الأوحد


جراسا -

تتجه أنظار العالم في منتصف الشهر الجاري (15 توفمير/ تشرين الثاني)، إلى جزيرة بالي الإندونيسية، وتترقب نتائج قمة رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين، مع التوقعات بأن تحدد القمة «نقطة ترسيم الحدود»، وترسم الحدود الفاصلة في العالم، أي تشكيل «منصات دولية» بديلة عن النظام العالمي الحالي (نظام القطب الأوحد).. وينتظر أن تصدر عن القمة قرارات مهمة للمساهمة في حل النزاع في أوكرانيا، على وجه الخصوص.

والنتائج المرتقبة من قمة العشرين المقبلة لن تعجب واشنطن.


تشكيل منصات دولية بديلة
وقد تكون إحدى النتائج المحتملة للقمة، والتي يمكن توقعها بدرجة عالية من الاحتمالية ـ بحسب مديرة معهد الاستراتيجيات الروسية، ايلينا بانينا ـ التحرك نحو ترسيم حدود المشاركين في مجموعة العشرين وفقا لمبدأ «10×10»، حيث يمثل النصف الأول الغرب بقيادة الولايات المتحدة.. والثاني يمثل الدول خارج الكتلة الغربية الساعية لتعزيز سيادتها وحماية مصالحها الوطنية.

علما بأن خمس دول من هذه العشر، وهي الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، تشكل مجموعة بريكس، في حين أن الدول الخمس الأخرى- المملكة العربية السعودية والأرجنتين وتركيا ومصر وإندونيسيا – في طريقها إلى هذه المجموعة.
وينبغي أن تكون النتيجة النهائية لهذه العمليات تشكيل منصات دولية بديلة.

فشل محاولات فرض مصالح واشنطن
وتشير «إيلينا باتينا»، إلى أنه طوال فترة الاستعدادات لقمة بالي، حاول الجانب الأمريكي تحويلها إلى أداة للإملاءات والإنذار، وفرض مصالح واشنطن، على أمل اختتام اجتماع القادة بتبني إعلان جماعي ضد روسيا.

ولكن محاولات منع مشاركة الوفد الروسي جميعها فشلت.. وفي حديثه في منتدى فالداي، أوضح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين أنه لا يستبعد مشاركته شخصيا في القمة.
ومن جهة أخرى، سوف يصل الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى بالي، وسيلقي أول خطاب في مكان دولي كبير منذ المؤتمر العشرين التاريخي للحزب الشيوعي الصيني، والذي منحه في الواقع سلطات غير مسبوقة.

وترى صحيفة «إزفيستيا» الروسية، أن الوجود المحتمل للزعيمين معا ( بوتين وشي) في القمة، لن يؤدي فقط إلى إحباط خطط تحويل الحدث إلى «محاكمة» لروسيا، بل إلى تسريع تشكيل تحالف مناهض للاستعمار يعارض الإملاءات الأمريكية.





إندونيسيا ترفض الضغوط الغربية
وكانت إندونيسيا، بصفتها رئيسة المجموعة لهذا العام، قد واجهت ضغوطا من الدول الغربية لسحب دعوتها للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بسبب العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا. ولكنها رفضت الضغوط، ودعت أيضا الرئيس الأوكراني زيلينسكي لحضور قمة بالي.

ويسعى الرئيس الإندونيسي، إلى لعب دور الوسيط بين البلدين، وسافر خلال الأشهر الماضية للقاء الرئيسين الأوكراني والروسي للمناداة بإنهاء الحرب والبحث عن سبل لتخفيف أزمة الغذاء العالمية.
مشاركة 21000 مندوب من مختلف أنحاء العالم

وتشهد إندونيسيا، سلسلة من جداول الأعمال الرئيسية لمجموعة العشرين، تشمل القمة والاجتماعات الوزارية مع محافظي البنوك المركزية (المسار المالي)، واجتماعات مستوى شيربا (شيربا تراك)، واجتماعات مجموعة العمل، واجتماعات مجموعة المشاركة والبرامج. وكذلك برنامج المسار إلى مجموعة العشرين إندونيسيا 2022. وسيحضر هذه الاجتماعات حوالي 21000 مندوب من مختلف أنحاء العالم.



يذكر أنه تم تشكيل مجموعة العشرين أو G20 في عام 1999، وهي مجموعة دولية تتكون من الاقتصادات الرئيسية الراسخة والناشئة في العالم. تخدم مجموعة العشرين غرضها كمنتدى يجتمع فيه رؤساء الدول والحكومات من جميع أنحاء العالم لمعالجة القضايا العالمية التي تتعلق بشكل أساسي بالاقتصاد، مثل الاستقرار المالي والتجارة والسياسات والاستدامة.. وفي كل عام، يتم التناوب على رئاسة مجموعة العشرين من دولة إلى أخرى.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات