جراسا -

يترقب خبراء عسكريون تأثير فصل الخريف على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.. وتشير دوائر عسكرية في باريس إلى توقعات بتغيير الخريطة العسكرية داخل أوكرانيا لصالح القوات الروسية، وأن (الطين) سوف يشارك في العملية العسكرية، حيث من المتوقع أن تعجز آليات الناتو العسكرية عن إنجاز مهامها في جبهات القتال. فالدبابات الأوروبية تتحرك براحة في الصحارى، لكن يبدو أنها لن تكون قادرة على السير في «مغاطس الطين» التي تتحول إليها الأراضي الأوكرانية السوداء.

المركبات المدرعة الأوروبية تخسر في الأراضي الموحلة


ويشير الخبير الروسي، أليكسي ليونكوف، رئيس تحرير مجلة «ترسانة الوطن»، إلى أن المركبات المدرعة الأجنبية تخسر بشكل جدي أمام المركبات محلية الصنع في هذه الأراضي. وقال ليونكوف: إن تصميم المعدات العسكرية الروسية الحديثة، من مصفحات ومركبات مدرعة خفيفة (ناقلات الجنود المدرعة، وعربات المشاة القتالية) يتم بما يتماشى مع الظروف، لإجراء عمليات قتالية في جميع الظروف الجوية تحت درجات حرارة قصوى، بما في ذلك في الأراضي الموحلة، عندما تتحول الطرق إلى مغاطس طين غير سالكة.

بينما تصمم المركبات المدرعة الأوروبية لما يسمى بالحروب الاستعمارية. «لقد رأينا استخدامها أكثر من مرة، على سبيل المثال، في إفريقيا والشرق الأوسط، أي في البلدان ذات المناخ الجاف، على الرغم من تغيره. هناك، تهطل أمطار موسمية، بالطبع، لكن كقاعدة عامة، لا تشارك المركبات المدرعة في الأعمال القتالية في هذا الوقت».

«المستنقع الخريفي»
ويضيف ليونكوف، إن مركبات الناتو المدرعة ذات العجلات خلال فترة تحول الطرقات إلى عجينة طينية يمكن أن يكون أداؤها رديئا. على سبيل المثال، انتشرت لقطات من تدريبات عسكرية أجريت في دول البلطيق، وكان من الواضح أن مركبات الناتو المدرعة توقفت وتم جرها بمركبات هندسية خاصة.

وبينما الدبابات المحلية ليست أخف وزناً فحسب، إنما هي مجهزة بحيث لا تغرق في «المستنقع» الخريفي.

وواصل: إضافة إلى الطين، ينتظر المعدات الأوروبية اختبار «الصقيع»، وأظن أن المعدات من الطراز السوفيتي، والتي لا تزال تلاحظ لدى الجيش الأوكراني، لن تعاني كثيرا. لكن كيف ستتصرف معدات الناتو التي تم وضعها في الخدمة؟ سؤال يبقى مفتوحا.

تخوف من «خريف بني» على أوروبا


وسياسيا.. وعلى هامش أجواء العمليات العسكرية، وتخوف أوروبا من «الطين والخريف» في أوكرانيا..فإن هناك تخوف آخر من «خريف بني» على أوروبا.. وبحسب صحيفة «لوبينيون» الفرنسية، فإن أوروبا تتخوف من حلول الخريف البني، وهو اللون الرمزي للفاشية في أوروبا.. وتقصد الصحيفة «صعود الشعبويين» في أوروبا.

وذكرت الصحف الفرنسية «لوبينيون» و«لي زيكو»، أن أوروبا تخوفت من تفشي ظاهرة «صعود الشعبويين» في إيطاليا وليتونيا وبلغاريا، عشية انتخابات قد تشهد تقدم الأحزاب المقربة من روسيا في وقت يسعى فيه الرئيس بوتين لبذل ما بوسعه لتقسيم وحدة الصف الأوروبي.