بعد 3 أشهر من الحرب الروسية الأوكرانية .. ماذا بعد؟


جراسا -

مرّت 3 أشهر على إطلاق روسيا حملتها العسكرية في أوكرانيا.. اختلف الطرفان في تقييم سير هذه الحرب، ففي الوقت الذي تؤكد فيه كييف وحلفاؤها الغربيون تقليص موسكو لأهدافها بعد فشلها في الحسم السريع تصر الأخيرة على أن التعديل في الخطة العسكرية، لا يتنافى مع الأهداف التي وضعها بوتين منذ اليوم الأول.

علما بان فجر الرابع والعشرين من فبراير الماضي، وهو توقيت بدء العملية العسكرية لم يكن مفاجئا، بل كانت له مقدمات، بعد مطالبات روسية بضمانات أمنية بشأن أوكرانيا، تلتها جولات مع واشنطن وأخرى مع الناتو، إلا أن الجانب الروسي قرر أن تلك المفاوضات مضيعة للوقت.

وهنا قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذهاب إلى أوكرانيا، رافضا أن تتحول هذه الدولة السوفيتية السابقة إلى منطلق لعمليات الناتو ضدها.

وبالفعل وصلت القوات الروسية إلى مشارف كييف، وحينها توقعت واشنطن دخول روسيا إليها خلال 72 ساعة.

ومع بداية الحرب العسكرية الروسية، بدأت حرب اقتصادية غربية، وكانت أول حزمة من العقوبات الغربية بعد ثلاثة أيام فقط على توغل روسيا في أوكرانيا.

وظلت القناعة الغربية أن العقوبات القاسية التي طالت أولا الأوليغارشية الروسية، ستؤدي إلى انهيار الاقتصاد الروسي، وانقلاب الرأي العام على ساكن الكرملين.

لكن إلى هذه اللحظة، مازال الروبل يحسن مواقعه أمام الدولار، في مقابل أزمة طاقة للغرب. ما دفع صحيفة “ذا هيل” الأمريكية إلى اعتبار العقوبات فخا للغرب.

وهنا، لا يبدو أن روسيا وقعت في نفس الفخ، فبعد شهر من بداية الحرب، عدّلت موسكو من خطتها الحربية واستغنت عن وجود قواتها في محيط كييف مع تركيز العمليات الروسية على شرق وجنوب أوكرانيا، حيث يتمركز الأوكرانيون من أصل سلافي.

فهل تغيير القرار الروسي هو مرونة سياسية واستفادة من تجارب السنوات العشرة في المستنقع الأفغاني، أم أن حرب الاستنزاف الروسية في أوكرانيا واقع لا يمكن تفاديه؟




دعم الحلفاء

بعد صمود الجيش الأوكراني في مواجهة العمليات الروسية، رأى كثيرون أن هناك دروسا مستفادة لقادة الدفاع الأمريكيين.

أبرز هذه الدروس أن أداء الجيش الأوكراني هو نتيجة مباشرة للمساعدة الأمنية، التي قدمتها واشنطن وحلفاؤها منذ غزو شبه جزيرة القرم عام 2014.

ما دفع البعض للتأكيد على أن واشنطن تمتلك نموذجًا عمليًا لتعزيز قدرة حلفائها في الدفاع عن أنفسهم، أي أن نجاح أوكرانيا حتى الآن أصبح نموذجًا يمكن تطبيقه في نزاعات مستقبلية.

ومن بين الدروس أيضا إعادة النظر في كيفية تقييم واشنطن للقدرات العسكرية للأعداء وكذلك استخدام تكتيكات جديدة لتقويض نقاط قوة الخصوم.

كما أن المشاورات المكثفة التي أجرتها إدارة بايدن مع الحلفاء والشركاء قد آتت ثمارها في مواجهة الهجوم الروسي، وكذلك في تحقيق وحدة حلف الناتو بشكل ملحوظ.

والأهم من ذلك هو أن الولايات المتحدة وحلفاءها نجحوا في المحافظة على دعم أوكرانيا دون إثارة حرب أوسع بين روسيا وحلف الناتو.

بينما يرى مراقبون أن أهم ما يجب أن تتعلمه واشنطن من حرب أوكرانيا هو عدم انتظار بدء الصراع لتعزيز قدرتها على منع العدوان، مع تعزيز قدرة الشركاء المعرضين للخطر للدفاع عن أنفسهم.


أهمية المساعدات

من واشنطن، أكد جون ألكسندر – العقيد السابق في القوات الخاصة الأمريكية، أن أوكرانيا نجحت في مواجهة الهجوم الروسي.

وأوضح ألكسندر، خلال تصريحات مع برنامج “مدار الغد”، أن المساعدات العسكرية الغربية دعمت صفوف الجيش الأوكراني ضد الروس.

وأضاف أن روسيا تعيد النظر في أهدافهم من العملية العسكرية في أوكرانيا، مؤكدا أن العملية العسكرية الروسية لن تستغرق وقتا أطول.


لا سقف زمني

من موسكو، أكد د. ألكسندر جورنوف – أستاذ العلوم السياسية في معهد موسكو للعلاقات الدولية، أن الجيش الروسي لم يضع وقتا محددا لوقف العملية العسكرية في أوكرانيا.

وأوضح جورنوف، خلال تصريحات مع برنامج “مدار الغد”، أن العملية العسكرية الروسية سوف تستمر في أوكرانيا حتى تحقق أهدافها.

وأضاف أن تحرير شعب إقليمي لوجانسك ودونباس من العسكرية الأوكرانية من أهم أهداف الجيش الروسي.


مزيد من الدعم

من كييف، أكد يوري ساك – مستشار وزير الدفاع الأوكراني أن الجيش الأوكراني يحتاج مزيد من الدعم العسكري لمواجهة روسيا.

وأوضح ساك، خلال تصريحات مع برنامج “مدار الغد”، أنه منذ بداية المعركة لم تكن المساعدات الغربية داعمة للجيش الأوكراني الذي أثبت قوة صموده.

وأضاف أن أوكرانيا تحارب بمفردها هتلر جديد يدمر كافة أنحاء العالم وليس بلادنا فقط.

لا أهداف واضحة

من الرياض، أكد اللواء محمد القبيبان – الخبير العسكري والاستراتيجي، أن الجيش الروسي لا يملك العقيدة العسكرية المتطورة وهو أمر صادم.

وأوضح القبيبان، خلال تصريحات مع برنامج “مدار الغد”، أن الجيش الروسي يعتمد على قوة المشاة دون اعتماد على القوات الجوية.

وأشار إلى أن روسيا تملك قوات جوية متطورة لكن الجيش الروسي لا يعتمد عليها في الحروب مثلما اتبع الروس في كافة حروبه.

وأضاف أن الجيش الروسي يعتمد على قوات المشاة وكثافة أعداد الجنود، مؤكدا أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بلا هدف وقد تنتهي بأشياء لا يحمد عقباها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات