بعد ظهور دولة معروف البخيت على الواجهة السياسية مجددا باستلامه لسدة رئاسة الوزراء مجددا، برز سؤالا ملحاً على سطح الخارطة السياسية المحلية تقول بجدوى هذه الحكومة ومقدرتها في صنع الاصلاح السياسي والاقتصادي الشامل والمأمول من قبل كافة شرائح الاردنيين الذين انهكتهم سياسات الحكومات المتعاقبة منذ اكثر من عقدين من الزمن.

وثمة تساؤل بين الاردنيين يقول بـ هل هناك حقيقة ما يمكن إصلاحه في الأردن بعد أن تدهورت أوضاع البلاد من حكومة إلى حكومة حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم؟؟  وهل ستنجح حكومة البخيت في (ترقيع) المآزق الداخلية على الصعيد الاجتماعي و الاقتصادي بالاتساق مع شكوك تقول بنجاحها في التنسيق والتعاون مع المؤسسة البرلمانية لصنع حالة من الانفراج الذي طال انتظار الاردنييون له .

ومع وجود جملة من المؤشرات العصيبة المتعلقة بالظرف الراهن من رفض جمعي لشكل ومضامين حكومة البخيت،  فان الحديث عن عملية إصلاح في الظرف الراهن تكاد تكون مهمة مستحيلة، ليس تشاؤما وإنما خلو المؤسسة الرسمية من دعائم  مسيرة الإصلاح ليست بالمستوى الذي نراهن عليه، حاصة وان الارث الحكومي للوزارات السابقة لم يدخر رصيدا طيبا من الانجازات لتتابع حكومة البخيت عملية البناء عليه، الامر الذي نرى خلاله انها حكومة يتوجب عليها البداية من الصفر حال ارادت البناء الحقيقي الخادم للاقتصاد الوطني !!

لم تنجح الحكومات السابقة في من امتلاك أدوات التغيير، بل واكتفت باستخدام شريحة المواطنين ككبش فداء لمعضلاتها، فكانت الارقام القياسية للضرائب وارتفاع الاسعار، ليظل المواطن تحت ضعف الاداء الحكومي في الوقت ذاته الذي بدأ يتأكد خلاله للمواطن الاردني بأن حكومة البخيت لن تأتي بجديد وتنحو بذات المسار كسابقاتها في تقديم مصالح حكومتها على حساب جيوب الشعب ولا احد غيره .

المطلوب من دولة الدكتور معروف البخيت ان يلتفت جيدا الى مواطن الخلل في الاداء الحكومي المتوارث، ونسف ما يستطيعه من اشكال البيروقراطية التي انهكت شكل الاداء الحكومي، المطلوب منه ومن حكومته تشكيل ذراع حكومية ممتدة تشمل كافة الوزارات لتكون كأسنان المشط في خدمة التمهيد لخدمة مشروعنا الوطني بعيدا عن الفساد والتواطأ والمحسوبيات وانتهاج أسلوب "الطبطبة" على الأخطاء القاتلة التي يقترفها الوزير سين والوزير صاد على حساب القوام الحكومي والخزينة الحكومية وقبلا على حساب الوطن ومواطنيه.

حكومة البخيت التي لم تلقَ أدنى قبول او استحسان من الشارع الاردني أمامها أجندة عمل غاية في التعقيد أولها الوطن ثم الوطن ثم الوطن، فالعمل لتلقيص حجم البطالة بين صفوف الشباب، والعمل ايضا على سد ثغرات وجيوب الفقر، والعمل على نأي المحسوبية والشللية في توزيع الثروات والفرص، هو من صلب الوطن الذي عماده الاردنيين جميعا ممن عاهدوا وبايعوا مليكهم الشاب الملك عبد الله الثاني بن الحسين ، وعليه يتوجب على حكومة البخيت الالتفات جيدا ومطولا في هذه المعادلة لكي تكسب الشعب والوطن والقيادة .