ورحل ريان


ما يزيد عن مئة ساعة قضاها الطفل ريان في غيابة الجب، كان طيلة هذه المدة وحيداً.. خائفاً.. مرعوباً .. موجوعاً .. يئن في ظلمة البئر.. يبكي.. يصرخ.. ينادي أمه.. أباه.. إخوته.. رفاقه، ولا صدى لصوته، جسمه النحيل يذوي جوعا وبردا، الوقت يمضي عليه بطيئاً بطيئا، يحن إلى حضن امه وإلى دفئ العائلة، يفتقد أصحابه وأقرانه، لا أحد بقربه، وحده يصارع الظلمة والوحشة وقسوة الجدران التي تطبق على أنفاسه، وحده يصارع الموت خمسة أيام عجاف ليبقى حيا، لكن الانتظار قاتل .. قتلك الانتظار يا صغيري، فرحلت إلى جنة عرضها السماوات والأرض .. هناك لن تكون وحيدا .. هناك ستلعب مع كل الأطفال الذين ماتوا ويموتوا قتلاً او حرقاً او تحت الركام في هذا العالم العربي من محيطه إلى خليجه، وما أكثرهم يا صغيري .. وداعاً.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات