مشروع عضو بلدية



بدأ يهتم بمظهره وهندامه ، وأصبح يشارك الناس في كل المناسبات ، وبات يتواجد في كل المحافل واللقاءات ... بقي أربعة شهور عن الانتخابات البلدية ، وعجلة الأيام تمشي مسرعة ، بدأها بإحضار ورقة حُسن السلوك وعدم المحكومية وكذا أحضر ورقة خلو الإمراض (من باب الاحتياط ) بالإضافة إلى أخذه لجرعتي مطعوم الكورونا ... وهذه الأوراق لم تفارق جيبه أينما حل وأينما رحل ...
أبو فلاح ابن النصف قرن من عمره وابن البلد البار ، وصاحب الدكان الذي فتحه بعد التقاعد من الجيش ، ومن باب الفضول والمعرفة بدأ يتواصل ويذهب إلى دار البلدية في منطقته بالأسبوع مرة ومرتين ويدخل كل الأقسام والمكاتب ويسأل عن طبيعة العمل ، ولم يكتفي بذلك بل كان يزور أعضاء البلدية السابقين ويسألهم عن طبيعة العمل البلدي والدور الجوهري لعضو البلدية وماله وما عليه من حقوق وواجبات ... وهذا كله قبل أن يُعلن ترشحه أمام الناس وقبل أن يطرح نفسه أمام أبناء عشيرته.
ومرت الأيام وأخذ أبو فلاح تأييد أبناء العشيرة بالإضافة للتحالفات والتكتلات التي ترتبت داخل القرية ... بعدها جاء دور طرح برنامجه الانتخابي وأولوياته ، وكان من أولى أولوياته هي تقديم الخدمة للكبير والصغير والمقمط بالسرير دون استثناء ودون النظر للعشيرة والتكتل ... كما أنه تعهد برصد مكافئات جلسات المجلس البلدي لفقراء القرية كلاً حسب حاجته وترتيبه ... ودق على صدره بأنه لا ولن يختلف عن ما كان عليه في التعامل مع الناس و في كل المجالات إذا أصبح عضو في البلدية ، وأحضر إقرار ضريبي بأملاكه ونشره ليثبت للناس بأنه لن تزيد ولن يتغير على وضعه المادي شيء...
نجح أبو فلاح وأصبح عضو بلدية قد القاهرة ، ومش بس هيك نجح بالتزكية وأصبح نائب لرئيس البلدية ، وهون بلّش الفأر يلعب بعُبُه وصار يشوف حاله على الناس ، ومرت سنة على المجلس وصار وتصور أبو فلاح ....الشارع اللي قدام بيته زفته أمريكية بالإضافة للأطاريف وحجر الكندرين الفخم عدا عن اللمبات اللي من النوع القوي اللي بحارته ... أما بالنسبة لمكافئات جلسات المجلس البلدي اللي بده يوزعها على الفقراء نسي موضوعها ولما يذكروه فيها بقول : يا عمي ما أني ترشحت للبلدية مشان السولافة هاي وبعدين في حدا محتاج قدي بالقرية ...
فعلاً أبو فلاح وبرنامجه الانتخابي ذكرني بإحدى طرائف النحو واللغة العربية ، حيث كان النحوي المعروف أحمد بن سيلجون يتمشى مع صديقه على نهر دجلة فلمح فتاة تنظر من نافذة بيت ، فقال : (انظر إلى هذه الدعجاء الفيحاء السويجاء الوركاء الناهد الهرطل البنجويش السوتحيش الكاعب الراتب الريفون ، تطل من طويقتها الهرطقة الرطاقة وكأنها قمر ) .... فقال صديقه : لله درها ... لكن ما معنى قمر ؟...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات