بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي منّ علينا بنعمة الاسلام , ونعمة الامن والاستقرار , ومنّ علينا بقادة يتقونه ويؤدون حقه , وبشعب متمسك بدينه وعقيدته واردنيته واصالته , والصلاة والسلام على من علمنا حب الاوطان ,وعلى اله واصحابه وتابعيه من الراقدين بأرضنا بسلام.
من أردني الى اردنيين سبقوه وزاملوه , علمّوه وعاونوه.
من جندي سابق" مكلف" الى رفاق سلاح سابقين ولاحقين.
من أردني يحمل بقلبه شرف الاردن وعرضه , الى كل من يشاركه الشرف في حمله.
ومما يزيدني شرفا وتيها, وأكاد بأخمصي اطأ الثريا ,انني انتسب لقبائل بني حسن السبعة , تلك القبائل التي لم يذكر التاريخ او سجل بين سطور صفحاته ,ان هناك خائن واحد منهم, ولله الحمد وله الشكر والفضل والمنه.
فلقد قامت ثلة من المارقين الخارجين عن القانون, زج اسمي وتوقيعي على بيان الغدر والانحلال المسمى " الحركة الوطنية الاردنية ", ولانني ما كنت يوما عضوا في حزب او تنظيم او تيار داخلي اوخارجي ,ولا يشرفني ذلك مهما ارتفعت المكاسب والاسعار والفوائد المُجناه, ولانني ما كنت يوما تابعا لغير الله والوطن , ولا مؤمنا بقيادة غير التي صفق لها جدي واخي وابي وافراد قبيلتي , فإني أُعلن على رؤوس الاشهاد براءتي مما جاء في البيان , معاهدا الله عزوجل , بأنني سأبقى كما كنت على الدوام صلبا في اردنيتي , شامخا في وطنيتي , معتزا بعيشها مع اهلي واخوتي وجيراني , قناعتي بما اؤمن لا بما يؤمن به عدو الاردن, ولائي للقيادة الهاشمية ,وانتمائي لثرى الاردن الطهور, وسيبقى قلمي دوما في صفوف من يدافع عن الوطن ,ويرد كيد أعدائه في نحورهم , لا بقوة الباطل وصولة البهتان , ولكن بالايمان وقوة الحق ونور العلم وصفاء القريحة.
فانا احد ابناء قبائل "بني حسن" المترامية الاطراف , ممن اقسموا على كتاب الله أنْ لا جدال في الاردن حول نظام حكمنا ,ولا ولاء لغير قيادتنا الهاشمية , اولئك الرجال الذين لطالما فرشوا صدورهم للهاشميين , فأعلنوا في احلك المواقف وأصعب الظروف أنَّ "الصدر الاعظم" في الارض الاردنية للهاشمي الاكرم , اولئك الرجال الذين شدوا على الدوام من ازرك ولم يسجل التاريخ يوما انهم خذلوك , فتحدوا بكم ومعكم أصلف البشر فغرستم الامل في نفوسهم بعزيمتكم , وفتحتم لهم ابواب المستقبل بإصراركم , يوم شعر البعض أن المستقبل قد أظلم ,وأبوابه قد ُسدت, فبات هذا الوطن إنموذجا طيبا بهواشمه الزهر من ال البيت الابرار.
نعم ,أدرك كما يدرك اخوتي من الذين زج المارقون باسمهم في البيان المشؤوم , ان من خط سطور البيان الباغي قد أعمته الدولارات والشياكل ,وصّمت أُذنيه وحشت بالاكاذيب عقله وأفكاره ,فانساق كالقطعان وراء خزعبلات لم تعد تنطلي على اهلنا الذين يميزون الغث من السمين.
ولما طال البيان جيشنا وأمننا ,فإنني بكل الكبرياء المزروع في قلبي, اقدم اسمى ايات الفخار لجيشنا ضباطا وأفرادا ,والى شهب الحق وسيوف العدل الذين وقوا الاردن وشعبه ويلات الدمار ,وإراقة دماء الابرياء , اولئك الذين لم يركعوا لغير ربهم المتعالي, ولم يتركوا الحق يضيع حتى وإن كان صغير أو رضيع , فحموا العدل من أن تطأه أقدام المتأمرين, فباتت جبهتنا الداخلية صلبة وعصية بفضل جهودهم, ولكي لا يسمحون لعابث متسلل ُتسول له نفسه تخريبا بأرضنا, او إفساداً لمقدراتنا طاردوا فلول الظلم في كل مكان, وما إستشهاد الشريف بأرض افغانستان وهو يتعقب فلول الغدر والاجرام إلا دليل مصداقية على ما نقول.
فهذا عهد منا يا صاحب الجلالة الهاشمية ,أن نبقى في صفوف جيشكم متأهبين, ننتظر الامر منكم , إن كان سلاما فنحن ُحماته , وإن كان حربا فنحن رجاله , شعارنا ذلك الشعار الخالد الذي عاشه الاجداد مع اجدادك والاباء مع العظيم المغفور له بإذن الله الحسين طيب الله ثراه: " إما العيش بعزة وكرامة وكبرياء, وإما الاستشهاد بشرف وعظمة وإباء.
فليسمح لي شرفاء الوطن يا جلالة الملك , لكي أقدم شهادتي بحقكم, كرد عِلمي ووطني على البيان المنشور ,وعلى كل من يؤيده ويقف خلفه ,رداً متواضعا بأسمي وإسم كل فرد من قبائل بني حسن التي اتشرف بالانتساب اليها , فأقول: " لولا فطنة إدارتكم ,وحكمة قيادتكم ,وعلمية تخطيطكم, لما استطاع الاردن الحبيب أن يقف على قدميه في مواجهته لاحلك السنين التي تغشاه, واصعب الظروف التي تمر وتحاول النيل منه.
فيا كتبة البيان الباغي وناشريه , والمصفقين له والمطبلين, اذا اردتم معرفة جواب اللغز القائم في استقرار الاردن وأستتباب الامن فيه , عليكم أن تتمعنوا بتلك الثقة التي بادلها ملوك الاردن لشعبهم, فأطاعوهم وأحبوهم ,وأقسموا يمينا غليظا ان لا يمسسهم سوءا, ولا زالت في الارض الاردنية حرة تلد الرجال, وإن فكر الاوغاد بأن الاردن سيضمحل ويتلاشى لا قدر الله , فإننا سنّفر الى أديرة الصحراء وكهوفها ,والى الجبال ومغاورها التي استعصت على الاضمحلال, لنقاوم ونستعيد وطناً بالامس كان أُما وشرفاً وعرضاً لنا , وسَنُسكت كل المتأمرين على الاردن وقيادته, كما سكتت شهر زاد عن الكلام المباح ,عندما طلع الفجر ولاح الصباح.
فأي ظلم هذا الذي طالعناه في البيان الباغي, الذي سيطر على من وقف خلفه الصلف , وتحكم في عقولهم الغرور وركبها العناد ونكران الذات والجميل , حتى ظنوا انفسهم ببيانهم أنهم سوف يخرقون الارض ويبلغون الجبال طولا.
ولكن هيهات هيهات , فما جاء في البيان الباغي ,بيان الحقد وتعليم الكراهية, لن اعتبره حلما مزعجا , ولكنني سأعتبره واقعا مريرا, علينا جميعا ان نواجهه ونقف ضد اولئك الذين وقفوا خلفه من المنسوخين من جلد الشيطان , بما يستحق من قوة وجدية, لكي لا تتكرر مثل هذه البيانات الملوثة مرة اخرى على ارضنا الطاهرة.
فيا ايها السيد والمعلم والقائد فينا, اكتب مستنكرا ومستهجنا ومستغربا زج اسمي في بيان يتنافى واخلاقي التي تربيت عليها , وعزمت الدفاع عنها وتوريثها لابنائي , وما يزيدني افتخارا وانا استنكر الهجمة ضد وطني, هو أنني ابن اولئك الرجال من قبائل "بني حسن " الذين وقفوا أمامكم سداً منيعاً في يوم وقيعة على الارض الاردنية , فساندوا على الدوام الحق والعدل, ورفضوا الباطل والظلم, فغدوا لكم نعم السند والعزوة والعشيرة , وسيبقى بيننا وبينك رباط شرف لن ينفك , ولن يتزعزع بكم ايماننا , ولن يهتز معكم ثباتنا , فأكرمنا الله بكم خلفا لخير سلف, فسجدنا لله شاكرين منه وفضله.
فعندما وقعت بين يدي صورة ذلك البيان المشؤوم الذي اطلق عليه الحاقدين والمزورين لتواقيعنا بيان "الحركة الوطنية الاردنية", قد شكل صدمة لي لزج اسمي ومقالاتي في طيات صفحاته دون علمي, معلنا ولائي المطلق للعرش الهاشمي ,السد المنيع الذي يحمينا بعون الله إن حامت حولنا الخطب , والذي لطالما خلّص الوطن من انياب غاصب لفرحتنا ,لا يحترم حقاً ولا يرعى حدّاً , فرسم البسمة على شفاه الاطفال والارامل واليتامى , فعادت بجهوده الطمأنينة الى النفوس , فمن الواجب والاخلاص أن نشد على اياد الملك الذي لطالما واجه الصعاب والمحن من غير ان ينحن , فصمدنا خلفه ولم نركع لغير الله , ولن نرض بالذل والهوان مهما كان الثمن.
فما جاء في البيان المسمى " الحركة الوطنية الاردنية", نشجبه ونستنكره , ونعتبر كل ما جاء فيه اكاذيب مفبركة , كجزء من برامج التاثير الاعلامي والنفسي على الاردنيين , خططت لها جهات خارجية حاقدة على انجازات الوطن , من اجل تثبيت مرتكزات مشروعها الفاشل ضدنا.
معلنا براءتي من البيان ومن يقف خلفه من الثلة المأزومة, التي اقحمت اسمي ومقالاتي به, وتجرأت بإسمنا بالسباب والقذف والتهديد والوعيد ,غير مقيمين وزنا للخلق الحسن ,وأعرافنا الاردنية وأصالتها التي رضعناها من اثداء امهاتنا حليبا نقيا صافيا غير ملوث .
نعم قد اكون ميالا لصفوف المعارضة الوطنية ,ولكنني ارفض ان يكون ظهري سلما للغير , وارفض ان اكون كجحش الميم ستين يطخ البعض من فوقي على ايا كان, وارفض في الوقت نفسه الاستقواء على الاردن في الازمات, واذا ما حدثت ازمة له فإني سرعان ما اعود الى صفوف جيشه لمقاتلة الاعداء, لإيماني المطلق بأن الاردن ليس عربة اذا تعطلت نركنها على قارعة الطريق لنركب غيرها , وليعلم الجميع بأننا هنا نعيش وهنا نموت, منطلقنا ذلك الشعار الخالد الذي ردده الاجداد والاباء " الله الوطن الملك" .والله ولي التوفيق.