جراسا -

خاص- ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور لا يبدو الامر فيها اعتياديا، ولا حتى قريبا للمنطق والتصرف السليم، تلك المصالحة التي ذهب اليها رئيس الوزراء بشر الخصاونة مسرعا خلال موكب للسيارات الفارهة والمرافقة الامنية في ظل ظروف استثنائية تعيشها البلاد وانفجار عدد من القضايا داخل صدور المواطنين الذين تسمع انينهم من المحيط الاطلسي.

واقع اليم يعيشه غالبية الشعب الاردني ضيق المعيشة وعدم المقدرة على تلبية الاحتياجات والعديد العديد من الهموم والمعاناة التي ترافق صباحات الاردنيين لدى استيقاظهم من نومهم، يقابله على الجانب الاخر ولائم فخمة ومواكب مهيبة لا تغير بالواقع شيئا، فمن غير المقبول او المعقول ان تترافق صورة رئيس الوزراء بشر الخصاونة مع منسف بحجم كبير يحتوي على 34 كيلو من اللحم البلدي مقارنة بصور العديد من ابناء الشعب "الغلبان" تتسابق على حاويات القمامة بحثا عن بواقي لخبزة لتسد جوعهم.

يا دولة الرئيس ابعد خلافاتك الشخصية مع الاخرين جانبا، واصرف يومك بمعية فريقك الاقتصادي بحثا عن خطة او مشروع او طريقة من شأنها ان تسمح لبصيص من الامل ان يتسلل في قلوب الناس لانقاذ ما يمكن انقاذه، فليس هذا اوان المناسف المزينة والمواكب المدججة بالحرس في سبيل مصالحة سبق وان قلتم عنها انها لم تكن ولا داع لذكر تفاصيلها.

استياء كبير وانتقادات لا تعد ولا تحصى ضجت بها شبكات التواصل الاجتماعي حول الصور ومقاطع الفيديو التي اظهرت تفاصيل اللقاء اثناء الوصول وداخل مكان المصالحة، واحوال البلاد تزداد تعقيدا من كافة الجوانب، دون ان تجد من يعيرها اهتمام، فالجميع يؤكد ان لديك من الملفات والمهمات ما هو اولى واهم من تناول المناسف!