عن قمة بينيت وبايدن والقضية الفلسطينية والحاجة لاستنهاضها


طيلة السنوات القليلة الفائتة وتحديداً خلال حقبة الجمهوري دونالد ترمب أزدادت الأحاديث والتحليلات على أن إدارة ترمب وتماهيها الشديد مع سياسات نتنياهو والانشغال بتدعيم هذا التحالف والمخاوف من ايران، كانت سبباً في تراجع القضية الفلسطينية وهضم المزيد من حقوق الشعب الفلسطيني بسبب السياسات الإسرائيلية المدعومة أمريكياً بشكلٍ غير محدود في تلك الفترة.
اليوم رحل كلا الرجلين وبقيت القضية الفلسطينية تراوح مكانها، واستمرت السياسات الإسرائيلية مع رئيس الحكومة الذي يفود ائتلافاً هشاً قد يُضرب في أية لحظة، ومع قدوم رئيسٍ ديمقراطي رفع شعار حل الدولتين، لم يتغير المشهد على صعيد أولوية القضية الفلسطينية وحلحلة ملفاتها، فقد بدا ذلك واضحاً ففي لقاء بينيت وبادين في البيت الأبيض استبق بينيت القمة بتصريحاتٍ تفيد باستمرار عمليات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، كما أن بايدن عاد لتناول القضية الفلسطينية من بوابة اقتصادية وإن كانت ضيقة عندما أشار إلى ضرورة تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين، دون ذلك لم يجري أي نقاشات في عمق تحريك عملية السلام، ربما تحييداً لأي خلاف بين الجانبين في ظل أولوياتهما المشتركة وهي ملف ايران النووي.
إن المشهدين الأمريكي والإسرائيلي تغيرا ولم يتغير شيءٌ على صعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والسبب في ذلك هو غياب التغيير في التحركات التي من شأنها دفع القضية الفلسطينية إلى الأمام على صعيد المشهد الفلسطيني وإضاعة أية فرصة لذلك، ولعل أهم الفرص التي أضاعها الجانب الفلسطيني ما تلا سيف القدس فما حققته من زخمٍ إقليمي ودولي فشل المفاوض الفلسطيني في توظيفه لإعادة القضية الفلسطينية لصدارة المشهد، حيث كان ذلك ممكناً من بوابة أثر تعثر عملية السلام على استقرار المنطقة.
إن استنهاض القضية الفلسطينية يستدعي تحركاً داخلياً يوظف كل ما يمكن توظيفه فعلى صعيد الداخل الإسرائيلي يمكن للجانب الفلسطيني أن يلعب دوراً فاعلاً في الضغط على ائتلاف بينيت وزعزعته، خاصة وأن تطورات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تؤثر بشكل كبير في شعبية الحكومات الإسرائيلية وما جرى مؤخراً من تداعيات سيف القدس على الداخل الإسرائيلي وسقوط نتنياهو يثبت ذلك.
إضافة للضغط على الجانب الإسرائيلي وائتلاف بينيت الهش فأمام الفلسطينيين فرصة تتمثل بتعزيز وتطوير أدوات التحالف والتنسيق مع الجانب الأردني الذي يسعى للعب دور أكثر فاعلية في المنطقة وملفاتها.
أما الخيار الأخر ااقديم الجديد فيتمثل بضرورة توسيع الخيارات الفلسطينية إقليمياً ودولياً وعدم التعويل على ذات الحلفاء بل العمل على تنويع خارطة الجانب الفلسطيني في علاقاته الخارجية بحيث تتحرر القضية الفلسطينية في خياراتها والأزمة مع إدارة ترمب أكبر الأدلة على أهمية توسيع خارطة التحالفات.
إن المنطقة تجنح بدولها نحو تعميق الشاركات والتعاون من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية وهذا التوجه لا يقتصر على الحلفاء فحسب بل أن الدول التي تشتبك مع بعضها بملفات عدة تحاول تطوير علاقاتها في جوانب أخرى، ولهذا فعلى االجانب الفلسطيني من هو داخل السلطة وخارجها مهمة إعادة مركزية القضية الفلسطينية على طاولة المجتمعين الأثليمي والدولي، فتبدل الساسة في الولايات المتحدة وإسرائيل وبقاء الحال على ما هو عليه فيما يخص القضية الفلسطينية يشير إلى قصورٍ في الأداء الفلسطيني ومروره بحالة من التأزم الحاد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات