هنيئا لكم إخواني وأخواتي طلبة الثانوية العامة ( التوجيهي ) ، ومبارك نجاحكم ، لآبائكم ، لوطنكم الذي ينتظر منكم أن تستكملوا مشواركم كي تصبحوا لاحقا قادرين على الإسهام في بنائه وتطوره . هنيئا لكم فرحكم ، الذي قطفتموه بعد سهر وتعب شديدين ، امتد اثنتي عشر سنة . وها آنذا أراكم متوجين بأكاليل النصر والفرح ، ومزينين بطاقات الورود . وكم كنتم تنتظرون هذا اليوم ؟ كم كنتم تتوقون أنتم وأهيلكم إلى الفرح ؟ فها هو أحمد ابن اختي يصف فرحة فيقول : إنني لم أذق طعما للفرح أروع من طعم فرحتي بالنجاح . وها هي مثايل ابنت الاخت تقول :بت أرى الفرح في عيون كل من حوالي : أبي ، وأمي ، وإخواني ، وأخواتي ، وصديقاتي ، وجيراني ، وأقاربي ، حتى انني اراه في كل زوايا بيتي ، وكل صفحة في كتاب . أما أنا فأقول : إنني فرح من أجلكم أيها الناجحون ، وأتمنى للذين لم يحالفهم الحظ في هذا العام أن يكون النجاح حليفهم في العام القادم ، فنفرح لهم ومعهم وبهم . وإنني إذ أدعوهم ألا ييأسوا ، لأقول لهم : إنه لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة ، فثابروا واجتهدوا وكونوا قدوة في الإدارة والتصميم ، فالمستقبل المشرق ينتظركم فاتحا لكم ذراعيه ، ومادا لكم يديه ، يقول لكم هلموا إلي . فحددوا إخواني وأبنائي نقاط الضعف التي حالت دون نجاحكم ، والاسباب المباشرة وغير المباشرة لإخفاقكم ، وعالجوها ، واحرصوا على استثمار وقتكم ، يكن النجاح حليفكم وتحصلوا على مبتغاكم ، أما الذين نجحوا وحصلوا على علامات تؤهلهم لاستكمال دراستهم العليا ، فإنني أدعوهم إلى اختيار التخصصات التي تناسب رغباتهم وتوافق قدراتهم العقلية والجسمية ، بحيث لا ينسوا حاجة سوق العمل ، ولا بأس أن تختاروا تخصصات مهنية تسهم في دفع عجلة تقدم الوطن إلى الامام ، وترفد سوق العمل بمهنيين مهرة .
وتأكدوا جميعا أن الايام القادمة تحمل لكم مستقبلا مشرقا ، وتصقل فيه شخصيتكم ، ويقوى تواصلكم مع الاخرين ، وتصبحون رجالا قادرين على تحقيق رؤية سيد الوطن وقائده ، المتثملة في بناء الإنسان أولا ، ثم بناء الوطن والسعي إلى تقدمه وتطوره ونمائه وازدهاره.