ما لا تعرفه عن مصائد الموت في الأردن


جراسا -

ياسر خليفة - المأساة تتكرر ومصائد الموت في المياه الضحلة تواصل حصد ارواح الابرياء.. قضية قديمة جديدة وتحدّث عنها الكثير بندوات وبيانات مسؤولين وتقارير صحفية، تسطرها كلمات مستهلكة ومبهمة دون وضع الاصبع على الخطأ، رغم طرقها لباب المسؤولن يوماً بعد يوم خاصة خلال فصل الصيف.

ما نتحدث عنه أعلاه، هو مسلسل الغرق في البرك الزراعية والسدود المائية وبرك تجمع مياه الامطار التي تواصل حصد ارواح اطفال بعمر البراعم، ويكاد لا يمر يوم دون أن يتماها إلى مسامعنا حادث غرق لأطفال وشبان في تلك المياه خاصة قنوات الاغوار المائية الأكثر ابتلاعاً للارواح.

الحد من حوادث الغرق والاجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية اصبحت مستهلكة ولم تستطيع او تقلل من "نزيف الغرق" والتي اعتادت عليها في خططها الهشة من خلال الندوات التوعوية واللوحات التحذيرية والبيانات السنوية حول مخاطر الغرق، وكل ذلك لم يجد نفعاً ولم يثن الاطفال عن ممارسة السباحة التي فرضتها ظروف بيئتهم ومناخهم الحار، خاصة مع شبه الافتقار للبديل المتمثل بمسابح نموذجية في العديد من المناطق بمختلف المحافظات بإستثناء عمان والتي تكاد ان تكون بحسب معتقدات مسؤولي الدولة هي الاردن باكملها.

العديد من الندوات والتحذيرات، عادة ما تؤتي أكلها اذا اكتملت كافة اركانها، الا ان ما يصدر عن الجهات المعنية عبر تلك الندوات، تفتقر الى العديد من مسببات هذه الحوادث والتي يجب ان تكون بسيطة وتترسخ في عقل الاطفال قبل اولياء امورهم.

كيف يتعرض الطفل للغرق وما هي المخاطر الموجودة في البرك الزراعية؟

المعروف عن البرك الزراعية ومياه السدود تكون المياه فيها ضحلة جداً وهنا يكون الخطر الاول، خاصة ان السباحة في المياه الضحلة وانعدام الرؤية فيها، قد يعرض من بداخلها للأذى، وكأنه يسير على جسر مظلم بحجم العصى اعلاه جبل واسفله وادٍ سحيق.

الخطر الثاني.. البرك الزراعية والسدود تختلف بشكل كبير عن مياه البحر والمسابح، كوّن اسفلها مليء بالرمال الطينية المتحركة، ونسبة ان يعلق بها الشخص كبيرة جداً، وحال حدث ذلك يصعب عليه الخروج الا بمساعدة اخرين خاصة انه كلما زاد من حركته سحبته الرمال الى الاسفل.

الخطر الثالث.. مياه السدود، ناهيك عن انها تكون ضحلة اكثر من البرك الزراعية، الا ان المئات من صيادو الاسماك يقصدونها باستمرار، وبالتالي تكثر فيها الخيوط المتقطعة و"الهوكات الحادة"، فعندما يعلق بها شخص يصعب عليه ان يفتك منها، وهي شبيهة بخطر الرمال المتحركة، فكلما زادت حركته إلتفت الخيوط به اكثر.

الخطر الرابع.. تلك البرك تجمعت بها المياه سواء من ينابيع قريبة او آلابار او مياه الامطار، وقطعت مسافات طويلة حتى استقرت في المناطق المنخفضة، وجرفت معها العديد من الاوساخ، والشوائب، وبالتالي من يقصد تلك البرك، لا يدرك  حجم الجراثيم وما تسببه من امراض تعرض حياته لخطر الغرق، خاصة وانها قد تصيبه بتشنج عضلي او جلطة مفاجئة

بات على الجهات المسؤولة الاقتناع أن مصائد الموت، وعلى مدى السنوات الطويلة الماضية لم تجدِ نفعا معها البيانات التحذيرية من خلف مكتب المسؤول، أو حملات التوعية والندوات التي لم تقدم جديدًا، واصبح عليها التوقف عن القاء اللوم على المزارعين المخالفين الذين يرفضون وضع السياج الحديدي حول بركهم، ومتحججين باللصوص الذين يستهدفون الحواجز الحديدية، للتغطية على عجزها وفشلها، والعمل ايجاد حلول فاعلة ومجدية لوقف ازهاق الارواح.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات