جراسا -

خاص - تستمر حكومة بشر الخصاونة، بالوقوع في نكسات تلو الاخرى، منذ تولي الخصاونة منصب رئيس الوزراء، وجد نفسه غارقاً في ازمات اقتصادية ووبائية وكذلك امنية، وهذا ربما يدل على التقصير الواضح للعيان في التعامل مع اكثر من ملف من قبل اعضاء حكومته، واكبر دليل على ذلك اجراء ثلاث تعديلات على الحكومة خلال 9 اشهر فقط.

ما نود الاشار اليه بعينه وجديداً على "ساحة الانتقاد المتاحة"، وزير الداخلية مازن الفراية، رجل عوّل عليه الكثيرون من الاوساط الشعبية والسياسية عند تسلمه حقيبة الداخلية، الامر الذي كان من المفترض ان يحتم عليه فرض القانون وانفاذ اوامر الدفاع بكل حزم، وترك انجاز ملموس على ارض الواقع.

وبالاشارة الى اجراءات الحظر سواء الجزئي او الشامل، وبالرغم من ضم صوتنا الى صوت الشارع الاردني الرافض لهما، الا ان المراقب العام للمشهد، يجد ان هناك العديد من الخروقات في تطبيق القانون، وتجاوزات من قبل عدد كبير من المواطنين والمحال التجارية خلال ساعات الحظر، في حين ان هناك تشديد على الاجراءات لمناطق دون اخرى، خاصة المناطق التي تقع في غرب العاصمة عمان، وتجاهل ما يحدث في وسطها وشرقها، ولا ننسى المحافظات الاخرى، وكأن الاردن والوباء اصبح في محافظة واحدة وهي عمان.

وليس بالبعيد كثيراً، الفوضى العارمة التي حدثت قبل ايام قليل جراء الاحتجاجات التي وقعت عقب مقتل شخصين بمشاجرة في منطقة الجويدة، والاحراج الامني الذي حدث، ووسط عجز واضح للاجهزة الامنية في صد الخروقات والتجاوزات التي تخلل الاحتجاجات في منطقة حي الطفايلة.

وبالعودة الى ملفات امنية اخرى، وابسطها ظاهرة المفرقعات والالعاب النارية التي اصبحت تشكل هاجساً لدى المواطنين الذي يقطنون في منازلهم بهدوء فرضه قرار الحظر الليلي، وسط صمت وغياب مريب لوزارة الداخلية، والاجهزة الامنية،فكيف لوزير الداخلية ان يمنع استيراد تلك الالعاب والمفرقعات ويحظر بيعها، في الوقت الذي باتت متواجدة في متناول الأطفال والمراهقين؟، خاصة ان هناك مفرقعات تم تطويرها لتعادل صوت المدفعية والاسلحة النارية، فمالذي يمنع وزير الداخلية للتحرك والايعاز لوضع حدٍ لهذه الظاهرة!.

ما تتحدث عنه "جراسا" ليس اغتيالاً للشخصية او انتقاداً لذات شخص الفراية فهو رجل عسكري حازم ويحظى باحترام شديد منذ ان كان يتولى ملف ادارة الازمات، وانما لوضع الاصبع على الخلل الذي بات مفضوحاً للعيان، فالسؤال الذي يطرح نفسه وسط كل هذا اين وزير الداخلية عن ما يحدث؟!.