تعرف على صيام "الدوبامين"


جراسا -

انتشرت في الآونة الأخيرة ما يعرف بظاهرة "صيام الدوبامين".

وبالبحث تبين أن  الدوبامين  مادةٌ كيميائيّة تنتقل بين الخلايا العصبيّة، أو ما يُسمّى بالنواقل العصبيّة، وهي موادٌ التي بانتقالها بين الخلايا تؤدي إلى إحداث السيالات العصبيّة التي تصل بين الدماغ وأجزاء الجسم المُختلفة، ومن خلال تبادل هذه النواقل العصبيّة بين أجزاء الدماغ المُختلفة، يبدأ الدماغ بتحليل المعلومات الواصلة إليه والعمل على إرسال الأوامر مباشرةً، لذا بالإمكان وصفه على أنّه مادةٌ مسؤولة على التحكّم في كيفيّة تعامل مناطق الدماغ المُختلفة مع المعلومات الواردة.

وأثبتت الأبحاث أنّ العديد من مسارات الدماغ التي تربط بين مراكزه، تعتمد بشكلٍ كليّ على الدوبامين كناقلٍ عصبيّ رئيس، ومن أهم المسارات في الدماغ نظام المكافأة، الذي يتكون من هياكل عصبيّة تُساعد على التحكّم في استجاباتنا للعديد من الرغبات أو الدوافع، أو ما يُطلق عليها بسمة الحوافز، مثل الطعام، تعاطي بعض الأدوية وحتى الجنس، وتكمن مسؤوليّة الدوبامين في إيصال المعلومات إلى مراكز الدماغ المسؤولة على تشكيل الذكريات والعواطف وردود الفعل حول هذه الرغبات.

وتتنوّع الأشياء التي يُمكن أن يرغب بها الأشخاص، والتي تمنح المُتعة، من مشاهدة التلفاز، تناول الطعام، وحتى التحدث مع الآخرين، إذ يتحكّم الدوبامين في تكوين الذكريات المُتعلقة بجميع رغبات الإنسان التي توصله إلى الشعور بالمتعة ، من تناول الكحول، وغيرها الكثير، فإنّ صيام الدوبامين هو الامتناع عن جميع السلوكيات التي تؤدي إلى الشعور بالمُتعة لمدة 24 ساعةً على الأقل للخروج بعقلٍ صافٍ وللزيادة من حِدة التركيز.

ويكمن تأثير صيام الدوبامين من خلال قدرته على تغيير مستويات الدوبامين، وذلك عن طريق التقليل من السلوكيات التي تؤدي إلى زيادته داخل الدماغ، أشارت بعض الأبحاث المرتبطة بالعلاج المعرفي السلوكي، بارتباط انخفاض نسبة الدوبامين في الدماغ مع قلّة السلوكيات الدفاعيّة التي تؤدي إلى تشتيت التركيز في الدماغ، واستعادة المرونة السلوكيّه عند القيام بها، يُركز صيام الدوبامين على سلوكيات معيّنة تمثل مشكلةً تؤثر على التحكّم في نظام التحفيز، مثل تصفّح الإنترنت، التسوق الإلكتروني، والتي تتشكّل كسلوكياتٍ اندفاعيّة تُعزز من مستوى الدوبامين، لذا يرتبط صيام الدوبامين بشكلٍ مباشر مع علاج الإدمان.

 ودارت آراء بعض العلماء الباحثين حول صيام الدوبامين، أنّ توقّف النشاطات التحفيزيّة ماهو إلّا إيقافٌ مؤقت لنظام الدوبامين داخل الدماغ، وليس بالضرورة إعادة تعيينه، بل على العكس تمامًا، قد يؤثر هذا الإيقاف في مقدرة الأشخاص على الاستمتاع بهذه النشاطات التحفيزيّة في المستقبل، حيث أنّه مادةٌ كيميائيّة مُتعلقة بالتحفيز لرغبات الإنسان، وهو الجزء المسؤول عن الرغبة.

من جهةٍ أُخرى، ذكرت بعض الدراسات في أنّ الامتناع عن جميع المُمارسات التي يتم القيام بها بتطرّف، والتي تؤدي إلى الزيادة في مُستوى الدوبامين، أو ما يُسمى بإعادة ضبط نظام المكافأة في الدماغ، إلى زيادةٍ في مستويات التركيز لديهم وشعورهم بالسعادة، بالإضافة إلى التخلّص من بعض السلوكيات التي بالإمكان اعتبارها على أنّها إدمان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات