السكري: كيف يتكون وكيف يهاجم؟ .. طبيب اردني يجيب


جراسا -

خاص- تواصلت "جراسا" مع استشاري طب الأطفال وأمراض الغدد الصماء والسكري الدكتور فوزي الحموري حول معرفة ماهو داء السكري وكيف يتكون ومضاعفات هذا المرض وطرق علاجة.

وعرّف الحموري داء السكري من النوع الأول انه حالة مزمنة يُنتِج فيها البنكرياس كمية صغيرة من الأنسولين، أو لا يُفرِزه على الإطلاق، والذي كان يُعرَف في السابق بداء السكري الشبابي أو داء السكري المعتمد على الأنسولين.

و الأنسولين هو هرمون مطلوب للسماح للسكر (الغلوكوز) بدخول الخلايا لإنتاج الطاقة، ونقص الانسولين يؤدي الى ارتفاع نسبة السكر في الدم .

وذكر الحموري الأعراض التي تصاحب السكري من النوع الأول على النحو التالي:
يمكن ظهور علامات وأعراض داء السُّكَّري من النوع الأول في الأطفال بصورة مفاجِئَة نسبيًّا وقد تتضمن:
•زيادة العطش
•كثرة التبوُّل
•التبوُّل في الفراش في الأطفال الذين لم تكُن عادتهم تبليل الفراش ليلًا.
•الجوع الشديد
•فقدان الوزن غير المتعمَّد
•الانفعالية، وتغيرات أخرى في الحالة لمزاجية
•إرهاق وضعف
•تَغَيُّم الرؤية
•فقدان الوعي

أسباب الإصابة:
السبب الدقيق في الإصابة بالنوع الأول من داء السكري غير معروف. عادةً ما يدمر جهاز المناعة بالجسم "الذي عادةً ما يكافح الفيروسات والبكتريا الضارة" الخلايا المنتِجة للأنسولين (الجزيرية أو جُزَيراتلانغرهانس) في البنكرياس عن طريق الخطأ. تتضمن الأسباب المحتملة الأخرى:

•الجينات الوراثية
•التعرض للفيروسات والعوامل البيئية الأخرى

المضاعفات:

مع مرور الوقت، يمكن لمضاعفات السكري من النوع 1 أن تؤثر على الأعضاء الرئيسية في الجسم، بما في ذلك القلب والأوعية الدموية والأعصاب والعيون والكلى. يمكن للحفاظ على مستوى السكر في الدم الطبيعي أن يقلل بشكل كبير من خطر حدوث العديد من المضاعفات.

في نهاية المطاف، قد تكون مضاعفات مرض السكري معوقة أو حتى مهددة للحياة.

•أمراض القلب والأوعية الدموية. يزيد مرض السكري بشكل كبير من خطر الإصابة بمختلف مشاكل القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك مرض الشريان التاجي مع آلام في الصدر (الذبحة الصدرية)، والنوبات القلبية، والسكتة الدماغية، وتضيق الشرايين (تصلب الشرايين) وارتفاع ضغط الدم.

•تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي). يمكن أن يؤدي السكر الزائد إلى إصابة جدران الأوعية الدموية الصغيرة (الشعيرات الدموية) التي تغذي أعصابك، وخاصة في الساقين. وقد يتسبب ذلك في الشعور بوخز أو خدر أو حرق أو ألم والذي يبدأ عادةً في أطراف أصابع القدم أو أصابع اليدين وينتشر تدريجيًا إلى أعلى. إن نسبة السكر في الدم غير المراقبة بإحكام قد تسبب لك في نهاية المطاف فقدان الإحساس بالشعور في الأطراف المصابة.

يمكن للأضرار التي لحقت بالأعصاب التي تؤثر على القناة المعديّة المعويّة أن تسبب مشاكل، كالغثيان أو القيء أو الإسهال أو الإمساك. بالنسبة للرجال، قد تكون المشكلة هي ضعف الانتصاب.

•تلف الكلى (اعتلال الكلى). تحتوي الكلى على الملايين من مجموعات الأوعية الدموية الصغيرة التي تنقي الدم من الفضلات. يمكن أن يضر داء السكري بنظام التنقية الدقيق هذا. يمكن أن يؤدي التلف الشديد إلى الفشل الكلوي أو إلى الإصابة بالمرحلة الأخيرة من مرض الكلى الذي لا يمكن علاجه، الأمر الذي يتطلب غسيل الكلى أو زراعة كلى.

•تلف العين. يمكن لمرض السكري أن يتلف الأوعية الدموية في شبكية العين (اعتلال الشبكية السكري)، مما قد يسبب العمى. كما يزيد داء السكري من مخاطر حالات خطيرة أخرى متعلقة بالبصر، مثل إعتام عدسة العين والزَرَق (المياه الزرقاء).

•ضرر بالقدم. يزيد تلف الأعصاب في القدمين أو ضعف تدفق الدم إلى القدمين من خطر المضاعفات المختلفة المتعلقة بالقدم. يمكن للجروح والبثور، إذا لم تعالج، أن تتحول إلى إصابات خطيرة قد تتطلب في نهاية المطاف بتر الإصبع أو القدم أو الساق.

•أمراض الجلد والفم. قد يجعلك مرض السكري أكثر عرضة لالتهابات في الجلد والفم، بما في ذلك الالتهابات البكتيرية والفطرية. كما تصبح معرضًا لأمراض اللثة وجفاف الفم.
•مضاعفات الحمل. يمكن لارتفاع مستويات السكر في الدم أن يكون خطرًا على كل من الأم والطفل. ويزداد خطر حدوث الإجهاض ووفاة الجنين والعيوب الخلقية عندما لا يتم التحكم في مرض السكري بشكل جيد. بالنسبة للأم، يزيد مرض السكري من خطر الحموضة الكيتونية المرتبطة بالسكري، ومشاكل العين السكرية (اعتلال الشبكية)، وارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل ومقدمات الارتعاج.

العلاج:

النجاح في علاج الطفل المصاب بالسكري يحتاج لتعاون فريق متكامل يتكون من الطبيب والمُدرِّب في مجال داء السكري واختصاصي التغذية، للحفاظ على اقتراب مستوى سكر الدم لدى الطفل من المعدل الطبيعي قدر الإمكان. يتضمن علاج داء السكري من النوع 1 ما يلي:

•الأنسولين
•حساب الكربوهيدرات
•الفحص المتكرر لمستوى سكر الدم
•تناول الأغذية الصحية
•ممارسة التمارين الرياضية بانتظام

مراقبة سكر الدم:

ستحتاج إلى فحص وتسجيل نسبة السكر في دم طفلك على الأقل أربع مرات في اليوم. لكن ستحتاج على الأرجح إلى التحقُّق منه في كثير من الأحيان إذا لم يكن لدى طفلك جهاز مراقبة غلوكوز مستمر.

الاختبار المتكرِّر هو السبيل الوحيد لضمان الحفاظ على مستوى السكر في دم طفلك في نطاقه المستهدف، والذي ربما يتغير بنمو وتغيير الطفل. سيخبرك طبيب طفلك ما النطاق المستهدف لسكر دم الطفل.

أجهزة مراقبة الغلوكوز المستمرة (CGM):

تقيس أجهزة مراقبة الغلوكوز المستمرة (CGM) نسبة السكر في الدم كل بضع دقائق باستخدام مستشعر مؤقت أو مزروع يتم إدخاله تحت الجلد. تُظهر بعض الأجهزة قراءة نسبة السكر في الدم في جميع الأوقات على جهاز الاستقبال أو الهاتف الذكي أو الساعة الذكية، بينما تتطلب أجهزة أخرى فحص مستوى السكر في الدم عن طريق تشغيل جهاز الاستقبال فوق المستشعر.
الأنسولين وغيره من الأدوية

يحتاج أي مصاب بداء السُّكَّري من النوع الأول علاجًا مدى الحياة بنوع أو أكثر من الأنسولين ليتمكَّن من النجاة. تتوافر أنواع عديدة من الأنسولين، منها:

•الأنسولين السريع المفعول. يبدأ مفعول هذا الأنسولين خلال 15 دقيقة. من أمثلته أنسولين NOVORAPID
•الأنسولين القصير المفعول. يبدأ مفعول هذا الأنسولين بعد 30دقيقة ومن انواعه (ACTRAPID، وNovolin R) .
•الأنسولين المتوسط المفعول. يبدأ مفعول أنسولين بروتامين محايد NPH (مثل Humulin N, Novolin N, NovolinRelion Insulin N) خلال ساعة إلى ثلاث ساعات، ويمتد مفعوله حتى 12 إلى 24 ساعة.
•الأنسولين الطويل المفعول والمديد المفعول. يدوم مفعول أنسولين Lantus)) لفترة ما بين 14 و40 ساعة.

مضخات الأنسولين المُجمعة/أجهزة مراقبة الغلوكوز المستمرة:

هناك جهاز يُسمى المضخة المزوَّدة بالمستشعر، وهو يجمع بين مضخة الأنسولين وجهاز مراقبة الغلوكوز المستمر عبر خوارزمية متطورة تعمل على توصيل الأنسولين تلقائيًّا عند الحاجة. إن الهدف من هذا الجهاز هو وضع نظام "حلقي مغلق" يعمل بشكل تلقائي كليًّا، ويُسمى بالبنكرياس الاصطناعي.

نمط غذائي صحي:

يُعَد الغذاء عاملًا أساسيًّا في أي خطة لعلاج مرض السكري، ولكن هذا لا يعني أن طفلك يجب أن يتبع "نظامًا غذائيًّا صارمًا لداء السكري"، بل يجب أن يتضمن نظام طفلك الغذائي بانتظام الأطعمة العالية القيمة الغذائية، القليلة الدهون والسعرات الحرارية، تمامًا مثل بقية أفراد الأسرة، ومنها:

•الخضراوات
•الفواكه
•البروتين الخفيف الدهن
•الحبوب الكاملة
يمكن لاختصاصي النُّظم الغذائية الخاص بطفلك مساعدتك في وضع خطة غذائية تناسب تفضيلات طفلك الغذائية وأهدافه الصحية، بالإضافة إلى مساعدتك على التخطيط لتقديم الحلويات له بين الحين والآخر. سيعلمك أيضًا كيفية حساب الكربوهيدرات في الأطعمة لتتمكَّن من استخدام تلك المعلومات لتحديد جرعات الأنسولين.

الأنشطة البدنية:
يحتاج الجميع إلى ممارسة التمارين الهوائية بانتظام، ولا يُستثنى الأطفال المُصابون بداء السكري من النوع 1. شجّع طفلك على ممارسة الأنشطة البدنية لمدة 60 دقيقة يوميًّا على الأقل، أو تمرّن معه بالأحرى. اجعل الأنشطة البدنية جزءًا من الروتين اليومي لطفلك.
ولكن تذكّر أن الأنشطة البدنية عادةً ما تُخفِّض مستوى السكر في الدم، ويمكن أن تؤثر في مستويات سكر الدم لساعات من بعد ممارستها، بل وربما طوال الليل. إذا بدأ طفلك في ممارسة نشاط جديد، فعليك أن تتحقق من مستوي السكر في الدم لديه بصفة أكثر من المعتاد، إلى أن تعرف طريقة استجابة جسمه أو جسمها لهذا النشاط. ربما ستحتاج إلى تعديل نظام طفلك الغذائي أو جرعات الأنسولين التي يأخذها للتعويض عن ارتفاع معدل النشاط لديه.

متابعة رعايتك الطبية:
يحتاج طفلك إلى مواعيد متابعة طبية منتظمة؛ للتأكد من السيطرة على داء السكري جيدًا ولفحص مستويات الهيموغلوبين السكري. توصي جمعية السكري الأمريكية (American Diabetes Association) بدرجة هيموغلوبين سكري تساوي 7.5 أو أقل لجميع الأطفال والمراهقين.

سيجري طبيبك أيضًا فحصًا دوريًّا لطفلك:
•ضغط الدم
•النمو
•مستويات الكوليسترول
•وظائف الغدة الدرقية
•وظيفة الكلى
•وظيفة الكبد

انخفاض سكر الدم (نقص سكر الدم):
نقص سكر الدم هو انخفاض مستوى سكر الدم أسفل النطاق المستهدف لطفلك. يمكن أن تنخفض مستويات السكر في الدم لأسباب كثيرة، بما في ذلك تخطي وجبة، القيام بالمزيد من النشاط البدني مقارنة بالمعتاد أو حقن كمية زائدة من الأنسولين. انخفاض سكر الدم شائع في الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول، ولكن إذا لم يُعالج بسرعة، فقد تزداد الأعراض سوءًا.

تتضمَّن مُؤشِّرات وأعراض انخفاض سكر الدم ما يلي:

•الارتعاش
•الجوع
•التعرُّق
•سهولة الاستثارة وتغيرات المزاج الأُخرى
•صعوبة التركيز أو التشوش
•الدوخة أو الدُّوَار
•فقدان التنسيق
•تداخُل الكلام
•فقدان الوعي

علم طفلك أعراض انخفاض السكر في الدم. في حالة الشك، عليه دائمًا إجراء اختبار سكر الدم. إذا لم يكن جهاز قياس الغلوكوز في الدم متاحًا وشعر طفلك بأعراض انخفاض سكر الدم، فعالجه من انخفاض سكر الدم، ثم أجرِ اختبارًا له في أسرع وقت ممكن.

إذا كانت قراءة سكر الدم الخاصة بطفلك منخفضة:
•عليه تناول 15 إلى 20 غرامًا من الكربوهيدرات سريعة المفعول، مثل عصير الفاكهة، أو أقراص الغلوكوز، أو الحلوى الصلبة، أو المياه الغازية العادية (وليست الخاصة بالحمية الغذائية) أو أي مصدر آخر للسكر. الأطعمة التي تحتوي على دهون مضافة، مثل الشوكولاتة أو المثلجات، لا ترفع سكر الدم بسرعة لأن الدهون تبطئ امتصاص السكر.

•أعد فحص سكر دم طفلك بعد حوالي 15 دقيقة للتأكد من أنه طبيعي، وكرر الأمر حسب الضرورة حتى تحصل على قراءة طبيعية.

إذا تسبب انخفاض سكر الدم في فقدان طفلك للوعي، فقد يكون من الضروري حَقْنه بحقنة طارئة لهرمون يحفز إفراز السكر في الدم (GLUCAGON).وينقل الى المستشفى في أسرع وقت ممكن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات