أجواء الشتاء تبدأ من تشرين


دخلنا شهر تشرين الأول وسوف يلحقه تشرين الثاني ، وكم من ذكريات جميلة تحملها التشارين مع بداية الشتاء وأول شتوة وبقايا ياسمين دمشقي أمتزج مع المطر في صحن الدار وجرزاية صوف لها حكاية جميلة تدغدغ الذاكرة والحنين بصورة أم وجدة وحارة كاملة نسائها تحيك الصوف الملوّن بالقرب من المدفأة في ليالي شتاء الباردة فالمتجول في السوق يشاهد النساء يقصدن محلات بيع الصوف في عمان محلات الدباس وفي الزرقاء حواء ومرقة فترى السوق يعج بزبائنه من النساء الذين يتبضعون الصوف المخصص لحياكة الملابس والذي تتنوع ألوانه وأنواعه.بينما تبدأ الرياح الشرقية بالهبوب وكذلك تبدأ الزراعات الشتوية من الفول والبقدونس والفجل وبازلاء وكزبرة وغيرهم . هذا الشهر الذي يعتبر بداية لفصل الشتاء البارد والطويل ، شهر تركيب صوبة السولار والبواري وسط غرفة الجلوس، لتلتف حولها العائلة في ليالي الشتاء الباردة. بين شوي بلوط وكستناء شهر أكتمال المونة ولا ينقصها سوى رصيع الزيتون ومونة الزيت ومكدوس الباذنجان و”مد السجاد” و بداية “ارتداء الصوف”.بل هي طقس اجتماعي وتاريخي اعتاد عليه أبناء الوطن أنها “لمّة” العائلة وتفقد الجيران، صورة إبريق الشاي المطلي الساخن فوق الصوبة اوكاسات الشاي المضلعة ينتشر بين حوافها البخار بينما تنتشر رائحة الميرمية والنعنع في الأرجاء يا الله كم نشتاق لتلك الأيام، و سعادة الأطفال برؤية النار من خلف زجاج االصوبة اللامع. وزيادة قطرات السولار اوالكاز لتزداد توهجاً ورغيف خبز يتحمص على الصوبة مدهون بالزعتر والزيت أو باللبنة المدحبرة حين تعبق الرائحة في الأجواء وكمشات من البطم والقضامة والزبيب والقطين كل ذلك جزء من ذاكرة الأردنيين والتي لا تختلف كثيراً بين بيت وآخر ، ما دامت الحالة المادية هي التي تنظم إيقاعها ، بيوت تشبة بعضها البعض تشابة بالمونة بالمشرب والملبس والأثاث صور قديمة في كل البيوت مدفأة الحطب بجمراتها والكاز والسولار وحتى صورة بابور الكاز وقد علا رأسه قطعة مثقبة من التنك لتوزيع وهج النار، وجواعد منتشرة وحرامات تشتم رائحة الشتاء عند خروجها من مكامنها شيء من الذاكرة الجمعية للسكان، نستعيدها ونحن في تشرين والذي يذهب مراكب الرصيف حسب قول فيروز فيما تشبه الحكايات التي تسبق أو تلحق بجملة (سقى الله تلك الأيام).



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات