قراءة في كتاب الدكتور أحمد التل: المجتمع الأردني المعاصر.


 أربعة عشر كتاباً، والعديد من الأبحاث والمخطوطات، وتاريخ مليء بالتربية والتعليم العالي، والفكر العميق، والمسيرة العلمية، والثقافية، والأدبية، منذ حصوله على درجة الدكتوراه، وفيما بعد؛ درجة الأستاذية في جامعة أوكلاهوما – الولايات المتحدة الأمريكية عام (1992)، ودرجة الأستاذية في جامعة البلقاء التطبيقية عام (2009)، ودرجات علمية مختلفة كلها كانت، ولا زالت تصب في مصلحة العلم، والتربية، والتعليم العالي في المملكة الأردنية الهاشمية، موئل العلم والعلماء، والأساتذة الكبار، والجامعات والمعاهد الكبرى، والتميز العلمي على مستوى العالم.

قرأت كتاب الأستاذ الدكتور أحمد يوسف التل: المجتمع الأردني المعاصر، والتحولات في السياق القومي، وقد مررت على فصوله، وأجزائه، وأبوابه؛ مرور الكرام، وبالرغم من أنني تناولته في يومين للكتابة عنه، لكن سأعيد قراءته مرة ثانية حتى أستطيع أن أبحر ومن ثم أغوص في أعماق الكتاب حتى أتمتع بما يحتوي عليه من أفكار، وتكوين فكرة عامة؛ أستطيع من خلالها تسجيل العديد من الملاحظات؛ يمكن أن تنفعني، وتنفع غيري عند طرحها في المستقبل، وتكون من بين أرشيفي الغني بكنوز الأدب، والسياسة، والثقافة، والفكر الحر.

ما لفت انتباهي أن الذي قدم الكتاب هو أحد أساتذة الأدب العربي، الدكتور خالد الكركي الذي قدم الكتاب مشكوراً، وترك بصمة لا يستهان بها من بين العديد من البصمات التي حفرها الدكتور أحمد التل كعادته، داخل جدار الأدب والوعي الفكري، أجل، عندما يقدم هذا البحث أحد أساتذة الأدب الأردني والعربي، فإن ذلك يدعو الى تكوين مجموعة من الصور، والأفكار عن هذا الكتاب القيم، وبرأيي، وما تولد لدي من أفكار، ومساحات تمكنني من أن أتجول في عمق الكتاب، كما تجول غيري من الباحثين، والقراء، وحصلوا على العديد من الفوائد، أدعوا الجميع للاطلاع على هذا المؤلف الذي تحدث فيه عن بداية تشكيل الكيانات السياسية؛ خارج وداخل إطار الدولة العثمانية وكانت تستعد للإنهيار الكلي.

تحدث الدكتور أحمد التل عن تشكيل الثورات الأردنية، أو ما تأثرت به البلاد من ثورات داخلية وخارجية؛ كان على رأسها الثورة العربية الكبرى عام (1916)، بقيادة ملك العرب الشريف حسين بن علي.

يتنقل الباحث بين الفصول الأربعة، وعشرات الأجزاء المرقمة، منذ عام (1910) عام ثورة الكرك ضد الظلم، والطغيان التركي، تلك الثورة التي أطلق عليها في التاريخ الأردني: الهية، أو هية الكرك، وكانت هذه البذرة الحسنة من الدلائل التي تشير الى أن المواطن الأردني لا يقبل بالضيم، والخنوع مهما كان حجم القوة التي يقابلها أو التي تقابله.

يستمر في بحثه متنقلاً عبر السنوات المائة التي مرت بها السياسة الأردنية، ابتداءً بالملك عبد الله الأول ابن الحسين، مروراً بالملك طلال بن عبد الله، والملك الراحل الحسين بن طلال؛ وصولاً الى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، والتطورات التي بدأت من قاعدة صلبة؛ مهد لها، وثبت قوامها الملك عبد الله الأول، ومعه مجموعة من أبناء الوطن المخلصين الأوفياء لتراب الأردن، واستمرت المسيرة والتطور على كل المستويات، وكان أبرزها: المستوى التعليمي، والطبي، والعسكري.

سنوات من المجد مرت على الأردن، كان ذروة سنامها المواطن الأردني، العملاق الذي حفر صخر التاريخ، والأدب، والثقافة، والعلم، والتعليم العالي حتى أصبحت بلادنا بفضل الدكتور الكبير أحمد التل وأمثاله من العلماء، والعظماء، وقادة السياسة، والجيش من أعظم دول المنطقة.

الكتاب؛ كما قلت في بداية حديثي، يؤرشف لتاريخ الأردن عبر مائة عام، وبدلاً من البحث عن مصادر متعددة، وجمع المعلومات لقراءة تاريخ الوطن، يمكن لأي باحث أو قارىء أن يتجول بين بحور الكتاب المتعددة، فينهل منه ما يريد من تاريخ مفصل تفصيلاً عميقاً ودقيقاً ومفيداً.

السيرة الذاتية للدكتور خالد الكركي، مُقدم الكتاب:

هو الأستاذ الدكتور خالد عبد الله الكركي، ولد عام (1946) في العدنانية بمحافظة الكرك.

حصل على البكالوريوس والماجستير في اللغة العربية من الجامعة الأردنية، وحصل على الدكتوراه - تخصص فلسفة من جامعة كامبريدج البريطانية.

بدأ الدكتور خالد الكركي حياته معلماً في وزارة التربية والتعليم الأردنية، قبل أن ينتقل للعمل مدرسا في كلية الآداب في الجامعة الأردنية، وفيها تولى مناصب عدة منها محرر مجلة دراسات عمادة البحث العلمي، ومساعد عميد كلية الآداب للشؤون الثقافية والإدارية، ورئيس تحرير المجلة الثقافية، وعميد كلية شؤون الطلبة، كما كان رئيسا لرابطة الكتاب الأردنيين، وعضواً في اللجنة الاستشارية لوزارة الثقافة والتراث القومي.

التجربة السياسية:

دخل الكركي الحكومة لأول مرة وزيرا للثقافة عام (1989)، ليتنقل بعدها بين وزارات الشباب، والإعلام، والتعليم العالي، كما عُيِّن نائبا لرئيس الوزراء وزيرا للإعلام خلال عقد التسعينيات.

وتولى عام (2011) منصب رئيس الديوان الملكي الذي سبق أن تولاه في عهد الملك الحسين بن طلال لنحو عامين، كما عينه الحسين في منصب المستشار السياسي للملك، وفي عهد الملك عبد الله الثاني، عُيِّن الكركي رئيساً للجامعة الأردنية عام (2007)، وفي عام (2010) ام تعيينه نائبا لرئيس الوزراء، وزيراً للتربية والتعليم.

المؤلفات:

يعد الأستاذ الدكتور خالد الكركي من أهم الشعراء والأدباء في الأردن، له العديد من المؤلفات، منها: الرموز التراثية العربية في الشعر العربي الحديث، والرموز القرآنية العربية في الشعر العربي الحديث، وكتاب: طه حسين روائياً، وحماسة الشهداء: رؤية الشهادة والشهيد في الشعر العربي الحديث، والصائح المحكي: صورة المتنبي في الشعر العربي الحديث، والعديد العديد من المؤلفات والمخطوطات في الأدب العربي.

يشغل الدكتور خالد الكركي منصب رئيس مجمع اللغة العربية منذ عام (2015)، ولغاية الآن - (27 - 9 - 2020).


السيرة الذاتية للدكتور أحمد يوسف التل:

ولد الدكتور أحمد التل في إربد بتاريخ (13- 3- 1931)، وبعد أن أنهى الدراسة الثانوية دخل القوات المسلحة الأردنية برتبة ملازم، وشارك في حرب فلسطين عام (1948) تحت قيادة شقيقه القائد المجاهد عبد الله التل، وقاتل اليهود في القدس وغيرها من المدن الفلسطين في ذلك الوقت.

درس الاقتصاد السياسي في الجامعة الأمريكية – القاهرة، عام (1956)، ثم حصل على الماجستير في الإدارة التربوية في الجامعة الأمريكية – بيروت، عام (1972)، ثم الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السند في باكستان عام (1977)، والدبلوم العالي في إدارة مؤسسات التعليم العالي في جامعة نيويورك عام (1980).

حصل الدكتور التل على درجة الأستاذية، المرة الأولى عام (1992)، في جامعة أوكلاهوما الحكومية، وحصل على درجة الأستاذية للمرة الثانية في جامعة البلقاء التطبيقية عام (2009)،

عمل الدكتور أحمد معلماً لمبحث اللغة الإنجليزية، مدرسة إربد الثانوية للبنين، حاكماً إدارياً لقضاء الطفيلة عام (1962)، ثم مديراً لمدرسة إربد الثانوية، ومشرفاً لمبحث اللغة الإنجليزية في محافظة إربد، ثم مديراً للتربية والتعليم في المحافظة.

عمل التل أيضاً مستشاراً ثقافياً في السفارة الأردنية في إسلام أباد – الباكستان، وتنقل بين مجموعة من الوظائف كانت على النحو التالي: مديراً لكليات المجتمع، مستشاراً لوزير التربية والتعليم، وفي عام (1985) تم تعيينه أميناً عاماً لوزارة التعليم العالي عند تأسيسها، ويعتبر الدكتور أحمد التل أول أمين عام للوزارة، وهو الذي شارك في تأسيسها هو والدكتور العلامة ناصر الدين الأسد.

عمل الدكتور التل عميداً لكلية الزرقاء الأهلية لمدة عشر سنين، وأستاذاً للإدارة التربوية في جامعة عمان العربية للدراسات العليا لمدة سبع سنين، وقد تقاعد من العمل العام بعد أكثر من خمسين سنة، متنقلاً بين الحياة العسكرية، والأكاديمية، والسياسية...

أطال الله في عمر الدكتور أحمد يوسف عبد الله اليوسف التل، ومتعه بموفور الصحة والعافية، ونفعنا الله جلت قدرته، ونفع الأجيال الحالية والقادمة بعلمه الغزيز، وأدبه الوفير.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات