تطبيع رسمي لا أكثر .. !


واضح بأن إسرائيل مع حليفتها الولايات المتحدة الامريكية تسعى لتصفية القضية الفلسطينية وفرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني، من خلال خطة الرئيس الأميركي المسماة "صفقة القرن"، التي تتبنى رؤية اليمين الإسرائيلي المتطرف لحل القضية الفلسطينية بجميع مكوناتها، خاصة فيما يتعلق في ابتلاع ما تبقى من الأراضي الفلسطينية وشرعنة وقوننة وجودها الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة.
ولتنفيذ ذلك جاءا موضوع حسم القدس كبداية بعد اعتراف الإدارة الأميركية بها كعاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفارتها إليها، وتعزيز الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة، واستمرار إسرائيل في مصادرة الأراضي الفلسطينية في الضفة المحتلة ومنحها للمستوطنين اليهود، واعلانها وتلويحها بضم أراضي الأغوار والبحر الميت.
نتنياهو من جانبه ولاعتبارات انتخابية متمسك بمشروعه المتمثل بضم مناطق واسعة من المناطق الفلسطينية المحتلة إلى إسرائيل، واستمراره بسياسة اقتسام المسجد الأقصى واقتحامات المستوطنين اليهود له، تمهيدًا لبناء هيكلهم المزعوم على أنقاضه، وعليه تتطلع إسرائيل إلى أن يشجع ابرامها توقيع اتفاقية سلام مع دولة الإمارات العربية دولا عربية أخرى إلى الحذو حذوها، والحقيقة أن إسرائيل ترنو من وراء ذلك منحها وجود شرعي وعلني وقبول لدى النظام الرسمي العربي ضاربة بعرض الحائط كل ما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني، وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، وقرارات جامعة الدول العربية، ومبادرات السلام العربية.
على الجميع أن يدرك بأن المواقف الرسمي لأي دولة يختلف كليا عن الموقف الشعبي فيها، ومهما شاهدنا أو سمعنا ممن يطبلون ويمجدون ويمدحون التطبيع مع الصهاينة والتقرب إليهم ما هو إلا تزلف وتملق لتلك الأنظمة ولإظهار كمية الحقد والعداوة للشعب الفلسطيني، وقديماً قيل إذا لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل، فستظل القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى وليس من حق أي كان التنازل عنها، وعلى من يبحث عن التطبيع مع هذا الكيان الغاصب أن يلقي ولو نظره إلى ما فعله ويفعله من جبروت ضد أبناء الشعب الفلسطيني منذ قيامه إلى الآن.
تعلمنا منذ المهد بأن اليهود ليس لهم عهد ولا ميثاق ولا شرف، فقد ذكرهم تعالى في كتابه الكريم: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)، وسيظلون كذلك مدى الدهر فقد قتلوا الأنبياء والرسل من قبل، فلا يمكن لعاقل أن يرتبط معهم بعهد فهم لا عهد لهم ولا ذمة، وإن كان العرب اليوم في حالة تفرق وضعف وهوان إلا أن التطبيع بحد ذاته غير مبرر ومدان على الأغلب شعبيا مع هذا العدو التاريخي، وهو بمثابة تنكر للعروبة وقيم الأمة وثوابتها، ويشكل تفريط علني بحق الشعب الفلسطيني وخدمة مجانية للمشروع الصهيوني.
فالتطبيع الرسمي وقرار ابرام الاتفاقيات مع العدو المحتل الغاصب لن تقبله الشعوب الحرة بسهولة مهما كانت مكاسبه، لأن معيار الربح فيه بلا شك لصالح العدو مهما كانت النوايا والأهداف.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات